جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، دعوته الأردن ومصر لاستقبال الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، موضحا تفاصيل جديدة بشأن خطته التي أثارت ضجة كبيرة في المنطقة والعالم.
وكان ترامب اقترح أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع من إسرائيل، وتنشئ “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى منها مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان.
وهدد الرئيس الأميركي، الاثنين، بإيقاف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين، في إشارة إلى سكان غزة.
وفي أعقاب لقاء عقده مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، الثلاثاء، تحدث ترامب إلى الصحفيين في بيت الرئاسة عن تفاصيل الخطة.
وأكد ترامب مجددا عدم تراجعه عن خطته.
وفي رده على سؤال من صحفي عن رفض الأردن السابق للخطة، قال ترامب إنه ناقش مع الملك عبد الله الثاني هذا الاقتراح لفترة وجيزة، ثم التفت إلى الملك وطلب منه أن يتحدث عن هذه القضية.
وحينها، قال الملك للصحفيين: “هناك خطة من مصر والدول العربية وتمت دعوتنا لمناقشة الأمر مع محمد بن سلمان. النقطة (الأساسية) هي كيف نجعل ذلك (المقترح) يعمل بطريقة جيدة للجميع”.
ثم أعلن الملك عن مبادرة قائلا: “أعتقد أن أحد الأمور التي يمكننا القيام بها على الفور هي أخذ 2000 طفل من (اأطفال المرضى بالسرطا) الذين هم في حالة سيئة للغاية، هذا ممكن”.
وأشاد ترامب بالمبادرة، ووصفها بأنها “لفتة جميلة” وقال إنه لم يكن يعلم بها قبل وصول العاهل الأردني إلى البيت الأبيض.
لكن الرئيس الأميركي عاد للتأكيد على ضرورة مناقشة تفاصيل خطة نقل الفلسطينيين، معربا عن اعتقاده بنسبة “99 بالمئة” أنه قادر على التوصل إلى اتفاق مع مصر بهذا الشأن.
وقال إن سيطرة الولايات المتحدة على القطاع سوف “توفر الاستقرار في الشرق الأوسط للمرة الأولى، وسوف يكون بمقدور الفلسطينيين “العيش بأمان في مكان آخر”.
ولدى سؤاله عن نيته “شراء” غزة، قال: “لن نشتري غزة.، سوف نحتفظ بها ونضمن وجود سلام، وسوف نديرها بشكل مناسب. في النهاية ستحدث تنمية حضارية في منطقة مزقتها الحرب. سيتم بناء أشياء جميلة مثل الفنادق والمكاتب والمنازل”.
وأكمل: في النهاية “سيحدث سلام في الشرق الأوسط”.
وأعاد التأكيد أنه لن يكون بمقدور الفلسطينيين التواجد في غزة أثناء البناء، لأن هذه المشروعات سوف تستغرق سنوات.
ولدى سؤاله عما إذا كان نقل الفلسطينيين يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، قال إنه ستكون هناك منازل جديدة “جميلة” للفلسطينيين بدلا من “الجحيم” الذي يعيشونه حاليا، معتبرا أن نقل مليوني شخص هو “عدد صغير جدا من الناس مقارنة بأحداث أخرى وقعت على مر العقود والقرون”.
وسئل الملك عبد الله الثاني عن رأيه في اقتراح ترامب، فرد قائلا: “دعونا ننتظر حتى يتمكن المصريون من القدوم وتقديم الخطة إلى الرئيس ولا نستبق الأحداث”، مشيرا إلى أنه يركز على مصالح الأردنيين.
وعندما سئل عن التهديد بفتح “الجحيم” إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين بحلول ظهر يوم السبت، قال ترامب: “لا أعتقد أنهم سوف يلتزمون بالموعد النهائي”.
وغادر الملك عبد الله البيت الأبيض بحلول الساعة الثانية من بعد الظهر. وشوهد ترامب وهو يقف عندم مدخل الجناح الغربي ملوحا بقبضته اليمنى.
ويأتي اللقاء على وقع هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد تهديد ترامب حركة حماس ابـ”الجحيم” ما لم تفرج بحلول السبت عن “جميع الرهائن” الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
وقال في اجتماع للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) “إذا لم تعد حماس رهائننا بحلول ظهر السبت فإن وقف إطلاق النار سينتهي وسيعود الجيش إلى القتال العنيف حتى هزيمة حماس نهائيا”.