جلبت مؤخرا الوحدات الامنية تحت حراسة مشددة الى هيئة الداىرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتداىية بتونس الارهابي والقيادي بكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية الذي كان مكلفا بحراسة معسكر الكتيبة المذكورة الذي سلم نفسه للوحدات العسكرية خلال سنة 2014.
وباستنطاق المتهم خلال جلسة محاكمته اكد أنه صعد لجبل الشعانبي خلال شهر ديسمبر 2012 وقد تلقى تدريبات هناك على استعمال السلاح ثم قرر سنة 2014 تسليم نفسه للامن بعد أن ثاب الى رشده .
وبين المتهم انه ظل سنة في الجبل وقد انضم لكتيبة عقبة تابع ثم نزل من الشعانبي وأوضح المتهم ان مهمته حراسة الكتيبة وانه تم تسليحه بكلاشنكوف مبينا انه حاول الفرار عدة مرات من الجبل ألا انه تم التفطن له في مرحلة اولى وتم تهديده بالذبح من قبل أحد الإرهابيين بخنجر ، مشيرا الى انه حاول الفرار في مرحلة ثانية وقد تفطنوا له فقرروا ارساله الى جبل الأبيض ” بالحزاىر .
وبخصوص إنفجار اللغم على مدرعة عسكرية سنة 2014 بسبيطلة بعد استهدافها من قبل عناصر كتيبة عقبة ابن نافع انه عند إنفجار اللغم بتاريخ 4 اوت 2014 كان في القطر الجزاىري وقد تسلل مشيا لمدة 10 أيام الى أحد الجبال الجزاىرية للتدرب على السلاح باعتبار انه غادر برفقة قياديين بالقطر الجزاىري للتدرب على الاسلحة دون صنع المتفجرات وانه ظل بالقطر الحزائري لاكثر من أسبوعين وعند عودته قاموا باطلاعه على زراعة الالغام.
وأكد انه لم يكن يعرف هوية من كان يصنع ويزرغ الألغام في الشعانبي وانه لم يعلم بوقائع قضية استهداف مدرعة عسكرية إلا إثر عودته من الجزاىر الى تونس .
وبين المتهم انه صعد للجبل وعمره 19 سنة وقد اتصل به مراد الغرسلي وطلب منه الصعود مجددا للجبل وانه في صورة عدم صعوده فأنه سبتم ذبحه في فراشه وخوفا من ذلك قرر الصعود مجددا لجبل الشعانبي والانضمام لكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية،مشيرا وانه قام بمحاولتي فرار من الجبل وقد تم طعنه على مستوى رقبته بخنجر .
وبين المتهم انه ندم على ما قام به وانه لما عاد الى رشده قرر الفرار من المعسكر وتسليم نفسه اللى اقرب وحدة امنية حاملا معه سلاح كلاشنكوف و160 طلقة نارية وحزام ناسف ومتفجرات وانه صعد في سيارة أحد المواطنين وطلب منه نقله بسرعة الى الجيش وقد سلم نفسه .
وبين محامي المتهم ان موكله تم التغرير به وقد صعد الجبل وعمره 19 سنة ولما عاد الى رشده قرر تسليم نفسه وسلاحه الى الوحدات العسكرية .
وكيف محاميه ان موكله زمن تفجير المدرعة لم يكن في تونس بل في الجبل الأبيض بالحزاىر لتلقي تدريبات مشيرا الى ان الإرهابيان أبو طلحة وابو عوفه هما من قاما بزرع الالغام وانه مكن من احباط عدة عمليات ارهابية كان ستحصل في تونس وبلد عربية وانه دل الوحدات الأمنية والعسكرية على اماكن زراعة الالغام وتم تفجير البعض منها .
وقد قررت الدائرة تأجيل اصدار الحكم لجلسة ديسمبر المقبل .
وكان الارهابي “ع ي” اكد أنه عند عودة المتهم عمار الغضباني من موريتانيا اعلمه بانه توجد وسيلة للالتحاق بالجماعات المسلحة بمالي وبعد ذلك تحول الى حاشية جبل السلوم وواصل الطريق سيرا رفقة احد المتهمين الى حين التحق بهما مراد الغرسلي تمّ مقابلتهم لكل من حمدي الطرابلسي المكنى «أبواسامة» وعلاء الدين النجاحي كنيته «حيدر» ووصلوا السير الى حين مقابلتهم بشخص جزائري كنيته «يحي أبوسعد» والذي كان يحمل سلاحا والذي اقترح عليهم الالتحاق بالمجاهدين المتمركزين في احد مغاور جبل الشعانبي فوافقوا على طلبه.
