التبرع بالأعضاء ثقافة توثّق العطاء في لفتة إنسانية

يحتفل العالم في الفترة ما بين 23 و29 سبتمبر من كل عام بأسبوع التبرع بالأعضاء، وذلك بهدف نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ الحياة، و تبديد المفاهيم الخاطئة حول التبرع بالأعضاء وتعزيز ثقافة التبرع والعطاء السخي للمتبرعين وعائلاتهم على عطائهم السخي الذي يمنح حياة جديدة للآخرين.
ويمثل هذا الأمر لفته إنسانية تساهم في منح الأمل إنقاذ حياة المرضى من المعاناة الناتجة عن مضاعفات الأمراض المزمنة أو الفشل العضوي كالكلى أو الكبد أو الرئتين أو حتى القلب، فالتبرع بالأعضاء عمل إنساني يجسد أسمى قيم العطاء، سواء كان المتبرع من المتبرعين الأحياء أو المتوفين دماغيا.
ويوضح الدكتور ريهان سيف، استشاري الجراحة العامة وجراحات زراعة الأعضاء والجراحات الروبوتية، أن الشخص الحي يستطيع التبرع بجزء من الكبد، أو إحدى الكليتين، أو نخاع العظم إلى متلق محدد أو غير محدد، مع الاستناد إلى الحاجة الطبية والتوافق، بينما يستطيع المتوفى دماغيا التبرع بالقلب، والرئتين، والكبد، والكليتين، والبنكرياس، والأمعاء، والعظام، والقرنية، وصمامات القلب، لذلك يجب ترسيخ ثقافة التبرع والتشجيع على التبرع بالأعضاء بعد، حيث يسهم المتوفى دماغيا في إنقاذ وتحسين حياة 9 أشخاص، ويتم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية عندما يسمح الشخص بإزالة أي عضو من أعضائه، بطريقة قانونية، عن طريق الموافقة، في حين كان المتبرع على قيد الحياة، وموافقة أقرب الأقرباء بعد الوفاة.
ويؤكد الدكتور ريهان تطور الأبحاث الطبية على مدى السنوات الـ 25 الماضية، حيث أصبحت عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة كليا بين المتلقي والمتبرع ممكنه و آمنة، مع ارتفاع نسبة البقاء على قيد الحياة بشكل مماثل للحالات الأخرى لعمليات زرع الأعضاء المتطابقة، حيث يخضع المريض في عملية زرع الكلى غير المتطابقة كلياً مع ABO، للعلاج الطبي قبل وبعد عملية زرع الكلى لتقليل مستويات الأجسام المضادة في الدم، وبالتالي التخفيف من خطر رفض الأجسام المضادة لكلية المتبرع.
ويوضّح الدكتور ريهان سيف، أن تطابق الأنسجة وفصيلة الدم بين المتلقي والمتبرع أمر أساسي في عمليات التبرع بالأعضاء لذا فإن اختلاف فصائل دم المُتبرع والمُتلقي أمر نادر، وفي سياق عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة مع فصيلة الدم ABO، يعد تقييم عيار الأجسام المضادة أمرًا بالغ الأهمية، حيث يشكل ارتفاع عيار الأجسام المضادة عاملا متزايدا لرفض جسم المريضة للعضو الجديد، فيما يعتبر لإجراء عملية استئصال الأعضاء من المتبرع باستخدام الروبوت، ميزة كبيرة مقارنة بالطرق التقليدية المفتوحة والمنظار، حيث يضمن هذا الأسلوب إجراء العملية الجراحية في وقت أقل، والتقليل من إمكانية حدوث نزيف، كما تكون فترة تعافي أسرع.
وعن آلية اختيار المريض لعملية زرع الأعضاء، قال: يتم اختيار المرضى لزرع الأعضاء بالنظر إلى حالتهم الطبية، وإجراء تقييم مفصل لأهليتهم لذلك، وبالنظر إلى الطبيعة الخطرة والمعقدة لعملية زرع الأعضاء، فنحن نبحث أولا عن أي طريقة أخرى تنقذ حياة المرضى، وتمدهم بحياة لها نفس الجودة أو أفضل مما لو أجريت له الزراعة، ثم إذا لم نتمكن من إيجاد بديل، فإننا نجري لعملية الزرع تقييما شاملا، لتحديد المتطلبات التي تحتاج إليها كل حالة على حدة، ثم نضعها في قائمة الانتظار لإجراء العملية.
المصدر: سكاي نيوز عربية

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.