فنّد عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير قيس بن جميع ما تناقلته وسائل اعلام من كون ممثّلين عن الحزب تسبّبوا أمس الأحد 18 ماي 2014 في مناوشات ومشادّات مع نواب عن حركة النهضة خلال ندوة للتعريف بالدستور بمدينة بنزرت، واصفا نشر الخبر على تلك الشاكلة بالرغبة في "ترويج المقالات".
وأكّد بن جميع في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 19 ماي أنّ ممثّلي الحزب في الندوة قد تمّ استدعاؤهم من قبل المنظّمين، وأنّهم قاموا بمناقشة الدستور من وجهة نظر حزب التحرير دون الدخول في مناوشات أو مشادات، مبرزا في الآن ذاته حرص شباب الحزب الحاضرين على تذكير نواب حركة النهضة بكونهم ساهموا حقا في خيانة أهداف الثورة.
وبسؤاله عمّا يقصده بخيانة الثورة، أجاب عضو مكتب الاعلام بحزب التحرير أنّ التونسيين ثاروا من أجل المطالبة بالسيادة على مكاسبهم غير أن الدستور جاء في المقابل لينهب الحقوق والثروات الوطنية، موضّحا أنّ الكرامة الي كانت من أبرز شعارات الثورة تعني بالأساس أن يصبح المرء سيّدا على ما يملك.
وبخصوص مشاركة ممثّلين عن حزب التحرير في الكثير من الفعاليات السياسية والثقافية دون تبلّغهم بدعوات لها، اعتبر قيس بن جميع أنّ ذلك شهادة يعتزّ بها الحزب لكونه حريصا على التواجد في جلّ التظاهرات الأمر الذي يثبت نيّة حزب التحرير النهوض بالأمة، وأضاف "مشاركتنا دليل على أننا حزب يشتغل بالفكر وبالفكر وحده..وهذا أرقى معاني السياسة".
وفي السياق ذاته، أكّد بن جميع حصول شباب حزب التحرير وفتياته على تكوين هو عبارة عن "تثقيف مركّز" بتعبيره، معلّلا ذلك بكون الانخراط في حزب التحرير ليس صوريا ولا شكليا بل هو عن وعي وتبيّن. غير أنّ عضو مكتب الاعلام رفض الادلاء لنا برقم يترجم حجم القاعدة التي نجح حزب التحرير حتى الآن في تكوينها، قائلا "اسألوا الداخلية عن عدد منخرطي حزبنا…"
أمّا عن نيّة حزب التحرير خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية القادمة من عدمها، فقد شدّد قيس بن جميع على كون الحزب مازال لم يحسم ترشّحه بعد خاصة في ظلّ التوجه العام نحو صنع قطبين سياسيين لا غير هما النهضة والنداء، واصفا التقارب بين هذين الحزبين بكونه ضحكا على الذقون وتجسيدا للسياسة الغربية الميكيافيلية القائمة على التغيّر في المواقف بينما حزب التحرير يرى السياسة مسؤولية وحرصا على تحقيق مصالح الناس حسب تعبيره.
وختم بن جميع باستبعاد أي امكانية للتحالف مع حركة النهضة أو غيرها من المكونات السياسية المتواجدة على الساحة، معتبرا أن حزب التحرير لا يتحالف الا مع من كان يتبّنى الاسلام مرجعا مثله.