في نقد أيديولوجيا الجماعة الاسلامية

هناك في ثقافتنا العربية الإسلامية هوس خاص بالجماعة واحتفاء بها وتبجيلها وإيلاؤها المرتبة العليا في التواصل والوجود الاجتماعي تصل إلى حد نفي وجود الفرد ذاته في غياب الجماعة وبركاتها وحمايتها باعتبارها صمام الأمان له من الوقوع في الأخطاء والموبقات والحامية للفرد من وسوسات "الجن" و"الإنس" وصمام أمان له من "الأفكار الدخيلة والغريبة والمهملة والناقصة". وقد أدى هذا التوجه إلى ضرب ملكية الفرد لذاته واختيار مسار راهنه ومصيره على حد سواء. وكان هذا الأمر أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في محاصرة مساحة الحرية في حاضرنا وهي فرضية تسعى هذه المقالة إلى إثباتها.
فرضية قمع الفردية الذي أدى إلى محاصرة مساحات الحرية مبنية على فرضية حداثية تقول ان الحرية بمفهومها الواسع والتي بنيت عليها الدولة الديمقراطية الحديثة مبنية بدورها على مبدأ تحقق "الذاتية" أو "الفردية" باعتبارها "مرجعية الذات الإنسانية وفاعليتها وحريتها وشفافيتها وعقلانيتها": أي أن الحرية الفردية هي ركيزة فكرة الحريات على حد تعبير محمد سبيلا في كتابه "الحداثة وما بعد الحداثة" ( دار توبقال 2006). طبعا يتعلق الأمر في هذه المقالة بإعطاء أهمية كبرى للحرية الفردية باعتبارها منتجا ليبراليا مقابل المفهوم الاشتراكي أو السوفيتي للحرية، والذي انتهى نتيجة تآكله من الداخل؛ وإلى انهيار نموذج الحريات الماركسي على الأقل في تطبيقاته الواقعية لأنه في النهاية أطاح بقيمة الفرد لحساب الجماعة والدولة والحزب الحاكم.
غزوة الجماعة 
فرضية تحقق فكرة الحرية كتحقق لإرادة الفرد على حساب ضغوطات الجماعة تأسست بشكل شبه مكتمل في الأدبيات الفلسفية الحديثة مع جون ستيوارت ميل في كتابه "الحرية" (صدر سنة 1974) حينما أطلق مقولته الشهيرة "للفرد سلطان مطلق على نفسه وجسمه وفكره ".
لا خيار لنا من أجل فهم أكثر عمقا لمزيد فهم إشكالية الحرية والفرد والجماعة في ثقافتنا إلا العودة إلى نصوصنا التأسيسية ذاتها. وعندما نعود إلى النص القرآني كنص "محوري" في ثقافتنا؛ نجده يستعمل مفهوم الجماعة بصيغ مختلفة في مواضع عدة من قبيل "يوم التقى الجمعان" و"ما أغنى عنكم جمعكم"، ويستعمل مترادفات أخرى للدلالة على الجماعة من قبيل "فئة" كما يكثرفي النص استعمال مصطلح "قوم" من أجل إبلاغ نفس المعنى للجماعة. وعادة ما يقرن مصطلح "قوم" إلى الأنبياء من قبيل: "قوم صالح" و"قوم هود" و"قوم نوح"..
وللجماعة في النص مترادفات أخرى من قبيل: "حزب" و"رهط" و"طائفة" و"أهل القرية" و"ملأ" و"عشيرة" و"قبيلة". ولئن كان الاحتفاء "بالجماعة" يأتي في النص القرآني من أجل دعم "الفئة المؤمنة" ومخاطبتها بالصيغة القرآنية المفضلة: "يا أيها الذين آمنوا"؛ تأكيدا على اللحمة الروحية والاجتماعية، فإن التطور التاريخي لمفهوم "الجماعة" استقر في أدبيات عصر النهضة وخاصة مع محمد رشيد رضا، ومن قبله جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، عبر استعمال مصطلح "الأمة". وجاء هذا المصطلح بمثابة الترسيخ النهائي للانتماء المكتمل لتكوين "الجماعة" في تطورها التاريخي والجغرافي الواسع.
