تايكواندو: اسكندر الجمني: بفضل المنتخب في فرنسا صنعت العجب

ساهمت رياضة التايكواندو في تونس في صنع أبطال شرفوا تونس وطنيا ودوليا ورفعوا رايتها عاليا في مختلف المحافل والمشاركات واكتسبوا خبرات واسعة في هذا المجال جعلتهم محل متابعة من أهم الأندية الأوروبية للاستفادة من خبراتهم سواء في مجال التدريب أو الإعداد البدني.

ولعل من أبرز هؤلاء بطل تونس وبطل العرب والبحر المتوسط اللاعب السابق للمنتخب الوطني للتايكواندو اسكندر الجمني الذي بدأ مسيرته كلاعب في المنتخب الوطني للتايكواندو إلى أن أصبح مدربا ومعدا بأعتى الأندية الفرنسية وبلغ رتبة مشرفة بالجامعة الفرنسية للتايكواندو كمكون للمدربين . و بفضل خبرته وطموحه أصبح مفخرة لتونس وللجامعة التونسية للتايكواندو التي يعود لها الفضل في تكوينه.

الجمني التقيناه بمقر الجامعة التونسية للتايكواندو خلال زيارته الأخيرة لتونس وأجرينا معه الحوار التالي :

لو تقدم نفسك للجمهور ؟

اسكندر الجمني أصيل مدينة أريانة أبلغ من العمر 36 سنة أب لطفلين ومقيم بفرنسا. ولعت برياضة التايكواندو منذ سن السادسة ويعود الفضل في ذلك إلى عمي خميس الجمني لاعب سابق في التايكواندو حيث بدأت أتدرب بقاعة "أزاي كلوب" بالباساج وعمري 6 سنوات طيلة 8 سنوات متتالية وقد تحصلت 4 مرات على لقب بطل تونس في صنف الاصاغر بباب سويقة.

2- كيف انتقلت للمنتخب الوطني للتايكواندو ؟

تمت دعوتي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني أكابر للتايكواندو اختصاص "كيروقي"سنة 1991 من طرف المعلم الكوري "ليم" حال قدومه لتدريب المنتخب وقد نلت ثقة هذا المدرب وإعجابه من خلال التتويجات التي تحصلت عليها.

3- ما هي أبرز مشاركاتك مع المنتخب ؟

شاركت سنة 1993 مع المنتخب في دورة الإسكندرية والأقصر. وفي سنة 1994 تحصلت على الميدالية البرونزية في وزن اقل من 58 كغ في دورة المغرب المفتوحة .وخلال مشاركتي في البطولة العربية بالأردن تحصلت على الميدالية الفضية سنة 1995.كما شاركت في دورة فرنسا المفتوحة سنة 1996 ودورة اسبانيا المفتوحة أيضا. وفي سنة 1997 توجت بالميدالية الذهبية وتحصلت على لقب بطل البحر المتوسط في دورة ايطاليا المفتوحة ببلارمو وفي سنة 1998 توجت بلقب بطل العرب بالأردن وفزت بالميدالية الذهبية ضد لاعب أردني.

كما شاركت سنة 1999 في دورة برشلونة وتحصلت على ميدالية برونزية بعد انهزامي ضد البطل الأولمبي  اسباني الجنسية.كما شغلت خطة مدير ومدرب بالمدرسة الفيدرالية سنة 1999.

4- رغم تألقك مع المنتخب الوطني وحصولك على لقب بطل العرب وبطل البحر المتوسط ..وضعت حدا لهذه التجربة. ما سر ذلك ؟

سنة 2000 تحصلت على الإجازة في الرياضة بالمعهد الأعلى للرياضة بقصر السعيد وتقدمت بمطلب لأواصل تعليمي بجامعة مونبيليي بفرنسا اختصاص تايكواندو  وما إن تم قبول مطلبي حتى سافرت إلى فرنسا في تلك السنة وقد تحصلت هناك على شهادة الدراسات المعمقة للتحضير البدني للتايكواندو.

5- يبدو أن هذه الشهادة فتحت لك الأبواب على مصراعيها بفرنسا ؟

بطبيعة الحال فقد تمكنت بتلك الشهادة التي تحصلت عليها من جامعة مونبيليي أن أشغل خطة معد بدني ومدرب لفريق مونبيليي الفرنسي للتايكواندو لمدة 4 سنوات وكونت مع هذا الفريق بطلا عالميا في صنف الأواسط وهو جزائري الجنسية يدعى ياسين بالحاج.

