انتظمت أمس الاربعاء 11 جوان 2014 مناظرة حول جدوى المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وذلك في اطار برنامج "المناظرات العربية الجديدة".
وأجمعت غالبية الفلسطينيين المشاركين في النسخة الانقليزية من المناظرة على رفض مواصلة مفاوضات السلام مع إسرائيل في الوقت الحالي، وفقا لبلاغ صحفي صادر عن هيئة تنظيم البرنامج، حيث صوّت 66 % من الحضور بالايجاب على عنوان المناظرة: "المفاوضات مع إسرائيل الآن لن تجدي نفعا".
المناظرة التي تخلّلتها نقاشات حادّة ونقد لاذع لسياسة القيادات الفلسطينية شهدت دفاع الطبيب الفلسطيني ممدوح العكر، أحد أعضاء الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات السلام ، عن الموقف الرافض لعودة التفاوض مع الجانب الاسرائيلي. إذ رأى د. العكر أن ذلك سيكون "كارثة" على الشعب، داعيا رئيس المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إلى الاستقالة والاعتذار للناس على خسارة أراضي فلسطينية وتضخم المستوطنات الإسرائيلية. وقال: "لا أحد يذهب إلى المفاوضات من موقف ضعف. نحن نتفاوض وفق الشروط الإسرائيلية، وحين تتفاوض وفق شروط عدوك فأنت منته" وفقا لنص البلاغ المذكور.
وحين سئل إذا كانت السلطة الفلسطينية منخرطة في المفاوضات لضمان تدفق الدعم الأجنبي، أجاب د. العكر: "لتذهب هذه الأموال إلى الجحيم. فهذه الأموال تدعم الاحتلال فقط".
في المقابل حاجج رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري لصالح الموقف المضادّ، قائلا انه يشعر بـ"الإحباط" حيال وتيرة المفاوضات البطيئة" ومشدّدا في ذات الوقت "على عدم وجود بديل آخر ذي جدوى على المدى الطويل". ودعا الفلسطينيين إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية في إطار "مقاومة سلمية"، معتبرا أن قادة إسرائيل سيجلسون للتفاوض فقط "حين يغدو الاحتلال مكلفا بالنسبة لهم".
وعن حكومة الوحدة الفلسطينية، قال منيب المصري انّها "أفضل شيء يمكن أن تحصل عليه إسرائيل، ذلك أنه تحت هكذا حكومة عليك تنظيف بيتك الداخلي. لديك صوت واحد وزعيم واحد وحكومة شرعية واحدة"، وفقا للمصدر نفسه.
ومن المقرّر تسجيل النسخة العربية من هذه الحلقة اليوم الخميس بإدارة الإعلامية ديمه حمدان ومشاركة متحاورين آخرين في مدينة رام الله أيضا.
يشار إلى أن المناظرات العربية الجديدة تشكّل منبرا لحفز المساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، بتمويل وزارتي الخارجية النرويجية والبريطانية. وهي تتزامن مع حملات تحسيسية للهدف ذاته في مدارس وجامعات عربية، في مسعى لتشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية من خلال ندوات ونقاشات عامة، حسب ذات المصدر.
يذكر أن حلقات المناظرات في نسختيها العربية والإنقليزية تبثّ للموسم الثالث على التوالي، عبر شاشة تلفزيون دويتش فيلله إلى جانب شركائها في المنطقة العربية والعالم، بما في ذلك قنوات الوطن الفلسطينية في رام الله، حنبعل التونسية، أون تي في المصرية ورؤيا الأردنية.
