أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مساء أمس الخميس، استشهاد قائد هيئة أركان “القسام” محمد الضيف، وعدد من القادة، منهم مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، ورائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، ورافع سلامة (قائد لواء خانيونس).
وقال أبو عبيدة في بيانه، إن “جميع هؤلاء الرجال العظماء استشهدوا مقبلين غير مدبرين في خضم معركة طوفان الأقصى، في مواطن الشرف والبطولة والعطاء، بين غرف عمليات القيادة أو الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان، أو في حال تفقد صفوف المجاهدين وتنظيم سير المعركة وإدارة القتال”.
وأضاف: “حقق قادتنا الشهداء مرادهم بالشهادة في سبيل الله، التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم (…) لقد استشهدوا ليوقعوا بدمائهم الزكية صدق انتمائهم وتضحيتهم، معلنين أن دماءهم ليست بأغلى عليهم من دماء أي طفل فلسطيني على هذه الأرض، فصدقوا الله فصدقهم، ولا نزكي على الله أحدًا”.
وعن قرار الإعلان، أكد أبو عبيدة أن “هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف (أبو خالد)، الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة”، متسائلاً: “فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟”. وقال أيضاً: “كيف لمروان عيسى، عقل القسام وركنه المتين، أن يموت على الفراش؟ وكيف لأبي موسى، حكيم المجاهدين والقائد الفذ، ولرائد ثابت، الجبل الشامخ، ألا يقدِّما أرواحًا رخيصة لأجل الأقصى؟”.
وأصدرت حركة حماس بيانا نعت فيه القائد الشهيد محمد الضيف، وكوكبة من القادة الكبار الشهداء؛ أعضاء المجلس العسكري العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام. وقالت الحركة: “بكل معاني الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الثبات والإصرار والمضي على درب المقاومة والصمود، ننعى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى شعبنا العظيم في قطاع غزة، وفي الداخل المحتل والضفة والقدس، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم الشهداء الأبطال”.
وقد تربع الضيف على عرش قائمة الاغتيالات التي وضعتها إسرائيل على مدار عقود، وسبق أن نجا من أكثر من سبع محاولات اغتيال طالته خلال العقود الماضية، حتى أطلقت عليه المؤسسة الأمنية للاحتلال “صاحب الأرواح التسع” أو “رجل الموت”.
ومحمد الضيف هو محمد دياب المصري، وُلد في غزة عام 1965، وهو من أسرة فلسطينية لاجئة هُجّرت عام 1948 من قرية القبيبة إلى غزة، حيث نشأ في مخيم خانيونس للاجئين جنوبيّ القطاع، وظل يعيش فيه قبل ملاحقة إسرائيل له. نشأ الضيف المعروف فلسطينياً باسم “أبو خالد” في أسرة فقيرة، وعمل مع والده في مجال الغزل والتنجيد، وأنشأ مزرعة لتربية الدواجن، وعمل سائقاً لفترات، واضطر في بعض الأحيان إلى التوقف عن الدراسة لمساعدة أسرته في تأمين احتياجاتها، وفق عدد من المصادر والمعلومات المنشورة. وجاء لقب “الضيف” الذي يشار إليه نتيجة تنقله في أكثر من مكان بين غزة والضفة الغربية قبل الانتفاضة الثانية عام 2000، ولكثرة استقباله من الأسر الفلسطينية التي كانت تؤويه وتستضيفه من الملاحقات الإسرائيلية.
وحصل محمد الضيف وهو الرجل الأول في “القسام” على شهادة البكالوريوس في تخصص العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث كان ناشطاً بارزاً في الحركة الطلابية خلال فترة دراسته في الثمانينيات من القرن الماضي، وعُرف بهدوئه وذكائه الشديد بين أقرانه. التحق القائد العام لـ”كتائب القسام” بصفوف حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987، في أعقاب اندلاع انتفاضة الحجارة، واعتُقل عام 1989 وقضى في سجون الاحتلال 16 شهراً بتهمة العمل العسكري.