وجاء في اعترافات المتهم انه سلك رفقة بقية العناصر طريق وادي الدرب للوصول الى جبل الشعانبي حيث وجدوا عناصر المجموعة الارهابية نائمين وفي الصباح تعرف عليهم ذلك الجزائري موسى أبورحلة المكنى أبوداود امير تنظيم القاعدة (مهنته جزار) والجزائري لقمان أبوصخر وشقيقه المكنى «عوف» والجزائري «أبوطارق» والجزائري المكنى «أبوحاتم» وحسب اقواله فان أبوداود امير الكتيبة تحت امرة الجزائري مصعب عبد الودود.
الحياة داخل الشعانبي
وفي يومه الثاني في جبل الشعانبي ذكر المتهم انه تدرب على تفكيك السلاح مؤكدا انه في اليوم الثالث تحول كل من الجزائري «أبوأيمن» وأبومحمد التونسي وحمدي الطرابلسي وعلاء الدين النجاحي والجزائري «أبوسفيان» والجزائريين «حمزة المر» و«أبوعوف» وغابوا لساعات عن المعسكر ثم عادوا في ساعة متأخرة من الليل محملين بعدد 09 اسلحة نوع كلاشنكوف وكميات كبيرة من الذخيرة مشيرا الى انه في اليوم الموالي تولى الامير أبوداود توزيع الاسلحة وتحصل على سلاح وعدد 200 طلقة ومكنهم من صدريات عسكرية لوضع الذخيرة.
وحقق المتهم ان المتهمين فتحي الحاجي وراغب الحناشي والجزائري «يحي» خلال اليوم الخامس قاموا بحلق لحاهم للاختباء بمحل سكنى المتهم محمد الناصر المباركي وفي نفس الليلة عادت كامل المجموعة الى المعسكر وبحوزة بعضهم المؤونة في حين عاد المتهمون الثلاثة السابق ذكرهم بعد ان حصل اشتباك بينهم وبين اعوان الامن وحسب ما صرح به المتهم فريد البرهومي فانه وقع اعلامه ان «يحي» كان بصدد طرق باب منزل محمد الناصر المباركي وكان فتحي وراغب خلفه وحلت دورية امنية والقت القبض عليهما فباغتهم الجزائري يحي باطلاق نار كثيف واصيب عونان واستولى يحي بعد الانسحاب على مسدس احد الاعوان وسلمه لراغب بعد فقدانه لسلاحه فيما تمكن محمد الناصر من الفرار بعد ان تبين انه اثناء اتصاله بالمجموعة الارهابية كان بحضور اعوان الامن الذين حاولوا نصب كمين .
ونقلا عن اعترافات الارهابي المذكور فقد غضب الامير «أبوداود» على راغب الحناشي بفقدانه سلاحه مشيرا الى انه بعد يومين نسق الامير داود مع احد الاشخاص اصيلي منطقة سيدي بوزيد وغادر رفقة كل من لقمان أبوصخر وفتحي الحاجي وبعد يومين طلب الامير من يحي ان تتحول كامل الكتيبة لجلب المؤونة وقد طبقوا التعليمات ونزلوا بالقرب من الوادي القريب من الكلية وحل الامير على متن سيارة برفقة لقمان وتم جلب كمية كبيرة من المؤونة ثم عادا الى جهة سيدي بوزيد فيما عادت بقية المجموعة الى نفس المعسكر.
وبمزيد التحرير عليه اكد انه منذ ذلك التاريخ لم يعد الامير أبوداود للمعسكر وتسلم يحي تسيير الكتيبة وكلف الجزائري «عوف» على تدريبهم في الصباح على الرياضة وفي العصر على الاسلحة والمتفجرات وكيفية تحضير الغام ارضية مؤكدا انه بعد مرور شهر امرهم يحي بالتحول الى القطر الجزائري لجبل «بوقافز» وذلك لاعتراض مجموعة ارهابية ستتسلل الى تونس في حين غادر راغب الحناشي وبعض الإرهابيين المعسكر باتجاه جبل الكاف وذلك بامر من الامير أبوداود.