حصل أخيرا ما لهث وراءه وديع الجريء ومكتبه لأشهر طويلة واعتذر المهاجم الدولي حمدي الحرباوي عن تصريحاته التي أعقبت نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها جنوب إفريقيا وغادرها منتخبنا الوطني منذ الدور الأول..
الحرباوي الذي تصدر ترتيب هدافي القارة السمراء في أوروبا وجاء على رأس صائدي الشباك في بلجيكيا فضلا عن احتلاله المركز الرابع لأفضل لاعب في الدوري البلجيكي ظل مبعدا عن حضيرة المنتخب واقترن شرط عودته بالاعتذار عن تلك التصريحات.
وللأمانة فإن ما قاله حمدي الحرباوي عقب "الكان" يستحق الاعتذار فقد جاء في ما حدث به أنه لمح لاعبين بصدد معاقرة أم خبائث وأن المدرب سامي الطرابلسي ضعيف الشخصية وأن المكتب الجامعي شاهد بنفسه كل ما حصل من تجاوزات وخروج عن الضوابط دون أن يحرك ساكنا..
ولأن الاعتذار كان يجب أن يأتي من الذين لوثوا قميص المنتخب ومن مكتب جامعي لم يبرع إلا في اللهث وراء السفرات فقد خابت انتظاراتنا وصدر طلب الصفح عن الجهة التي كشفت الحقيقة فكان أن اعتذر الحرباوي لأنه اعترف بالحقيقة وكأن الحق صار جرما يعتذر عنه..
يقول الله تعالى في الآية 81 من سورة الإسراء "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" وعملا بما يقول المولى عز وجل فقد عمد المكتب الجامعي وتحديدا رئيسه صاحب اليد العليا إلى قلب الآية ليصبح الباطل حقا ويصير الحق زهوقا..
الحق قد يكون آخر ما يبحث عنه المكتب الجامعي الحالي فقد شاءت الأقدار أن يكون عهده الأكثر سوادا منذ زمن حيث تخلف المنتخب الوطني عن ركب العالمية بفضيحة كروية سميت "رابعة الكاميرونية" تلت مغادرة زملاء عصام جمعة "الكان" الجنوب إفريقية.. الفضائح أتت تباعا فقد شدت حادثة لقاء شبيبة القيروان والنادي البنزرتي اهتمام الجميع محليا وخارجيا لكن كالعادة تمت لملمة الموضوع لاحقا وكأن شيئا لم يكن..
وبالعودة إلى تصريحات حمدي الحرباوي يتيقن الجميع أن واقع الكرة التونسية لن يتغير طالما فيها مسؤولون من طينة الذين يسوسونها اليوم فما قاله مهاجم لوكرين كان يستوجب أمرين لا ثالث لهما.. الأول يتمثل في الضرب بيد من حديد على أيادي كل من سولت لهم أنفسهم التعدي على حرمة المنتخب وأسماؤهم معلومة للجميع وأما الأمر الثاني فكان استبعاد اللاعب نهائيا إن صح أن ما جاء على لسانه هو محض افتراءات لا غير..
الحقيقة هي أن ما جد في مدينة "نيلسبروت" الجنوب إفريقية التي أقام فيها المنتخب الوطني كان يستحق التحقيق واتخاذ إجراءات تأديبية فقد تشاجر لاعبان من أجل فتاة في حديقة النزل وهو أمر موثق كما أن غرف اللاعبين عجت بعديد المواد المحظورة كالسجائر والخمور وغيرها.. لكن عوض ذلك طلب من اللاعب الذي كشف كل ذلك أن يعتذر لكن السؤال عما سيعتذر؟
الإجابة واضحة فاعتذاره كان عما حدث به من تجاوزات وحقائق بحث المكتب الجامعي عن طمسها وهو ما نجح فيه جماعة الجريء حيث أجبروا اللاعب على تكذيب ما قاله فيكون قد دفع عنهم الاتهامات وذاك هو قانون اللعبة الذي لم يستحوا من المجاهرة بما أن طلبهم للاعتذار كان دائما بشكل علني..
حادثة الحرباوي يمكن أن تلخص عديد الأمور ونحن نقيم أخلاقيات تعامل المكتب الجامعي الحالي فكل الحقائق تتحول إلى أباطيل وإن سألتم فقد يكون مقصدكم "رضا الفيل"..