تسريبات مدرب المنتخب.. بالونات اختبار أم ربح للوقت من أصحاب القرار؟

بات المكتب الجامعي الحالي أكثر من سابقيه إحداثا للجدل فالانكسارات التي عرفتها كرة القدم التونسية في عهده تعد غير مسبوقة على الأقل في العشريتين الأخيرتين كما أن ما تعلق به من شوائب واتهامات كان كفيلا بأن ينهي مشواره إلا أنه خبر كيفية امتصاص جميع الضغوطات من حوله لينجو من كل محاولات إسقاطه.

جامعة الجريء أثبتت قدرة لافتة على مجاراة الأزمات ناهيك أنها أفلحت في تجاوز الغضب الشعبي الذي أعقب الانسحاب من الدور الأول لأمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا فضلا عن تخطي حالة الاحتقان التي تولدت عن الهزيمة أمام الرأس الأخضر في تونس و في ملعب رادس بالذات ضمن تصفيات كأس العالم بالبرازيل التي كاد في إثرها أن لا يخوض نسور قرطاج مباراة الباراج ضد الكاميرون ، ويا ليته لم يخضها ، لولا تشريك المنتخب "الكاب فيردي" للاعب تحت طائلة العقوبة.

ملف مدرب المنتخب هو آخر المحطات التي استطاع وديع الجريء تحديدا أن يحسن التعامل معه بعد أن تعلم من خطأ تعيين نبيل معلول رغم المعارضة الواسعة لتسليمه مقاليد المنتخب خلفا لسامي الطرابلسي. الجريء سرب خبر الاتفاق مع مدرب السيلية القطري والمدرب الأسبق للمنتخب سامي الطرابلسي بعد أن تم الاتصال به بيد أن الهجمة الإعلامية ضد هذا الاختيار دعت رئيس الجامعة إلى التصريح بأن الطرابلسي خيار مطروح ضمن مجموعة حلول أخرى لا غير قبل أن يعود ليؤكد استبعاده من دائرة المرشحين لخلافة الهولندي رود كرول.

ولما فشل بالون الاختبار الأول تم تسريب خبر الاتفاق مع ريمون دوميناك حتى أن بعض الأعضاء الجامعيين أكدوا أن الاتفاق النهائي قد حصل وأن الإمضاء تحصيل حاصل الأمر الذي واجه انتقادات واسعة حتمت على المكتب الجامعي غلق ملف مدرب منتخب الديكة الأسبق بغض النظر عن كل التعليلات التي قيلت عن إيقاف التفاوض معه.

وديع الجريء قال انه لن يكشف مستقبلا عن الأسماء التي يفاوضها حتى يتفادى الحملات الإعلامية ضدها وهو أمر يكشف بوضوح السياسة الاتصالية لرئيس الجامعة في التعامل مع الأسماء السابقة باعتبار أنه يقر بعدوله عن مفاوضة الأسماء التي تثير انتقاد الصحافة.. ولئن اعتبر الجريء أن تكتمه عن المفاوضات مع بعض الأسماء حماية لها إلا أنه لم يكن مصيبا فاختياراته ستكون محل نقد لا محالة إذا أخطأت العنوان وبالتالي فهو قد ورط نفسه والمدرب المنتظر في صراع لن يكون المنتخب في حل منه وهو أمر خبرناه في فترة نبيل معلول التي كان فيها المنتخب يهاجم مع كل موعد سواء إعلاميا أو جماهيريا.

اليوم يسرب المكتب الجامعي أن الألماني شتيليكيه هو الأقرب لتدريب المنتخب فيما تراجعت درجة التناول الإعلامي لهذا الموضوع وهو اختيار مدروس من وديع الجريء الملف في انتظار خطة اتصالية جديدة قد تجنب الناخب الوطني الجديد صداما إعلاميا وجماهيريا مرتقبا في صورة ما إذا كان الاسم محل الاهتمام أقل بكثير من انتظارات الشارع الرياضي باعتبار طول المدة التي منحت للجامعة لاختيار مدرب جديد..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.