95 سنة مرت على تأسيس الترجي.. تاريخ من الصدام مع الحكومات.. وسجلات تعج بالتتويجات

يطفئ الترجي الرياضي اليوم شمعته الخامسة والتسعين ليدنو شيخ الأندية التونسية تدريجيا من مائويته الأولى التي غصت بأحداث فارقة طبعت مسيرة النادي الذي اختار باب سويقة مقرا للانبعاث ومنطلقا للنشأة.. 95 سنة بسط خلالها الأحمر والأصفر نفوذه محليا وقاريا ليرتقي إلى مصاف كبار القوم في القارة السمراء والعالم أيضا بفضل ألقابه العديدة في مختلف الرياضات.

الترجي الرياضي صنع لنفسه مجدا رياضيا لا يضاهى على الأقل محليا وهو الذي يتربع على عرش التتويجات في صنفين من الرياضات الجماعية على الأقل وهما اللعبتان الشعبيتان الأوليان كرة القدم وكرة اليد.

الرياضيات الفردية لم تكن بمعزل عن نجاحات الفريق حيث برزت بحضورها القوي في سجل الفريق ولا أدل على ذلك مما حصده أنيس الونيفي في رياضة الجيدو أو المنتدب من المرسى السباح الأولمبي أسامة الملولي وغيرهما..

نجاحات الترجي الرياضي برزت في أوجه شتى فالفريق ظل منجما لتفريخ النجوم من الرياضيين إلى المسيرين في الداخل والخارج فالأحمر والأصفر صدر عدة وزراء ومسؤولين سامين في الدولة منذ الاستقلال إلى غاية الأمس القريب بصعود اللاعب السابق للفريق طارق ذياب إلى سدة وزارة الشباب والرياضة ومن قبله الباجي قايد السبسي المسير السابق ورئيس الحكومة الأسبق.

مسؤولو الترجي الرياضي الذين كان لهم شرف تمثيل تونس خارجيا كثر بين السياسي والرياضي ولكن حين يقتصر الأمر على الرياضي فبالإمكان المرور على أسماء شخصيات كطارق بوشماوي صاحب التأثير العميق في الاتحاد الإفريقي ورئيس لجنة التحكيم بـ"الكاف" السابق دون الحديث عمن سبقه أو من يستعد لخط مسيرة خارجية ناجحة كرياض بنور عضو الاتحاد الإفريقي…

احتفالات الترجيين بذكرى انبعاث فريقهم تأتي في ظرفية تاريخية بعد حادثة الكتاب الأسود الصادر عن رئاسة الجمهورية والذي صنف الأحمر والأصفر ضمن منظومة الفساد للنظام البائد. حادثة استفزت محبي فريق الدم والذهب الذين قرر بعضهم مقاضاة الرئيس المؤقت ورئاسة الجمهورية في قضية وقع تأجيلها اليوم مجددا خصوصا أنها تتزامن مع الاحتفالات وما قد يمثله أي قرار صادر عن القضاء من تأثير على الذكرى.

صدام الترجي الرياضي مع رئاسة الجمهورية لم يكن الأول مع السلطة الحاكمة فالتاريخ يذكر مأساة 13 جوان 1971 يوم خسر الأحمر والأصفر نهائي كأس تونس أمام النادي الصفاقسي في ملعب المنزه ومنه انطلقت شرارة صراع مع الأمن خلف عدة خسائر بشرية ومادية ليأمر وزيرا الداخلية والرياضة في تلك الفترة بحل الفريق إلى أن عاد الرئيس المرحوم الحبيب بورقيبة ليعيده من جديد إلى الساحة الرياضية. الترجي عاش عدة محطات يعدها أبناؤه نضالية كثورة 8 أفريل 2010 ضد الأمن والتي شهدت عدة جرحى وموقوفين جراء صدامات غير مسبوقة مع الأمن في مباراة شهيرة انطفأت فيها أضواء ملعب المنزه في مباراة بين الترجي الرياضي والنادي الرياضي لحمام الأنف انتهت بالتعادل 3 مقابل 3 لما عاد الضوء..

الذكرى 95 لانبعاث الترجي الرياضي تمر لتترك خلفها عدة تفاصيل مثيرة لكل عاشق للونين الأحمر والأصفر فبين التتويجات والنضالات يكشف التاريخ عديد المحطات التي تأبى الذاكرة الرياضية الوطنية عن نسيانها..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.