قال وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، إن ”تونس تدعم تطوير عمل منظمة الأمم المتحدة”، وذلك خلال موكب انتظم اليوم الخميس بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس بمناسبة الاحتفال بالذكرى 79 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، الموافق ليوم 24 أكتوبر من كل سنة.
واعتبر النفطي، في مداخلة له عن بعد أن الحاجة أصبحت ملحّة من أجل التسريع في إصلاح المنظومة الدولية لجعلها أكثر عدلا ونجاعة في مواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف إن “العالم يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة على غرار تنامي الصراعات المسلحة وتفشي الفقر وتأثير التغيرات المناخية واللامساواة”، مشيرا إلى أن مجابهة اللامساواة تستوجب التسريع في إصلاح المنظومة المالية العالمية التي أصبحت غير قادرة على توفير الدعم اللازم للبلدان النامية.
كما شدّد على أن المجزرة التي يرتكبها المحتل في غزة تحت أنظار العالم وأمام عجز الأمم المتحدة عن فرض احترام قراراتها وإيجاد حل مستدام لهذه المعضلة المستمرة منذ أكثر 75 سنة يمثّل تحديا لمصداقيتها ونجاعتها، مشيرا إلى أن ما يحصل في لبنان دليل على أن النظام الحالي وصل إلى طريق مسدود وأن إصلاحه أصبح ضرورة مستعجلة.
وأكد في هذا السياق أن تونس تدعو إلى اعتماد مقاربة جديدة من أجل إصلاح المنظمة الأممية، تقوم على العدل والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية والتضامن الإنساني.
ونوّه النفطي في المقابل، بما حققته المنظمة الأممية منذ احداثها من نجاحات مهمّة لصالح المجموعة البشرية، معتبرا أن الأمم المتحدة تبقى الملجأ الوحيد لتكريس المساواة الدولية، رغم التأخير المسجل في عملية إصلاحها.
وأشاد النفطي بالاحتفال بيوم الأمم المتحدة في تونس تحت شعار “الشباب وميثاق المستقبل”، مؤكدا أن ذلك يدعو إلى تكريس المواثيق التي تم تبنيها في “قمة المستقبل” الشهر الماضي حتى لا تبقى مجرد شعارات.
وأبرز في هذا السياق أهمية الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيا إلى تمكينهم من وسائل العمل وإسماع صوتهم.
من جانبه أبرز المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة بتونس أرنو بيرال، وجوب الاعتراف بالإخفاقات قبل الحديث عن الآمال بالنظر إلى احتدام الصراعات المسلحة التي دمرت البشرية.
وطلب المسؤول الأممي الوقوف دقيقة صمت ترحّما على أرواح من قضوا في فلسطين ولبنان والسودان وأوكرانيا وفي عديد البلدان في العالم.
وأكد في هذا السياق أن التعاون الدولي والحوار المفتوح هما الحل الوحيد للإشكاليات الراهنة والمستقبلية.
واعتبر أن العالم اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون للاستجابة للتحديات التي تواجهها دول العالم، مشيرا إلى أن هذا اليوم يمثل مناسبة هامة للتفكير في أهمية التعاون متعدد الأطراف والعمل المشترك من أجل التوصل إلأى إيجاد حلول للتحديات المعقدة التي يشهدها العالم.
وأضاف إن “استمرار الصراعات وتفشي الفقر وتفاقم الهجرة والتهديدات التي أصبحت تمثلها التحولات المناخية والتكنولوجيا الحديثة كرّس الإحساس بفقدان الأمل”، مستدركا بالقول، إنه “لا يجب فقدان الأمل مع وجود الشباب الذي يطالب بصوت عال ويدعو إلى تحرّكات ملموسة”.
وأشاد في هذا الصدد بتبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر المنقضي مواثيق وصفها بال”تاريخية” وهي “ميثاق من أجل المستقبل” و”الاتفاق الرقمي العالمي” و”الإعلان بشأن الأجيال القادمة”، الذي يهدف إلى إعطاء الشباب مكانا على طاولة القرار. وقال إن هذه المواثيق الدولية “تفتح آفاقا جديدة من أجل تطوير المنظومة متعددة الأطراف وتشبيبها وحتى تستجيب بشكل ناجع للواقع المعيش”.
وبخصوص التعاون بين منظمة الأمم المتحدة وتونس، أفاد أرنو بيرال بأن الوكالات التابعة للمنظمة تعمل بشكل وثيق على دعم التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة وحقوق الإنسان، مؤكدا تعزيز الجهود للقضاء على اللامساواة وحماية الكوكب وضمان الرعاية للجميع خاصة لفئات النساء والشباب وحاملي الإعاقة.
وأكد، في هذا السياق استمرار المنظومة الأممية في العمل على مرافقة السلط التونسية والمجتمع المدني وخاصة الشباب لرفع الرهانات وتحقيق أهدافهم في التنمية المستدامة، باعتبارهم “الحل للتغيير والمجدّدون وقادة المستقبل”، وفق تعبيره.