يجب أن ننتظر بدايات القرن العشرين وبروز الحركات الإسلامية لنشهد عودة لمفهوم "الجماعة"، وهو المصطلح الذي جعله الإسلاميون تعبيرا عن الانتماء والوفاء التنظيمي النقي، فيما بقي مفهوم "الأمة" عنوانا عاما وشاملا للانتماء لأرض الإسلام الواسعة، دون أن يكون ذا دلالات تنظيمية. وربما كان تقديم مفهوم الجماعة في أدبيات الحركات الإسلامية مستندا بالأساس للشحنة المعنوية والسياسية التي يحملها هذا المفهوم في مدونات الأحاديث وهو ما سنراه لاحقا.
لقد اكتسب مفهوم "الجماعة" أهمية خاصة منذ أن خرجت "الجماعة الإسلامية" في أوائل السبعينات من كليات القاهرة في فسحة الحرية التي منحها الرئيس المصري "أنور السادات" للإخوان المسلمين بعد سنوات محنتهم "الناصرية" لينتشر فيما بعد مصطلح "الجماعات" كالفطر في أنحاء عديدة من العالمين العربي والإسلامي. وترسخ المفهوم بشكل كامل مع بروز "الجماعات الإسلامية المسلحة" في بداية التسعينات في كل من مصر والجزائر خاصة، وأصبح تعبيرا أيديولوجيا – دينيا وحتى عسكريا؛ يتجاوز مفهومه القرآني الأول الذي يعبر عن "المجموعة المؤمنة" ليصبح تعبيرا عن تكتل حزبي منغلق بين مجموعة من المؤمنين بالمفهوم الذي حدده سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق"؛ عندما وضع الجدار الفولاذي بين ما اسماه "المجتمع الإسلامي" المناقض لما أطلق عليه "المجتمع الجاهلي".
بعيدا عن الهم الإيديولوجي الذي ينشد ضرب مفهوم "الجماعة" لدى جماعات الإسلام السياسي وما أكثرها، فإن هم هذه المقالة هو نقد طغيان إيديولوجيا "الجماعة" بمعناها الاجتماعي والثقافي العام الراسخ في التاريخ، والذي لم تكن فيه "الجماعات" الإسلامية؛ سواء أكانت دعوية أو مسلحة إلا الشجرة التي تغطي الغابة، وتأكيد لمنحى ثقافي ضيق من مساحة الحرية في ثقافتنا.
الفريضة الغائبة: الفرد
جدير بالذكر أنه رغم احتفاء النص بـ"الجماعة"، والتطور الذي عرفه في تاريخنا الثقافي والسياسي الراهن؛ فإن النص المحوري أعطى مكانة مهمة للفرد مسحت تاريخيا عبر طغيان مفهوم الجماعة. وربما لا نبالغ إن قلنا إن مفهوم الفرد في القرآن يوازي مفهوم الجماعة بل يتجاوزه من حيث الأهمية عن طريق مخاطبة "النفس" التي هي مركز عملية الإصلاح الديني؛ باعتبارها مستقلة عن الانتماء الجماعي ومنفصلة عنها. بل إن الخطاب القرآني يكشف لنا عن الأهمية الكبرى للفرد في الغائية ذاتها "للجماعة المؤمنة": أي قضية المعاد والحياة ما بعد الموت.
