أكد العميد السابق بالجيش الوطني مختار بن نصر ،في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 17 فيفري 2014، أن الكمين الارهابي الذي نصبه فجر أمس الأحد 4 ارهابيين في منطقة أولاد مناع ببلاريجيا من ولاية جندوبة كان ردّ فعل متوقعا، خاصة بعد العمليات الامنية الناجحة ضد الارهاب والتي جدت مؤخرا بكل من رواد وبرج الوزير ،وفق تقديره.
واعتبر بن نصر في هذا السياق أن قيام العناصر الارهابية بهذه العملية التي وصفها بالانتقامية كان لإيهام مؤسسات الدولة الامنية بأنهم موجودون وقادرون على الثأر لزملائهم، مشيرا إلى أن هذه المجموعة نجحت في إيصال رسالتها خاصة بعد سقوط 4 شهداء من أمنيين ومواطنين راحوا ضحية مرة أخرى للإرهاب ،حسب تعبيره.
وفسّر محدثنا لجوء الارهابيين إلى مثل هذا المخطط المتمثل في التنكر في زي رجال الأمن والإيهام بأنهم يشرفون على نقطة تفتيش أمنية لللإيقاع بضحاياهم، بالسعي إلى ضرب المؤسسة الأمنية وخلق البلبلة والرعب في نفوس المواطنين بحيث يصبح "الأمني لا يثق في المواطن، والمواطن لا يثق في الأمني" حسب قوله.
وعن إمكانية حصول نوع من الارتباك في نفسية المواطن خاصة وأن العديد من الأفكار المنتشرة حاليا بين الناس حول كيفية التمييز من هنا فصاعدا بين نقطة التفتيش الأمنية الحقيقية وما قد يكون كمينا ينصبه إرهابيون، أجاب العميد مختار بن نصر أن ذلك لا سبيل إليه خاصة وأن السيارات التي تستعملها هذه العناصر مدنية، الأمر الذي لا ينطبق على سياراتنا الأمنية حسب تحليله.
وتابع قائلا: "سياراتنا وأزياؤنا وشاراتنا مميزة وواضحة، إضافة إلى أنه لا يمكن للارهابيين النزول إلى مناطق آهلة بالسكان وتتكثف فيها الدوريات الأمنية التي يمكنها التفطن في أي لحظة لمثل محاولات التمويه هذه.. والمطلوب هنا الكثير من اليقظة والحكمة سواء من طرف رجال الأمن أو من قبل المواطنين".
من جهة اخرى تطرق العميد مختار بن نصر إلى إمكانية تكرر السيناريو الجزائري، وما يسمى بالعشرية السوداء، في تونس خاصة وان الطريقة التي اعتمدتها العناصر الارهابية في جندوبة حديثا منتشرة في الجزائر منذ مدة، مشيرا إلى أن هذه المجموعات في أي مكان سواء تونس أو الجزائر أو غيرهما تعتمد أساليب موحدة في القتال والتدريب والتخطيط.
كما أكد انه لا مجال للحديث عن سيناريو جزائري في تونس، مستدلا في ذلك على استحالة المقارنة بين الكثافة السكانية في كلا البلدين إضافة إلى أنه لا الخلافات المذهبية ولا السياسة الجزائرية يمكنها أن تكون موجودة أو شبيهة بما يحصل في تونس على حد تعبيره.
