أزمة التحكيم المحلي: "غول العنف يطل برأسه.. و"بوبرطلة" على الخط

مع كل جولة تطويها الرابطة المحترفة الأولى تتصاعد الاحتجاجات ضد قضاة الملاعب حيث باتت الأخطاء التحكيمية سببا في تنامي الخوف من عودة ظاهرة العنف الى الملاعب بما أن تطورات الأمور في الجولات الأخيرة جاءت لتكشف عن ارتباط وثيق بينهما على غرار أحداث ملعب توزر في نهاية الأسبوع الفارط.

الصافرة التونسية منحت ثقة عمياء من قبل القائمين عليها من جامعة وإدارة وطنية للتحكيم لتكون النهاية أداء كارثيا واحتجاجات بالجملة دعت الكثيرين إلى المطالبة بالاستنجاد بالتحكيم الأجنبي الذي منع حضوره أنور الحداد رئيس الجامعة السابق في موسم 2011 الذي تزامن مع الثورة.

الحداد تشبث بمنح الثقة للحكام التونسيين وقطع الطريق أمام "بوبرطلة" ليواصل من جاء بعده على نفس الخطى مع تواصل الاحتجاجات على بعض التعيينات لكن بأقل حدة مع انتظام أداء البعض على غرار سليم الجديدي أو ظهور أسماء جديدة من طينة محمد بن حسانة الذي يبقى محل ثقة الجميع رغم تتالي أخطائه لان نزاهته وحياديته محل إجماع.

اجتماع المكتب الجامعي الأخير أفرز غضبا كبيرا على التعيينات والقائمين على الرسكلة والتكوين حتى أن بعض أعضائه كشهاب بلخيرية أكد على ضرورة الاستنجاد بالحكام الأجانب في المباريات الكبيرة أو التي تحمل طابعا خاصا حتى تخف وطأة الانتقادات ، خصوصا أن ما حفلت به الجولات الأخيرة من أخطاء يستدعي التراجع عن التشبث بالحكم المحلي.

"غول العنف" يلقي بظلاله وأحداث ملعب توزر لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة حسب بعض التقييمات . فالعنف الذي شهدته مواجهة الملعب القابسي والنادي الرياضي الصفاقسي في نهاية الموسم المنقضي والذي طال لاعبي السي أس أس كان منطلق الاحتجاجات العنيفة على التحكيم وها أنه يجدد حضوره هذا الموسم.

تواطؤ أصحاب القرار في بعض الأحيان مع بعض الحكام يؤجج بدوره من حجم الغضب الجماهيري وهذا ما لمسناه من غضبة لاعبي ومسؤولي النادي الإفريقي من الحكم يوسف السرايري التي وصلت إلى حد الاعتداء عليه بالعنف مما دفعه إلى رفع الأمر إلى القضاء وذلك جراء مجاملته للترجي الرياضي على حساب الإفريقي في دربي العاصمة في مواجهة سميت بـ"مباراة الأخطاء العشرين".

اجتماع المكتب الجامعي الأخير قد يكون منطلقا نحو إيقاف مهزلة التحكيم إذا أراد الجماعة أن تتواصل البطولة في مسارها الطبيعي وبالتالي فإن الجميع صار يترقب إيقاف حالة الحرب الباردة بين رأسي الإدارة الوطنية للتحكيم ولجنة التعيينات حيث لا يخفى عن الجماعة القطيعة بين عواز الطرابلسي وجمال بركات ، الشيء الذي خلق هوة واسعة في الجسد التحكيمي.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.