الأسباب الحقيقية وراء إلغاء عرض مسرحية ريشارد الثالث من مهرجان علي بن عياد للمسرح!

ساعات قليلة قبل انطلاق مهرجان علي بن عياد للمسرح في دورته السابعة والعشرين غدا الجمعة 21 فيفري الجاري، أعلنت إدارة المهرجان عن إلغاء عرض مسرحية ريشارد الثالث للمخرج جعفر القاسمي التي كانت مبرمجة لحفل الاختتام دون أسباب تذكر.

حقائق أون لاين اتصلت بالملحقة الصحفية للمهرجان رحاب المازني التي أفادت أن العرض كان مبرمجا فعلا في حفل الاختتام بعد تلقي تأكيد من قبل الطرف المنتج ممثلا في السيد أسامة الجامعي وذلك تحديدا يوم 12 فيفري الحالي، إلا أن الإجابة تغيرت في اليوم الموالي حيث اتصلت مساعدة المخرج بمدير المهرجان لتخبره بإلغاء العرض دون ذكر الأسباب حسب قول محدثتنا.

وفي هذا السياق، اتصلنا بالممثل والمخرج جعفر القاسمي الذي أكد لنا أن إلغاء العرض يعود لأسباب مادية بحتة باعتبار مسرحية "ريشارد الثالث كورت سيركوي" عملا مكلفا للغاية سواء على المستوى التقني من إضاءة وصوت أو من ناحية خلاص أجور الممثلين الذي يصل عددهم إلى 9 أشخاص.

وأكد القاسمي على أن المشاركة في مهرجان علي بن عياد للمسرح تعتبر شرفا لأي مسرحي، مستدركا بطريقة طريفة: "الله غالب الزنقة وقفت بالهارب"، وأضاف أنه من غير المعقول تقديم عرض في المسرح البلدي مثلا بطريقة مذهلة وغاية في الروعة على جميع الأصعدة، ثم القبول بالمشاركة في مهرجان بن عياد وعرض العمل بكيفية فيها استنقاص من قيمة المهرجان وفق تقديره.

كما أفاد جعفر القاسمي أنه مازال سيرفض عروضا أخرى ما لم تتم تهيئة الأرضية الملائمة لمثل مسرحية ريشارد الثالث، لأن العمل في دار ثقافة لا تحتوي أبسط مقومات المسرح البسيط وأين يمكن حتى وضع معدات الإضاءة، يعتبر بالنسبة إليه تهكما على المتفرج الذي سيأتي لمشاهدة العرض.

وتابع قائلا: "باعتباري مخرج العمل لن أعرض هذه المسرحية في مكان ليس مهيأ بطريقة تضمن الفرجة العادلة والمتساوية بين جميع التونسيين من بنزرت إلى بن قردان.. فليس منصفا أن نقدم فرجة غاية في الروعة في المدن ثم نقدم عرضا فيه استنقاص للجمهور في المناطق الداخلية او البعيدة عن المركز…"

وفي سياق متصل، اعتبر محدثنا أنه آن الأوان للتفكير في دور الثقافة من طرف سلطة الاشراف وإيلائها الأهمية التي تليق بها كفضاءات لها قيمة ولها وزنها في الميدان الثقافي والفني، مقترحا إسناد إدارتها لشباب يكون متخرجا من معاهد لها علاقة بالمجال حتى يتم إتاحة الفرصة أمامهم لإضفاء رؤية جديدة فيها من الخلق والإبداع ما لا يستطيع آخرون تقديمه حسب تصوره.

وللاستفسار عن التفاصيل المتعلقة بالجانب المادي الذي يعتبر العائق الرئيسي أمام إلغاء عرض مسرحية ريشارد الثالث التي تحصلت على جائزة أفضل عمل مسرحي خلال الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي بالشارقة من مهرجان علي بن عياد للمسرح والذي له قيمته الفنية والتاريخية هو الآخر، اتصلنا بأحد المسؤولين عن الانتاج أسامة الجامعي حيث أكد لنا أن الازمة المالية المذكورة ليست معنية بالفرقة بقدر ماهي متصلة بالتكلفة العالية التي يتطلبها العرض الواحد والتي تبلغ 6 آلاف دينار.

واضاف محدثنا أن دعم وزارة الثقافة للعرض ضمن مهرجان علي بن عياد للمسرح يعتبر غير كاف حتى لخلاص أجور الممثلين، مبينا أنه احتراما للجمهور والمهنة وقيمة المهرجان تقرر رفض المشاركة بسبب وعيهم بالظروف السيئة التي سيدور فيها العرض.

وتابع بالقول: "شركة الانتاج حاولت قدر المستطاع تغطية المصاريف في كل مرة.. لكن إلى متى.. الوزارة لم تعطنا كدعم أكثر من 26 ألف دينار، في حين أن العمل ككل كلف الشركة 130 ألف دينار…"

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.