قالت وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم فاطمة الثابت شيبوب انّ وضع شركة فسفاط قفصة « مطمئن » وأن مقوّمات وشروط إسترجاع هذه الشركة لمكانتها وتحسين مؤشرات إستخراج وإنتاج الفسفاط وتسويقه متوفرة, بإعتبار ما تزخر به الشركة من كفاءات وقدرات تعمل بشكل متواصل لإسترجاع نسق الإنتاج وتحسين المؤشرات في المستقبل.
وبخصوص الصعوبات التي تعاني منها هذه الشركة المُختصّة في إنتاج الفسفاط التجاري, والتي كانت لها تداعيات خاصة على مستوى تدهور الإنتاج في العشرية الأخيرة, أكّدت الوزيرة اليوم الإثنين بمناسبة زيارتها إلى ولاية قفصة, أن الحكومة وكل هياكل الدولة على الصعيدين الوطني والجهوي « مُنكبّون » من أجل إيجاد الحلول التي تضمن ديمومة هذه المؤسسة, وتُعيد لها إشعاعها في السوق الدولية للفسفاط.
وتعاني شركة فسفاط قفصة , منذ 2011 من تراجع لافت في حجم إنتاج الفسفاط التجاري جرّاء الاضطرابات الاجتماعية واحتجاجات طالبي الشغل بمنطقة الحوض المنجمي, حيث لم يتجاوز معدّل إنتاجها السّنوي من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدّة من 2011 إلى 2023 نحو 3 فاصل 5 مليون طنّ مقابل إنتاج 8 مليون طنّ في سنة 2010 لوحدها.
كما يُعدّ تقادم وحدات الإنتاج وضعف جاهزيتها من الأسباب التي تحول إلى الآن دون أن تسترجع هذه الشركة نسق إنتاجها المعهود, من ذلك أن الطاقة الإنتاجية لمغاسل الشركة العشر, تدنّت في سنة 2022 إلى 5 فاصل 5 مليون طنّ في السنة, في حين أن الطاقة التصميمية لمختلف هذه المغاسل هي بنحو 8 فاصل 3 مليون طنّا.
وزارت شيبوب المنجم السطحي أم الخشب الذي دخل طور الإستغلال في سنة 2014, والذي سوف يعزّز من قدرات إستخراج الفسفاط الخام بما لا يقلّ عن 2 فاصل 5 مليون طنّ, في أفق سنة 2026.
في هذا السياق وفي إطار سعي شركة فسفاط قفصة إلى تقوية منظومة إستخراج الفسفاط الخام وإنتاج الفسفاط لتجاري, أفاد المدير المركزي للإنتاج بهذه الشركة بأنّ الشركة تسلّمت دفعة أولى من المعدّات والآليات الخاصّة بتعزيز طاقتها في إستخراج الفسفاط الخام من المناجم السطحية المُوزّعة على أقاليم الشركة بمعتمديات المتلوي والمظيلة وأم العرائس والرديف, وكذلك في نقل هذا الفسفاط الخام إلى وحدات التخصيب وإنتاج الفسفاط التجاري.
وأضاف أن الشركة شرعت في بداية شهر أوت الجاري في تشغيل هذه المعدّات والآليات المتمثلة في 18 شاحنة و6 مُحملات, داخل 6 مناجم سطحية من مجموع التسع مناجم التي تستغلّها الشركة لإستخراج الفسفاط الخام, مشيرا إلى أن الشركة سوف تتسلّم دفعات أخرى من الآليات والمعدّات الثقيلة ضمن برنامج إستثماري لتقوية طاقتها الإستخراجية والإنتاجية.
وزارت الوزيرة كذلك بالمتلوي إدارة الصيانة والعتاد والورشات المركزية ومركز البحوث والدراسات, قبل أن تتحوّل إلى مدينة أم العرائس حيث إطلعت على نشاط وحدة إنتاج الفسفاط التجاري.