هكذا يرى بعض فناني تونس حال الثقافة بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة!

يعيش الشارع التونسي اليوم الثلاثاء 14 جانفي 2014 على وقع ذكرى خاصة من نوعها. ففي مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات رفع الشعب التونسي الصوت عاليا وقال لبن علي ونظامه "ارحل"، ففر دون رجعة وتوالت بعده الحكومات ، من حكومتي  محمد الغنوشي مرورا بحكومة الباجي قايد السبسي التي أوصلت البلاد إلى انتخابات تشريعية انبثقت عنها حكومة الجبالي فالعريض وها نحن نترقب حلول حكومة مهدي جمعة المنتظرة.

وكان التونسي بمختلف انتماءاته وأدواره ينتظر الأفضل من كل حكومة تأتي على أمل أن تحقق ولو شيئا بسيطا من أهداف الثورة وتطلعات من قام بها.

حقائق أون لاين اختارت أن تتوجه إلى بعض الفنانين والمثقفين لتسألهم عن تقييمهم لوضع الثقافة في تونس بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الثورة.

وفي هذا السياق ترى الممثلة القديرة جودة ناجح ،كالعديد من زملائها، أن شيئا لم يتطور، مرجعة هذا السبات في المجال الفني خاصة، إلى تدهور الحالتين المادية والمعنوية لدى المواطن الذي  إن تحسنت وضعيته تحسن وضع الثقافة وفق تقديرها.

وأضافت جودة ناجح أن الفنان مهما أنجز من أعمال سواء في المسرح أو السينما أو غيرهما.. فان الجمهور لا ينتبه له ما دام يائسا في حياته اليومية ويعاني من مشاكل معيشية دقيقة كغلاء الأسعار والبطالة حسب قولها.

من جهته، أكد الممثل الكوميدي والمخرج المسرحي لمين النهدي في تصريح لحقائق أون لاين أن المجال الفني شهد تقهقرا لم يسبق له مثيل، على خلفية سياسة الردع والتقييد التي اعتمدت على مدى السنوات الثلاث الأخيرة مما غلب كل الخطوات نحو الابداع والتألق.

وفي هذا الإطار قال لمين النهدي بنبرة ساخرة: "كل ما استطيع أن أقوله عن الثقافة في تونس اليوم أننا قدمنا إلى الوراء"، معللا موقفه بما شهدته سلسلته "الزميل" من إقصاء من التلفزة التونسية، الأمر الذي جعله يتأكد من ان حرية التعبير تنقصها الإدارة الصحيحة.

كما عبرت الممثلة آمال علوان عن حزنها الشديد إزاء ما تشهده الثقافة في بلادنا بل على تونس ككل، معتبرة أنه لم يتغير شيء بل إنها ترى أن الأمور سارت بالعكس وعادت إلى الوراء بمراحل عدة مما جعل أغلب الفنانين من ممثلين ومطربين ورسامين وشعراء يعيشون أزمة داخلية وفق تقديرها.

وقالت آمال علوان وبداخلها غضب وحزن كبيران على ما يعيشه الابداع التونسي: "أصبحنا كفنانين نحس وكأننا عناصر لا حاجة للمجتمع بها ، كأننا عالة لا نفع منا"، مبينة أن الفنانين وخاصة النساء منهم ناضلوا لسنوات طوال حتى يقنعوا المجتمع التونسي بقيمتهم على الساحة وبأن مهنتهم لا عيب فيها، إلا أن حكومات ما بعد الثورة حطمت كل جهودهم وعادت بهم إلى الوراء حسب رأيها.

ورغم التفاؤل القليل الذي تحدث به معنا الفنان والملحن محمد الجبالي، إلا أن رأيه لم يختلف أبدا عن بقية زملائه، حيث يرى أن الثقافة كانت على مدى السنوات الثلاث الأخيرة آخر اهتمامات السياسيين والمجلس التأسيسي وحتى الاعلام، موضحا انه رغم بعض الاجتهادات فان كل من يظهر عبر وسائل الاعلام السمعي البصري يتكلم في كل شيء إلا الثقافة حسب تعبيره.

ولذلك اعتبر الجبالي أن الثورة لم تحقق كل ما كان الفنان يتمناه، قائلا: "الثقافة هي التي تعطي الصورة الحقيقية للبلد الذي تنبع منه ، وبالتالي أتمنى أن يشهد 2014 تحسنا على جميع المستويات من بينها الثقافة والفن حتى نستطيع تسويق الابداع التونسي".

يبقى الفنان مخلوقا أكثر حساسية وأرهف حسا من غيره، لذلك يمكنه رؤية الأشياء من زاوية أخرى مخالفة تماما لما يستطيع الانسان العادي بلوغه، فالمبدع مثلما قالت السيدة آمال علوان يعيش على ضوء مفهومين أساسيين هما الخيال والأفق.

هل يستطيع فنانو تونس ومبدعوها المضي قدما في ظل خيال مكبوت وأفق مسدود؟ 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.