فالجماعة التي انخرطت في مشروع "الوحدة" في الحياة الدنيا سوف تتخلي عن أفرادها يوم المعاد، وتترك الفرد وحيدا يواجه مصيره منقطع و"منعزلا وتعيسا" بالمعنى السارتري للكلمة: أي غريبا عن أي انتماء جماعي ."إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدّهم عدّا وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا" (مريم: 93-95). ولا يتردد النص في تذكيرنا بأن عزلة المعاد قد سبقتها عزلة من نوع آخر لما أتى ابن "الجماعة" هذا إلى الوجود وحيدا في العالم "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة" (الأنعام: 94).
بين نقطة البداية وهي المولد ونقطة النهاية أي يوم الحساب يجد الإنسان نفسه في الحياة بين "الجماعة المؤمنة" ولكن النص وحتى في هذا المرحلة يعطي مكانة للفرد ولاستقلاليته الذاتية منفكا على ضغوطات الجماعة باعتباره هو الوحيد المقرر لأفعاله "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" (الشمس: 7-8)، بل إن الخطاب القرآني لا يتردد في نبذ نزعة الكثرة والجماعة في أكثر من موضع "أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ" و"أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ". هذا الاحتقار والذم للأكثرية التي تنبذ العلم وتعادي منطق العقل نجده يتردد في قصص الأنبياء الذين كانوا بمثابة "الثائرين" ضد منطق الجماعة والقبيلة والتقاليد الراسخة."
ربما ليس من الصدفة أن يكون الأنبياء في النص القرآني هم المعبرون عن معنى الفردانية في أقوى معانيها باعتبارها عملية "تحرير" من سلطة مجتمع، وضرب لتقاليده وعاداته برؤية مغايرة؛ يكون فيها الفرد النبي فيها متحملا لمصيره ومشروعه الفردي؛ لا بوصفه فقط صاحب معجزة جاءته من السماء؛ ولكن لأنه يحمل من المواصفات الذاتية الإنسانية ما يمكنه من تحمل أعباء الاصطدام بالمجتمع بشجاعة وهو الذي جعل صورة العديد من الأنبياء مقدرة كشخصيات تاريخية فذة غيرت وجه التاريخ حتى بالنسبة للعديد من اللادينيين الغربيين.
لا يعني هذا القول أن مفهوم الجماعة كان ثانويا وهامشيا في النص القرآني. فهو وجود يحتاج بدوره إلى إعادة قراءة. ولكن الأمر الذي لا ريب فيه أن "الفردانية" كانت حاضرة في كل السياقات النصية للخطاب القرآني بل إنها تمتعت بمكانة احتفالية ترتقي إلى مكان "النبوة"، وكانت الجماعة طبق هذا التوجه في الفهم هي "المتلقي" لخطاب الفردانية و تعليماتها.
أصل الشر
ولكن السؤال المطروح في هذا المستوى هو: كيف انقلبت العلاقة بين الفرد والجماعة في ثقافتنا وأصبح فيها الفرد هو التابع والمتلقي لسلطة الجماعة والأكثرية؟
لا شك أن النصوص الثانوية التي تلت النص القرآني في ثقافتنا هي التي كانت السبب الرئيسي في عملية ترجيح كفة أهمية الجماعة على الفرد حيث تكدست طوال القرون الأولى الأحاديث التي تؤكد على قيمة الجماعة وتغيب معنى الفردية تماما مثل الحديث الذي رواه الترمذي: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة، ومَن شذ شذ في النار" وهو برأيي عميد أحاديث تكريم الجماعة واستحسانها ونبذ الفردانية.
وتأتي أحاديث الجماعة عادة في مدونات الحديث في باب "ما جاء في لزوم الجماعة". والأمر المثير للانتباه أن قيمة الجماعة تحولت عند كثير من المفسرين والفقهاء إلى "فرض ديني" مكمل لبقية الفروض وتدعم هذا التوجه بحزمة كبيرة من الأحاديث التي تعطي شرعية الحقيقة إلى الجماعة من قبيل الحديث الذي يقول: "لا تجتمع أمّتي على ضلالة"1، أو تلك الأحاديث التي تؤكد على لزوم الجماعة من منطلق الحماية الأخلاقية والاجتماعية للفرد من قبيل الحديث الذي يقول: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد"2، وكذا " عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة"3.
