كشفت جمعية قرى اس و اس، الجمعة 19 افريل 2024، عن استراتجية عملها بالنسبة لخماسية القادمة والتي تم وضعتها في أعقاب ورشة نظمتها على مدى أربعة أيام (من 16 إلى 19 أفريل الجاري) بحضور فريق من المكتب الإقليمي للفيدرالية الدولية لقرى الأطفال س و س لمنطقة غرب ووسط وشمال إفريقيا وبمشاركة أعضاء الهيئة المديرة والمكتب الوطني للجمعية والمربين وممثلة عن شباب وأطفال س و س.
وبين رئيس الجمعية، محمد مقديش، ان « الوثيقة المنبثقة عن هذه الورشة ترسم معالم الطريق لعمل الجمعية للسنوات القادمة وبرامجها المستقبلية وطموحات أبنائها والساهرين عليها في معالجة قضايا الطفولة المهددة في تونس وتحقيق الإدماج لها على الأصعدة الاجتماعية والتربوية والمهنية وذلك بالنسبة للفترة 2024-2029″.
واضاف ان الهدف الاسمى يتمثل في مضاعفة عدد الأطفال المستفيدين من خدمات الرعاية المختلفة ليبلغ 7000 طفل في أفق 2029 موضحا ان الرعاية تشمل « الأطفال داخل القرى الأربعة (قمرت، سليانة، المحرس وأكودة) والمحضونين في المنازل المندمجة داخل المجتمع وهو شكل رعاية مستحدث خارج القرى التقليدية يراد من خلاله إزالة الفوارق بين الأطفال المكفولين وباقي الأطفال من حيث منازل الإيواء، والمنتفعين ببرنامج دعم الأسرة وحماية الطفولة من الإهمال داخل أسرهم ».
واضاف ان الجمعية لتحقيق هذه الاهداف تتطلع الى الرفع من ميزانيتها المقدرة حالية ب20 مليون دينار سنويا الى 30 مليون دينار سنويا في موفى الخماسية القادمة.
واعتبر ان هذه الاهداف على اهميتها تبقى غير كافية باعتبار ارتفاع عدد الاطفال المهددين اذ يعيش طفل من بين اربعة في تونس تحت خط الفقر حسب تقرير تقوم به اليونيسيف مرة كل 5 سنوات بالشراكة مع سلطة الإشراف، كما تشير احصائيات وزارة الاسرة الى ان 11% من الأطفال يحرمون من التعليم ما قبل الدراسة و12 بالمائة من المدارس الابتدائية لا تتوفر على الماء الصالح للشراب.
وابرز مقديش ان الاستراتيجية الجديدة تستند إلى رؤية تجعل الجمعية « عنصرا وطنيًا فاعلا في حماية الأطفال والشباب وتنمية المجموعات المحلية بموارد مستقرة ومستدامة ». ولتحقيق ذلك، ستسعى الجمعية من خلال هذه الاستراتيجية إلى تنويع نطاق خدمات الرعاية بما يتجاوز الخدمات التقليدية، وتوسيع نطاق الرعاية لتشمل الأطفال في المناطق النائية والمحرومة، وزيادة وسائل التبرع والدعم المالي ورقمنتها، مثل الاقتطاع التلقائي الدائم (PAP) من الحساب البنكي.
وقال ان الجمعية تسعى حاليا حصر دور قرى اس واس والتوجه الى اكثر الى المنازل المندمجة في المجتمع وهي تجربية انطلقت في تنفيذها الجمعية منذ 2017 وكذلك الايداع العائلي داعيا الى ضرورة الاسراع في اصدار كراس الشروط المتعلق بالايداع العائلي، الذي سيسهم في توفير لفائدة الاطفال المهددين، العيش في اطار عائلة بما يضمن للطفل اكثر توازنا واستقلالية.
وثمن المندوب العام للطفولة، مهيار حمادي، تجربة المنازل المندمجة في المجتمع التي انطلقت في تنفيذها جمعية قرى ا س و اس منذ سنة 2017، في عدد من المناطق، مشيرا الى انها مكنت الاطفال من التمتع بحياة طبيعية توفر لهم توازنا اكبر، كما توفر لهم فرصة التعويل على الذات.
واضاف ان هذه المنازل، التي بلغ عددها 17 منزلا مندجا داخل المجتمع الى حد الان، في تخفيف حالات الوصم التي يتعرض اليها الاطفال المقيمين في قرى اس او اس.