تحذيرات من خطر المقاتلين التونسيين العائدين من سوريا

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي ان 4 آلاف تونسي على أقصى تقدير يقاتلون في سوريا مبيناً ان نحو 400 منهم عادوا خلال الأشهر الأخيرة إلى تونس.

وأفاد العروي في تصريح لـ "DW عربية" بأن أجهزة الأمن كونت قاعدة بيانات بأسماء المقاتلين العائدين إلى تونس وأحالتها على القضاء الذي أمر بسجن بعضهم ووضع الآخرين تحت المراقبة الأمنية.

واعتبر ان هؤلاء المقاتلين العائدين يمثلون تهديداً للأمن القومي التونسي لأنهم اكتسبوا خبرات قتالية في جبهات المعارك ومن الممكن أن ينخرطوا في أعمال إرهابية داخل تونس وفق تعبيره، مشيراً في هذا الإطار إلى حالة محمد المالكي الذي عاد من سوريا وشارك يوم 25 جويلية الماضي في اغتيال الشهيد محمد البراهمي.

وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان المقاتلين التونسيين قرّروا الرجوع إلى تونس إما من تلقاء انفسهم أو بطلب ملحّ من عائلاتهم الرافضة أصلاً لذهابهم إلى هناك أو هرباً من الاقتتال الذي نشب بين التنظيمات الإرهابية التي يقاتلون معها، في إشارة إلى تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

من جهته، أكد رئيس رئيس قسم الاستشراف ومكافحة الإرهاب في "المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل"  مازن الشريف ان التونسيين الذين قاتلوا في سوريا مع جماعات تكفيرية على غرار جبهة النصرة وداعش هم الأخطر على الإطلاق، موضحاً انهم تشرّبوا الفكر التكفيري وجرّبوا القتل والذبح وقطع الرؤوس وآمنوا بإقامة دولة إسلامية في الشام إلا أنهم فشلوا فعادوا إلى تونس محبطين ومن غير المستبعد ان يحاولوا تحقيق هذا الحلم على الأراضي التونسية، على حدّ قوله.

على صعيد آخر، شدد الخبير الأمني والمدير السابق لمصلحة الدراسات والتكوين في وزارة الداخلية يسري الدالي على ان الحلّ الأمني لا يكفي وحده لدرء خطر المقاتلين التونسيين العائدين من سوريا، لافتاً النظر إلى ان ضرورة وضع استراتيجية عمل شاملة يتداخل فيها الأمني والاجتماعي والنفسي والديني.

وأردف قائلاً ان هذه الاستراتيجية تبداً بوضع حدّ لسفر المقاتلين وتنتهي بإعادة تأهيل العائدين منهم وذلك من خلال عزل هؤلاء في ثكنة أو داخل مركز خاص، وإخضاعهم لعملية علاج نفسي قد تطول وربما تستغرق 3 سنوات خصوصاً لمن ارتكبوا فعل القتل في سوريا.

وأضاف الدالي ان عملية العلاج تتداخل فيها آليات نفسية ودينية وتربوية وبيداغوجية واجتماعية واقتصادية، وعلى كل الوزارات ومختلف مكونات المجتمع المدني في تونس المشاركة في إعادة تأهيل المقاتلين العائدين من سوريا لأنهم يمثّلون خطرا على البلاد، حسب رأيه.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.