لا يعنينا طبعا في هذا المقام "الدور الوظيفي والأخلاقي" لبعض الأحاديث المهمة طبعا والتي تعتبر "الجماعة رحمة"؛ باعتبارها الحاضن الطبيعي لحاجات الفرد في التضامن والتعاون والبر والمنقذة له وقت الشدائد، وهو الدور الطبيعي التي تقوم به كل الجماعات تقريبا حتى تلك المجتمعات البدائية التي لا تملك ديانة، غير أن اهتمامنا ينصب على الأحاديث التي تحمل معاني التنفير من الفردانية والخروج السياسي والاجتماعي والإيديولوجي عن سلطة الجماعة.
مما لا شك فيه أن هذه النصوص قد شكلت لقرون عديدة الضمير الجمعي في التاريخ الإسلامي، وأصبحت قيمة الجماعة ضرورة دينية تنبذ الخارجين عنها، وهي في الغالب أحاديث فضلا عن كونها تتطلب علميا البحث المعمق عن صحتها وسياقاتها الاجتماعية؛ فإنها جاءت على الأرجح مستجيبة لحاجة الواقع في تأسيس المجتمع الإسلامي بالنسبة للرسول في "بداية" الدعوة، ثم زاد مطلب لزوم الجماعة في فترة ما الرسالة من أجل حماية ثغور الإمبراطوريات الإسلامية المتعاقبة فيما بعد.
هذه المكانة التي اكتسبها "مفهوم الجماعة" عبر التاريخ الإسلامي تباعدت إلى حد ما مع إرادة النص القرآني بالنسبة للمؤمن؛ وإعطائه مكانة تحمل مسؤوليته في اختياره الفردي والحر والمسؤول في الوجود انطلاقا من قوله "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (الكهف: 29).
ربما أكثر الأحاديث التي تحمل مدلولا رمزيا للأهمية الجماعة في ثقافتنا هو الحديث الذي يقول: "عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"4. فالجماعة هنا هي بمثابة قطيع غنم يفترس فيه الذئب الشاة الوحيدة المنعزلة الخارجة عن القطيع. إنه حديث الصهر الجماعي بامتياز؛ لأنه يحث الفرد أن يكون جزءا من "قطيع" وجماعة معينة تكونه وتعلمه وتسهر على حمايته وتحذره من الخروج عليها حتى لا يقع بين مخالب "الذئب" وأنيابه أي من خطر الخارج والآخر والمجهول.
والمفارقة العجيبة أن هذا "الذئب" الذي يتربص بالفرد الوحيد المنعزل كانت له دلالات أخرى في قصة يوسف عليه السلام مع إخوته في النص القرآني. ففي المستوى الرمزي لم يكن الذئب إلا الغول الوهمي الذي افترس "يوسف" في رواية الزور لأشقائه عندما خاطبوا أباهم قائلين: "قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين*وجاءوا على قميصه بدم كذب.." (يوسف: 17-18). فذئب النص القرآني هنا ليس ذئب الحديث.
ذئب سورة يوسف هو الوسيلة التي اتخذتها الجماعة (إخوته) من أجل إقصاء الفرد (يوسف)، وهي هنا إشارة رمزية للوضعية التي يعيشها الفرد في ثقافتنا الحالية، وفي مجتمعنا العربي الإسلامي المعاصر، حيث سحقت "ذئاب" الدولة والمجتمع قيمة الفرد وكبلته وأسرته في قالب الجماعة وإيديولوجيا الدولة القومية والإسلامية والشبه علمانية، وقمعت كل تطلعاته في الحرية والكرامة والمساواة.
