جاء في تقرير لوكالة أنباء "أسوسيتدبرس" عما أسمته جاسوس القاعدة الدانماركي مورتون ستورم (37 عاما)، أن العضو السابق في عصابة الدراجات قام بالسفر إلى اليمن بعد إسلامه ليتعلم القرآن، ولكنه سرعان ما التقى بالدعاة "المتطرفين" الذين يشنون حربا مقدسة ضد الغرب.
وقال جان ألسين إن "ستورم كاد أن "يصبح جهاديا"، ولكنه ترك دينه ليعمل لصالح المخابرات الغربية، ليساعدها في قتل "الإرهابيين" أو القبض عليهم".
من جهته ادعى ستورم أنه عمل لمدة 6 سنوات كمخبر لـ"سي آي إيه" ولـ"إم آي5" ولـ"إم آي6" البريطانيتين، وللمخابرات الدنماركية.
وجاء الحديث معه في الوقت الذي سيصدر فيه كتابه الجديد، الذي يحتوي على "الدراما والإثارة" وقصة مغامراته مع القاعدة، ولكن الرجل الدانمركي الضخم ذا اللحية الحمراء، "يصر على أن قصته حقيقية وليست مجرد خيال".
وقال ستورم إنه أراد أن يكشف عن سره كعميل بسبب شعوره بخيانة المؤسسات الاستخباراتية له، ولانزعاجه الكبير لتجاهل دوره في اغتيال القيادي الكبير في القاعدة أنور العولقي في اليمن عام 2011.
وأضاف ستورم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية ترفض الاعتراف بأن عمله ساعدهم في تعقب الشيخ المولود في أمريكا، والمتهم بأنه الملهم لعملية إطلاق النار عام 2009 في قاعدة فورت هود في تكساس، وكذلك محاولة تفجير طائرة بينما كانت تقترب من ديترويت في العام نفسه.
كما ادّعى أنه لعب دورا مهما في عمليات ضد "الإرهاب"؛ فمثلا قضى 6 سنوات في عمليات اختراق لمساجد "متطرفين" في بريطانيا، واختراق جماعات "متطرفة" في الصومال، وبين أنه كان يلتقي مع المسؤولين عنه في مناطق راقية، مبرزا صورة له مع أشخاص يقول إنهم من المخابرات الدنماركية في حمامات طبيعية في آيسلندا.
وتظهر صورة أخرى حقيبة مليئة بالأوراق النقدية (250 ألف دولار)، يدعي أنه استلمها من المخابرات المركزية ثمنا للعملية السرية، لتعقب العولقي مع أن تلك الجهود فشلت في النهاية.
وشكك بوب إيرز وهو ضابط استخبارات أمريكي سابق يعيش حاليا في لندن، في رواية ستورم، وقال: "كونه يدعي أنه عمل لصالح هذه الوكالات لا يعني أنه كان موظفا لديهم، لأنه بالتأكيد لن يحصل على موافقة، كما أن من المشكوك فيه أن يكون أحد المقربين الموثوق بهم للعولقي، فالأخطر من عميل للعدو هو عميل للعدو قد تحول".
وقال ستورم إنه وفر المعلومات التي أدت إلى اعتقال حسن طبق عام 2007، في بريطانيا وسجنه لمدة سبع سنوات، لمحاولته صناعة قنابل تحضيرا لهجمات "إرهابية".
وفي كتابه "ستورم، العميل الدنماركي في القاعدة"، قال إنه شارك في عملية استهدفت صالح نبهان، وهو عضو رفيع المستوى في القاعدة، قتلته "قوة الفقمات البحرية الأمريكية"، في هجوم طائرة هيلوكوبتر بالصومال في 2010.
وكان ستورم المولود في كورسور، التي تقع على بعد حوالي 75 ميلا جنوب غرب كوبنهاجن، قد أدين في مشاجرات حانات وعنف وتهريب سجائر وسرقات صغيرة وهو في سن المراهقة، وكان عضوا متوقعا لعصابة الدراجات "بانديدوس" قبل أن يقنعه زميل مسلم له في السجن بأن يدخل الإسلام عام 1997.
ويقول ستورم إنه قضى وقتا مع "متطرفين إسلاميين" في بريطانيا واليمن وتزوج مغربية، وسميا ابنهما الأول أسامة على اسم أسامة بن لادن، كما كان يريد الانضمام "للمتطرفين الإسلاميين" في الصومال عام 2006، ولكنهم رفضوه، مبينا أن غضبه بسبب رفضهم له تحول إلى شك في دينه، وبعد ذلك بقليل تحول تماما، وعرض خدماته على المخابرات الدنماركية، التي وصلته بالمخابرات البريطانية والأمريكية.
وساءت علاقته مع الوكالة عندما تم إخباره بأن العولقي قتل في عملية أخرى، وقام بتسجيل حديث مع شخص في فندق على الشاطئ، وقال إنه ضابط في الوكالة اسمه مايكل، وأنه أخبره بأن القيادة الأمريكية وحتى الرئيس أوباما شاكرين لجهود ستورم، ولكن مايكل أضاف أنه كان هناك مشاريع أخرى لتعقب العولقي.. وشبه الوضع بلعبة كرة القدم حيث كان هناك أكثر من لاعب في موقع يستطيع منه تحقيق الهدف، و"بإمكان الشخص الآخر أن يمرر الكرة لك لتحرز الهدف، ولكنه لم يفعل وأحرز هو الهدف، وهذا ما حصل". ولكن ستورم لم يقتنع بذلك الإيضاح.
وزعم ستورم أن حياته أصبحت في خطر بعد اغتيال العولقي، فهو لم يعد هدفا للقاعدة فحسب، بل ولـ"سي آي إيه"، وهو يعيش متخفيا في بريطانيا، ولكنه غير نادم على ما فعل مع أنه كان الخاسر الوحيد.