حسمت الأمور بالنسبة للأندية المعنية بالصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى بعد أن اقتلعت أندية جمعية جربة ومستقبل قابس والترجي الرياضي الجرجيسي بطاقات تواجدها ضمن الكبار.. العكارة كانوا يملكون أوفر الحظوظ للعودة إلى الرابطة الأولى قبل لعب جولة الأحد الماضي حيث كان يكفيهم الحصول على نقطة فقط ليغادروا الرابطة الثانية وهو ما نجحوا فيه عند مواجهتهم للجليزة لتكون الفرحة الجرجيسية كبيرة بالعودة إلى النخبة..
وبضمان ترجي جرجيس لصعوده قبل جولة من نهاية البلاي أوف ارتفع عدد أندية الجنوب التي صعدت للرابطة الأولى إلى ثلاثة وهو ما رفع العدد الجملي لممثلي "البر اللوطاني" على رأي لزهر العكرمي الوزير الأسبق إلى سبعة فرق بحساب الرباعي المتكون من النادي الصفاقسي والملعب القابسي وقوافل قفصة ونجم المتلوي..
الجنوب يعيش ثورة كروية وهو أمر ما دونه شك ناهيك أنه من غير المسبوق أن يمثل بهذا الكم من الأندية فمثلا لم يحدث أن تواجه فريقا قابس الجليزة والستيدة في الرابطة الأولى منذ تأسيسهما وهو ما سيمثل تاريخا جديدا في مواجهات الفريق خلال الموسم القادم..
ولئن لا تزال التنمية الجهوية عاجزة عن بلوغ هذه الربوع فإن "الأفيون الحديث" للشعوب قد يكون مهدئا مناسبا لجهة عانت التهميش على امتداد عقود طويلة رغم وفرة ثرواتها الباطنية بين نفط وفسفاط.. الساحرة المستديرة هي المتنفس الوحيد والعنوان الأول للترفيه في هذه الجهات وتواجد 7 فرق دفعة واحدة في سباق البطولة قد يكون فرصة لبعض العدالة الكروية في غياب العدالة التنموية..
ارتفاع عدد أندية الجنوب جاء على حساب فرق الشمال التي انحدر منها ناديان هما الأولمبي الباجي وقرمبالية الرياضية إلى الرابطة الثانية المحترفة ليصبح "البر اللوطاني" أكثر تمثيلا لأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية التي كانت تحت سيطرة الشمال والساحل..
العدالة الكروية ستحقق للمولعين باللعبة الشعبية الأولى في الجنوب فرصة الاصطدام بالأندية الكبرى التي ستمثل استضافتها إحدى العلامات التي ستحرك الحياة في هذه الربوع التي لم تتعود باستقبال هذه الأندية إلا صدفة في قرعة كأس تونس والآن ستكون الفرصة مواتية أمامها لتحقيق ما يشبه الحلم فرؤية قطبي العاصمة الترجي الرياضي والنادي الإفريقي أو النجم الساحلي والنادي الصفاقسي في قابس أو جربة ليس أمرا يتكرر باستمرار لذلك فقد يكون الموسم القادم موسم الهجرة إلى الجنوب بامتياز..
