فاز الفيلم الروائي الطويل التونسي « الذراري الحمر » للمخرج لطفي عاشور بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة (الجائزة الكبرى) للدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية التي أسدل الستار على فعالياتها مساء أمس السبت بمسرح الأوبرا في مدينة الثقافة.
وبهذه الجائزة يُهدي فيلم « الذراري الحُمر » السينما التونسية التانيت الذهبي العاشر منذ إحداث هذه التظاهرة السينمائية العريقة سنة 1966 على يدي الراحل الطاهر شريعة. وتُوج فيلم « الذراري الحُمر » أيضا بجائزة الجمهور للفيلم الروائي الطويل مناصفة مع الفيلم السوري «سلمى» لجود سعيد.
وحاز التّانيت الفضّي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة لهذه الدورة فيلم «إلى عالم مجهول» للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، أما التانيت البرونزي فقد حازه فيلم «دمبا» للمخرج السينغالي ممادو ديا.
وفي كلمة بالمناسبة أعرب فريق الفيلم عن سعادتهم الغامرة بالتتويج بالتانيت الذهبي، وأشار المخرج لطفي عاشورالى أن هذا الفيلم مهدى لروح الشقيقين مبروك وخليفة السلطاني اللذين راحا ضحية الإرهابيين (حيث تم ذبحهما في جبل المغيلة 2015 و2017)، كما أهدى التتويج بهذا العمل إلى الفلسطينيين الذين يعانون من وطأة الاحتلال الصهيوني منذ سنوات.
وإلى جانب التانيت الذهبي، حصدت السينما التونسية خلال المسابقة الدولية لهذه الدورة أربع جوائز أخرى هي جائزة التانيت البرونزي في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة التي آلت لفيلم «علي الحافة» لسحر العشي وجائزة التّانيت البرونزي في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة التي مُنحت لفيلم «ماتيلا» للمخرج عبدالله يحيى، إلى جانب جائزة التّانيت الذّهبي في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة التي تحصل عليها فيلم «الأيام الأخيرة مع اليان» لمهدي الحجري، وكذلك جائزة أفضل مونتاج التي كانت من نصيب الفيلم الروائي الطويل «عايشة» لمهدي برصاوي.
وفضلا عن الإعلان عن المتوجين بالجوائز، في حفل الاختتام الذي بثته مباشرة مؤسسة التلفزة التونسية وكذلك الإذاعة التونسية، تم خلال السهرة الختامية تخصيص فقرة تكريمية لكل من روح الفنان الممثل التونسي الراحل فتحي الهداوي الذي توفي يوم 12 ديسمبر 2024 والناقد السينمائي والصحفي الراحل خميس الخياطي الذي توفي في 18 جوان 2024 .
كما تم تكريم الفنان الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، الذي أكد في كلمة بالمناسبة على أهمية أيام قرطاج السينمائية ودورها في تيسير دخوله إلى عالم السينما، وفي دعم مسيرته، ودعا بالمناسبة السلطات التونسية إلى توفير الظروف الملائمة وتيسير الإجراءات اللازمة لتسهيل عمل صناع السينما بما يساهم في دعم القطاع السينمائي في تونس والعاملين فيه، وتعزيز إشعاعه وطنيا ودوليا.
وسجّلت هذه الدورة منذ افتتاحها يوم 14 ديسمبر وإلى غاية يوم الاختتام، عرض 217 فيلما في مختلف الأقسام، واستقطبت عروضها على مدار أسبوع أكثر من 270 ألف متفرج. كما كرمت الدورة 35 السينما الفلسطينية والأردنية والسينغالية ضمن قسم « سينما تحت المجهر »، وقد تابع خلالها الجمهور 19 فيلما فلسطينيا توّعت بين عروض الشارع (14 فيلما) وعروض القاعات (5 أفلام). كما تابع الجمهور 12 فيلما ضمن قسم « فوكيس الأردن » و14 فيلما ضمن قسم « فوكيس السينغال
وتألفت لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الروائية من المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد (رئيسا) والممثلة الرواندية « إليان أميهير » والمخرجة التونسية سلمى بكار والمنتج « بيدرو بيمنتا » من الموزمبيق والصحفي السينغالي « بابا ديوب » والناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس والمنتجة المصرية ماريان خوري.
أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية فقد ترأستها المنتجة التونسية درة بوشوشة وضمت في عضويتها المخرجة المصرية أمل رمسيس ومحمد سعيد أوما من جزر القمر وعمر سال من السينغال وأسماء المدير من المغرب.
(الإذاعة الوطنية)