لم تترك الجماعة – الدولة أي مجال للفرد في مجتمعاتنا العربية المعاصرة للتعبير عن ذاته عبر صحافة حرة وانتخاب تجري بكل حرية، والمشاركة في الشأن العام، دون أن يكون معرضا للسجن أو التعذيب أو الهروب من وطنه، وهو حال العديد من مثقفينا الذين وجدوا في أوربا والعالم الغربي عموما ملجأهم وأمنهم وحريتهم وكرامتهم التي سلبت منهم في "أرض الإسلام".
أسئلة التنوير والتقليد
أنا أكتب مقالتي هذه في شقتي؛ وهي الشقة ذاتها التي ماتت فيها مستأجرة عجوز سبقتني تدعى "مارلين"؛ بسبب موجة الحر التي اجتاحت فرنسا تلك الصائفة، وقد عثر على جثة مارلين متعفة بعد حوالي يومين من وفاتها بسبب عيشها وحيدة منفردة في بيتها، في مجتمع حداثي مغرق في الحداثة، ذهبت فيه فلسفة التنوير والفردانية أشواطا من أجل تحقيق معاني الحرية الفردية واستقلالية الذات عن ضغوطات الجماعة، وهي المعاني ذاتها التي نفتقدها في عالمنا العربي الإسلامي التي تسيطر فيه ثقافة وصاية الأسرة والمجتمع والجماعة والدولة!
فهل نحن أمام خيارين أحلاهما مر؛ وهو أن تزهق أرواحنا رمزيا تحت ضغوطات "الجماعة"، ونحرم بالتالي من عبق الحريات الفردية. أو أن نموت متعفنين منسيين بعد أن تمتعنا بأفكار التنوير الفردانية؟!
ولكن من قال ان الفردانية فكرة غربية وأوربية بامتياز؟!
ألم يكن الفرد هو ذاته صانع الحضارات والثورات في تاريخ الشرق القديم وحتى في تاريخ الإسلام ذاته؟
ألم يقل لنا فيلسوف الفردانية الفرنسي مارسيل قوشيه يوما: "انّ الفرد باعتباره شخصا يمارس رأيه الخاصّ به ويدافع عن مصالحه الخاصّة ليس اختراعا غربيّا"، ويضيف قوشيه: "إنّه موجود في جميع المجتمعات الإنسانيّة. لقد تحدّث البعض عن المجتمعات الشّموليّة التّقليديّة وكأنّها قرى نمل لا وجود فيها للفرد، بل هو ذائب في المجموعة. إنّها صورة مغلوطة. فالنّاس في المجتمعات المسمّاة "بدائيّة" أو "تقليديّة" هم أناس "متفرّدون" حقّا، بكلّ ما تعنيه الكلمة من قدرة على التّوجيه الشّخصيّ ومن اللّعب مع القواعد المشتركة".
وبصرف النظر عن "إنسانية" الفردانية كاتجاه، فإنه مما لا شك فيه أيضا أن مشكلة غياب الحرية في عالمنا العربي الإسلامي نتيجة طغيان أيديولوجيا الجماعة لا يمكن اعتبارها السبب الوحيد لإجهاض مشروع التحرر في عالمنا العربي الإسلامي؛ لأنه وكما يقول عبد الله العروي في كتابه "مفهوم الحرية "(ص: 140): "إن التساؤل حول الحرية هو تساؤل حول الدولة والمجتمع". غير أن العروي يستدرك ليقول: "بشرط ألا ننسى أن الحرية تتعلق، في آخر المطاف، بالفرد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة للكاتب جزء من بحث حول الحرية في الثقافة الاسلامية ـ باريس نوفمبر 2010
  • 1 – الألباني، انظر السلسلة الصحيحة – مختصرة – ج 3 / ص: 319.
  • 2 – أخرجه أحمد في مسنده والترمذي والحاكم في المستدرك عن عمر.
  • 3 – سنن الترمذي: 4 / 465.
  • 4 – رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.