العربي القاسمي: الحداثة المتطرفة أخطر من الأوساخ!

استنكر عضو مجلس شورى حركة النهضة العربي القاسمي انتشار الأوساخ والقمامة في شتّى مدن تونس وقراها، مبرزا أنّه يتعاطف مع مطالب عمّال البلديات، غير أنه يؤمن في المقابل بوجود ضوابط وجب الوقوف عندها. 

وأضاف القاسمي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاربعاء 25 جوان 2014 أن "مصالح العمّال مهمّة لكن لا يجب تقديمها على المصلحة العليا للوطن"، مشدّدا على أن الحديث باسم الحرية والاضراب وحدهما سيتسبّب في ضياع مصالح أساسية أخرى. واستشهد في هذا السياق بقولة لرئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون مفادها أنه "عندما يتعلّق الأمر بالأمن القومي البريطاني فلا تحدّثوني عن حرية التعبير." 

كما وصف عضو مجلس شورى النهضة تفشّي أكوام القمامة في الشوارع والأنهج والساحات التونسية بكونه "قبحا وبشاعة وانحطاطا في الذوق"، موضحا أنّه يرى في غزو الأوساخ للفضاء العامّ مزيجا بين "الوسخ المادّي والوسخ المعنوي". وشرح العربي القاسمي في هذا السياق قوله، بتبيان ارتباط الوسخ المادي بالعقليات المهترئة التي تجهل أن النظافة تمثّل احدى تعاليم الاسلام. 

وفي مقابل ما يراه القاسمي ككلّ التونسيين من شوارع سيطرت عليها أكداس القمامة بشكل كامل، يحلو للمعارض السابق أن يتذكّر ما لمسه في منفاه بسويسرا من نظافة لا نظير لها، حيث قال " لا أنفي أنني تأثرت بكلّ تلك النظافة..بل أجزم أن المرء يغادر بيته بحذاء متّسخ ويعود به نظيفا!" وتساءل في ذات السياق: "لم أصبحت النظافة صورة ترويجية لبلد كسويسرا بينما تحوّلت تونس الخضراء الى مزبلة؟!" 

وفي اتّجاه ايجاد حلول عملية لانتشار القمامة والفضلات في البلاد، دعا العربي القاسمي كلاّ من حكومة مهدي جمعة والمجتمع المدني الى مواجهة الظاهرة والتصدّي لها، حيث رأى أنه على جمعة "التعامل بحزم أكبر مع الموضوع" وعلى منظمات المجتمع المدني أن "تهتمّ أكثر بحماية البيئة والمحيط". 

في سياق آخر، لم ينف عضو مجلس شورى حركة النهضة وجود وجه شبه بين الأفكار المتطرفة والأوساخ، اذ قال انّ "الحداثة المتطرفة أخطر من الأوساخ، لأنها خارجة عن هويتنا وعن نمط عيشنا"، مشدّدا على كونه لا يمكن المقارنة بين الوسخ والحداثة في ذاتها. 

ومن مظاهر الحداثة المتطرفة، ضرب محدّثنا في الختام مثال الافطار في شهر رمضان وغيره من الممارسات التي يعتقد انها جاءت من عند "الكبارات" ولم يأت بها "الزوّالي"، واصفا اياها بـ"الممنهجة والخطيرة" والتي "يقصد بها ضرب العمود الفقري للهوية العربية الاسلامية". 

 

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.