17
وجاء في الرسالة أيضاً: “لن تخيف صناعة السينما والتلفزيون في بريطانيا بعد الآن أولئك الذين تتمثل مهمتهم الوحيدة في الرقابة على أصوات العديد من المدافعين عن حقوق الأطفال والمهمشين والمحتاجين بشدة”.
أدان أكثر من 500 عامل في مجال السينما والتلفزيون والإعلام الرقابة والعنصرية، بعد سحب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لفيلم وثائقي عن حياة الأطفال في غزة.
وأرسل المتخصصون في مجال الإعلام، ومن بينهم أسماء بارزة مثل غاري لينيكر، وخالد عبد الله، وأنيتا راني، وميريام مارغوليس إضافة إلى 12 موظفاً في “بي بي سي”، رسالة إلى المدير العام للهيئة البريطانية تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة سمير شاه، ورئيسة المحتوى شارلوت مور، ورئيسة الأخبار والشؤون الجارية ديبورا تورنيس، الأربعاء.
وأدانت الرسالة، التي نشرتها منظمة فنانون من أجل فلسطين في المملكة المتحدة، حملة “عنصرية” و”مهينة للإنسانية” تستهدف فيلم “غزة: كيف تنجو من منطقة حرب؟”، والذي أزالته “بي بي سي” من خدمة البث آي بلاير بعد ضغوط من جماعات مؤيدة لإسرائيل والسفيرة الإسرائيلية في لندن. ومن المفترض أن يكون مجلس إدارة “بي بي سي” قد ناقش الفيلم الوثائقي أمس الخميس.
وجاء في الرسالة: “تحت هذه الكرة السياسية يوجد أطفال يعيشون في أشد الظروف قسوة في حياتهم الصغيرة. وهذا ما يجب أن يظل في قلب هذه المناقشة. بصفتنا صانعي برامج، نشعر بقلق بالغ إزاء تدخل الجهات السياسية الحزبية في هذه القضية، وما يعنيه هذا لمستقبل البث في هذا البلد”.
ومن بين الموقعين على الرسالة الصحافيان زوي ويليامز وجاري يونج، وكبار المديرين التنفيذيين وصانعي الأفلام برايان هيل وريتش بيبيات، وسارة آغا، التي قدمت سلسلة الأفلام الوثائقية “الأرض المقدسة ونحن: قصصنا غير المروية” على “بي بي سي”.
وجاء في الرسالة أن فيلم “غزة: كيف تنجو من منطقة حرب؟” يقدم “منظوراً نادراً للغاية حول التجارب الحية للأطفال الفلسطينيين” و”يستحق التقدير” بدلاً من الرقابة.
وجاء في الرسالة أيضاً: “لن تخيف صناعة السينما والتلفزيون في بريطانيا بعد الآن أولئك الذين تتمثل مهمتهم الوحيدة في الرقابة على أصوات العديد من المدافعين عن حقوق الأطفال والمهمشين والمحتاجين بشدة”.
وقالت المنتجة والمخرجة والصحافية الحائزة على جوائز، ندى عيسى، التي تنتمي إلى أصول فلسطينية ولبنانية، في بيان حصل عليه “العربي الجديد” بعدما عممه المركز الفلسطيني البريطاني للإعلام: “لكل القصص الحق في أن تُروى، ولا ينبغي أن يخضع التدقيق الصحافي لأهواء أولئك الذين يعتبرون حياة معينة غير متساوية”.
بدوره، لفت الطالب الجامعي ليام أوهير إلى أن “ما يقرب من نصف سكان غزة هم من الأطفال”، مضيفاً: “ما عانوه على مدى الأشهر الـ17 الماضية هو شيء لا يستحق أي طفل أن يمر به على الإطلاق”. فيما قال المنتج والمخرج الحائز على جوائز والذي وقع على الرسالة: “بصفتنا صحافيين وصانعي أفلام، من واجبنا أن نساعد في سرد قصتهم وهذا ما فعله هذا الفيلم ببراعة. لا يمكن لهيئة الإذاعة البريطانية أن تسمح لحملة مسيسة بالنجاح في إسكات أطفال غزة”.
وقالت “بي بي سي” إن الفيلم الوثائقي لن يكون متاحًا على منصتها أثناء إجراء فحوصات “العناية الواجبة” الإضافية. فيما ذكرت مصادر في هيئة البث أن النية كانت في النهاية جعل الفيلم متاحاً للمشاهدين مرة أخرى.
وحثّت الرسالة “بي بي سي” على رفض الجهود الرامية إلى إزالة الفيلم بشكل دائم أو “إخضاعه للرفض غير المبرر”، قائلة إن الاستسلام للجهود الرامية إلى وقف عودته إلى “آيب لاير” من شأنه أن يشير إلى أن “التشهير العنصري ضد الفلسطينيين يفوق الأخلاقيات الصحافية والمصلحة العامة”.
كذلك، حذر الموقعون من التدقيق المتطفل على عبد الله اليازوري، وهو طفل يبلغ من العمر 14 عاماً روى قصة فيلم “غزة: كيف تنجو من منطقة حرب”، بسبب أن والده الدكتور أيمن اليازوري، كان نائب وزير الزراعة في غزة، وهو منصب في الخدمة المدنية معني بإنتاج الغذاء.
وكان عمل أيمن اليازوري دافعاً وراء تحريض جهات مؤيدة لإسرائيل والسفيرة الإسرائيلية في لندن على الفيلم والمطالبة بإزالته. لكن التحريض لم يتوقف هنا، إذ وجهت جهات مناصرة لإسرائيل ادّعاءات بحق أحد مصوري الفيلم تتهمه بمشاركة منشورات تُمجد أحداث السابع من أكتوبر، الأمر الذي دفع “بي بي سي” لفتح تحقيق داخلي في المنشورات بحسب ما قالته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
كذلك، تقدّمت رئيسة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك، الاثنين، بطلب فتح تحقيق ضد الهيئة البريطانية بشبهة “تمويل حماس خلال فترة إنتاج الفيلم”. وفي رسالة بعثت بها بادينوك لمدير “بي بي سي”، تيم ديفي، طالبت بالكشف عما إذا كانت الأموال المدفوعة من الضرائب البريطانية التي تموّل الهيئة “قد وصلت إلى أيدي حماس”.
وتعرضت “بي بي سي” لانتقادات شديدة خلال السنة والنصف الأخيرين بسبب انحيازها في التغطية لحرب الإبادة الجماعية في غزة للرواية الإسرائيلية بحسب عدد من المؤسسات والناشطين. كما تعرضت مكاتب القناة في لندن قبل عشرة أيام لاستهداف من ناشطين من حركة “بالستين أكشن” حيث غطوا الطابق الأرضي الخارجي بالطلاء الأحمر وحطّموا بعض النوافذ.
ونشر موقع ديكلاسيفايد البريطاني بحثاً الشهر الماضي عن تغطية “بي بي سي” حربَ الإبادة في غزة، خاصةً ما يتعلق بدعم الحكومة البريطانية الحكومةَ الإسرائيلية. وجد البحث أن هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت أربع مرات فقط في 15 شهراً أن سلاح الجو الملكي البريطاني كان يجري رحلات استطلاعية فوق غزة. كما لم يُكتب سوى تقرير واحد حول هذا الموضوع منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، على الرغم من حقيقة أن مئات من مثل هذه المهام التجسسية أجريت بشكل يومي تقريباً لمساعدة الاستخبارات الإسرائيلية.