قبل نهاية الذهاب: أرقام قياسية لتغيير المدربين.. ورباعي يتخلف عن الركب

بمعدل يقترب من ثلاثة مدربين لكل جولة ارتفع عدد الفنيين الذين نشطوا هذا الموسم في خطة مدرب أول ضمن بطولة الرابطة المحترفة الأولى إلى 32 مدربا وذلك قبل نهاية سباق الذهاب بمباراتين وهو ما أثار عدة تساؤلات لدى المتابعين عن الطريقة التي تدار بها الأمور في بطولة يفترض أن اسمها المحترفة.

13 جولة دفعت بعض النوادي إلى الاستنجاد بأكثر من مدربين ناهيك أن نصيب 12 فريقا من مجموع الفنيين 28 مدربا. حصيلة تلوح ضخمة قياسا بعدد المباريات التي تم إجراؤها  فيما حافظ أربعة فرق فقط على مدربيهم هم النادي الإفريقي والملعب القابسي ونجم المتلوي وقوافل قفصة.

مؤشر الإقالات يفيد أن هناك أسماء أخرى تستعد للتنحي عن مناصبها حيث يلوح التغيير حتميا على غرار الفرنسي سيباستيان ديسابر في الترجي الرياضي أو الهولندي أدري كوستر في النادي الإفريقي وحتى محمود الورتاني في شبيبة القيروان. ولئن كان الأغالبة يشكون غياب النتائج أو تراجعها فإن الغريمين التقليديين يتصدران ترتيب الرابطة المحترفة الأولى لتكون عملية الإقالة غير خاضعة لنفس المنطق بين الفرق فلكل أسبابه وتحاليله.

نادي باب الجديد المتصدر فاوض عدة أسماء وجلس رئيسه إلى بعضها على امتداد الأسابيع الفارطة لكنه قرر إرجاء أبغض الحلال إلى فترة توقف نشاط البطولة حتى يضمن للمدرب الجديد فترة وجيزة لإدخال بعض التحويرات الفنية على فريقه بالتوازي مع الانتدابات المزمع القيام به. غياب "الكاشي" أو الطابع الخاص للعب أنهى مغامرة أدري كوستر مع الإفريقي الذي لم يكن ليتصدر الترتيب لولا ان في رصيده لاعبين من طينة جابو والذوادي وغيرهما ممن يقدر على تحويل وجهة مباراة بإنجاز فردي.

ولأسباب لا تختلف كثيرا عن جاره يستعد نادي باب سويقة لتغيير مدربه الفرنسي ديسابر بالهولندي رود كرول ولو أن الأحمر والأصفر أضاع وقتا طويلا في حسم هذا الملف بما أنه اختار من البداية تحويل وجهة مدرب النادي الصفاقسي منذ مدة إلا أن ردود الأفعال الغاضبة جعلت جماعة المدب يتريثون مانحين الفرصة لاسكندر القصري ومن بعده ديسابر وكلاهما فشل في تحقيق معادلة "الانتصار والإقناع" ليعود الفريق إلى المربع الأول وهو تغيير المدرب الأول.

وبخلاف المتصدرين فإن البقية استنجدوا بمدربين جدد جراء تراجع النتائج وفشل الإطارات الفنية في تحقيق الأهداف والطموحات التي يريدها الجمهور والهيئات المديرة. تغيير المدرب قد يكون حلا ناجعا كما هو الشأن في نادي حمام الأنف الذي لم ينهزم طيلة 6 لقاءات متتالية حقق خلالها 16 نقطة من أصل 18 ممكنة لكن حالة الهمهاما تكشف قصر نظر المسيرين والقائمين على النوادي خصوصا أن المطلعين على حقيقة الأمور يعلمون أن نجاح الهمهاما يعود إلى العمل الذي أنجزه المدرب المتخلي فريد بن بلقاسم الذي سلطت عليه النتائج السلبية في بداية الموسم ضغطا شديدا دفعه للرحيل في وقت كان فريقه جاهزا لتحقيق النتائج الايجابية.

تقييم أداء المدربين في تونس يخضع لمنطقي الجمهور والمسير وكلاهما في أغلب الأحيان لم ينزل يوما إلى الميدان ولم يختبر حقيقة الملعب والعمل المنجز لذلك فعادة ما تكون القرارات اعتباطية وتفتقر إلى العقلانية ولعل ما يدل على ذلك هو غياب اللجان أو الخطط الفنية كالمنادجر العام أو المدير الرياضي في أغلب النوادي مما يفسر العدد المرتفع للمدربين في الفرق فمثلا نجد أن الاتحاد المنستيري استعمل 4 مدربين في 13 جولة أي بمعدل مدرب لكل 3 جولات وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون الفشل والنجاح نسبيا…

غياب التقييم الموضوعي للعمل داخل النوادي يعد احدى السمات البالية للكرة التونسية كما أن أغلب الفرق يسيطر عليها الجمهور حيث تخضع الهيئات المديرة لضغطه وهو أمر سلبي يعكس ضعف المسؤول ويكشف تداخل الأدوار في الفرق. 13 جولة و16 فريقا و32 مدربا هي دون شك أرقام قد لا تجدها إلا في بطولتنا التي نال منها أشباه المسيرين والفنيين حتى باتت كرتنا عاقرة عن إنجاب المواهب ولا أدل على ذلك من أن  يوسف المساكني أفضل لاعبينا مهارة ينشط احتياطيا في بطولة قطرية..

في المحصلة يبقى التغيير المهول للمدربين إلى حدود الجولة 13 عنوانا من بين عناوين أخرى تمثل مصادر فشل الكرة التونسية التي انطلقت نحو الاحتراف دون التأسيس له فكانت الحصيلة أن انتفخت أرصدة اللاعبين والمدربين البنكية دون أن يترافق ذلك مع نهضة كروية ترتقي بالكرة التونسية إلى صدارة الأحداث في القارة الإفريقية بدل ظهور قوي مرة كل عشرية.. 

قائمة المدربين:

الاتحاد المنستيري: لطفي البنزرتي ثم أسامة المليتي ثم فوزي البنزرتي وأخير مراد العقبي

الترجي الرياضي: ماهر الكتزاري ثم اسكندر القصري ثم سيباستيان ديسابر

الملعب التونسي: محمود الورتاني ثم لسعد الدريدي ثم وحيد الحيدوسي

الأولمبي الباجي: ماهر الزديري ثم محمد الكوكي

قرمبالية الرياضية: روبرتينهو ثم باتريك لوفيغ

جريدة توزر: لطفي القادري ثم خالد بن ساسي

النجم الساحلي: دينيس لافاني ثم روجي لومار

نادي حمام الأنف: فريد بن بلقاسم ثم نور الدين بوسنينة

شبيبة القيروان: مراد العقبي ثم محمود الورتاني

النادي البنزرتي: المنذر الكبير ثم ماهر الكنزاري

مستقبل المرسى: دراغان ثم عادل السليمي

النادي الصفاقسي: رود كرول ثم حمادي الدو

النادي الإفريقي: أدري كوستر

نجم المتلوي: شكري الخطوي

الملعب القابسي  : شهاب الليلي

قوافل قفصة: خالد بن يحيى

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.