6- من التايكواندو للرقبي .كيف تمكنت من التأقلم مع هذه الرياضة بسرعة ؟

انتقلت لنادي مونبيليي للرقبي وشغلت خطة معد بدني للرقبي لمدة سنتين متتاليتين. هي تجربة فريدة وجديدة أعتز بها وقد كانت طيبة إجمالا وقد كنت أهتم بالإعداد البدني للاعبين وليس الفني لذلك تأقلمت بسرعة.

7- علمنا أنك رفضت عرض الجامعة التونسية للتايكواندو في فترة سابقة للالتحاق بإدارتها ؟

هذا صحيح.. فقد تلقيت دعوة من الجامعة للالتحاق بإدارتها في موسم 2006 – 2007 لكن الراتب الشهري لم يكن مشجعا ودون المأمول لذلك رفضته وخيرت البقاء بفرنسا.

8- هل كان هذا الخيار صائبا ؟

نعم فقد أصبحت سنة 2010 مكونا بالجامعة الفرنسية للتايكواندو أعتني بتكوين المدربين من الناحية البدنية (DIFF) ثم اشتغلت كمدرب لنادي مونبيليي للتايكواندو من سنة 2011 إلى سنة 2014 وأقمت مشروعا خاصا هناك.

9- يبدو أن فكرة الاحتراف سابقا لم تخامرك ؟

حين كنت أنتمي للمنتخب الوطني للتايكواندو كلاعب لم يكن هناك احتراف كما أن الجامعة التونسية للتايكواندو آنذاك ليس بإمكانها توفير راتب ضخم لي لأتدرب وأدرس في نفس الوقت فالصعوبات كانت مادية بحتة.

10- هل اعترضتك صعوبات خلال مسيرتك الحافلة بالألقاب ؟

الأمور المادية و الإمكانيات كانت حينها محدودة للنوادي وللاعبي المنتخب الوطني حيث كان اللاعب يتقاضى 45 دينارا شهريا كما أن المشاركات الدولية كانت ضئيلة جدا ولم تكن لدينا قاعة خاصة بل نتدرب بالقبة وبالنسبة للمدرب الكوري "ليم" فقد كان يعتني بالتحضير البدني والفني معا في نفس الوقت كما أن التربصات كانت منعدمة وتحصلنا على قاعة تايكواندو سنة 1999. رغم كل تلك الصعوبات فقد كانت هناك ايجابيات مثل المواظبة على التمارين 3 مرات في اليوم والحصة تدوم 3 ساعات. كنا آنذاك متطوعين ومولعين بممارسة هذه الرياضة كما أن الحضور كان إجباريا.

11- من ساندك في هذه الرياضة ؟

أتوجه بالشكر إلى عائلتي على دعمه ومساندتها لي ووقوفها بجانبي في السراء والضراء كما أن المدربين كريم بالحاج ووليد بالحاج (الأخوين) ساعداني كثيرا وساهما في تكويني لأصبح بطلا في التايكواندو كذلك الشأن بالنسبة للمدرب بدر الدين بفريق وحدات التدخل والمعد البدني للمنتخب الوطني للتايكواندو فيصل بوقصيعة الذي كان له الفضل في دخولي للمعهد الأعلى للرياضة بقصر السعيد.

12- كلمتك الختامية ؟

أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني للتايكواندو في كافة المشاركات وحصده المزيد من الألقاب والتتويجات مع المكتب الجامعي الحالي وعلى رأسه رضا بن الهادف الذي منحني ثقته الكاملة سابقا لأدير المدرسة الفيدرالية وهي أول مهمة رسمية أوكلت لي بالجامعة وقد قمت بتسييرها كما يجب.

كما أتوجه بالشكر للمعلم الكوري "ليم" مدربي الذي يعود له الفضل في صقل موهبتي وتعليمي أبجديات رياضة التايكواندو وحصولي على عدة تتويجات وفتحت أمامي الباب على مصراعيه للوصول إلى هذه المرتبة المشرفة.

وأنا عند الطلب . ففي صورة دعوة الجامعة لي سأكون في الموعد إن شاء الله لأني أفكر في العودة إلى تونس قريبا والاستقرار بها وفتح قاعة خاصة للتايكواندو بالعاصمة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.