واصلت اليوم الدائرة القضائية المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، النظر في ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد وكانت استنطقت حل المتهمين حيث اعترف المتهم محمد العوّادي قائد الجناح الامني لتنظيم انصار الشريعة المحظور وباستنطاق المتهم محمد العكاري قائد الجناح الامني لتنظيم انصار الشريعة المحظور أكد انه أنطلق في العمل الجهادي منذ 2003 وقد سافر الى العراق واعترف انه كون الجناح المذكور بغاية الاغتيالات وقد كون قائمة في الغرض ضمت عدة سباسين وناشطين نظرا لعدائهم للسلفيين وفق تصريحه مبينا انه كان صديقا لأبو عياض .
موضحا انه أثناء عملية مداهمة لمنزله تم العثور على صور شخصية لعدد من القيادات الأمنية البارزة والمعروفة بمحاربتها للإرهاب ووثائق دقيقة حول تحركاتهم ومدارس أبنائهم ووظائف زوجاتهم والمقاهي التي يرتادونها وساعة الخروج والدخول إلى منازلهم وتم حجز آلات تصوير حديثة”.
وفي تصريحات احد المتهمين ذكر أنه وبعد عملية الاغتيال وتحديدا في أواخر شهر مارس 2013 التقى بمنزل بجهة رواد كلّ من عادل السعيدي ومحمد العوادي ومحمد العكاري وموظّف بوزارة الداخلية تولّى إيصال سيف الله بن حسين على متن سيارتة الخاصّة وذلك لتجنّب القبض عليه من قبل الوحدات الأمنية بحكم أنه زميلهم ولا يجوز تفتيش سيّارته. موضّحا أنّهم توجّهوا مباشرة إلى مدينة سيدي بوزيد أين التقوا رمزي العيفي الذي تكفّل بنقل أبي عياض إلى ليبيا. وقد كلف أبو عياض محمد العوادي بتسيير التنظيم في غيابه واستقطاب مجموعة من الشبان للتحوّل إلى ليبيا والالتحاق بأحد المعسكرات بجهة درنة لتلقّي تدريبات عسكرية ثمّ العودة إلى تونس للقيام بعمليات نوعية. وفي تصريحات محمد العكاري الذي بايع أيمن الظواهري أقر بأن أبو عياض قام بـ”أداء البيعة لأبو مصعب عبد الودود” أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. مضيفا انه وإبان اغتيال البراهمي وردت عليه أوامر من محمد العوادي بالتسريع في جمع المعلومات عن السياسيين والإعلاميين والمدونين والشخصيات الوطنية المستهدفة على غرار الطيب البكوش ولينا بن مهنا والإعلامي سفيان بن فرحات ورجاء بن سلامة والتسريع بتنفيذ الاغتيالات في أقرب الآجال.
كما ورد في اعترافاته أن الغاية من الاغتيالات زعزعة الأمن وضرب الاقتصاد كي يتسنى لأفراد التنظيم السيطرة على مؤسسات الدولة بقوة السلاح والتفجيرات لإرساء دولة الخلافة.
اعتقال.. وكان الأمن ألقى القبض على محمد العوادي في سبتمبر 2013 وقالت وزارة الداخلية في بيان لها حينها إن قوات مكافحة الإرهاب قتلت خلال “عملية خاصة” وإثر “تبادل كثيف لإطلاق النار” مع مسلحين في إحدى الضواحي الغربية للعاصمة تونس، عادل السعيدي وعنصرا آخر، وعادل السعيدي (42 عاما) الملقب بأ “أبو أحمد” هو وفق وزارة الداخلية الرجل الرابع في جماعة انصار الشريعة بعد “أمير” الجماعة الهارب من الشرطة سيف الله بن حسين الملقب بـ “أبو عياض” (48 عاما)، ومحمد العوادي رئيس الجناح العسكري، ومحمد العكاري (38 عاما) رئيس الجناح الأمني الذي اعتقلته الشرطة في وقت سابق. ويوم 28 أوت 2013 أعلن مصطفى بن عمر مدير الأمن العمومي بوزارة الداخلية في مؤتمر صحفي أن السعيدي “من أبرز قيادات الجناح العسكري” في تنظيم أنصار الشريعة بتونس وانه “مكلف بالاغتيالات وتوفير الأسلحة والمتفجرات” وانه “يشرف على قيادات وسطى بمختلف مناطق الجمهورية تأتمر بأوامره في القيام بعمليات نوعية متزامنة وبأماكن متعددة”. وأضافت وزارة الداخلية في بيانها أنه تم ايقاف محمد العوادي الملقب بـ “الطويل” الذي قالت انه “قائد الجهاز العسكري والمسؤول الثاني في ما يُسمّى تنظيم أنصار الشريعة المحظور” ومحمد الخياري الملقب بـ “أوْس” والذي “ينتمي للجهاز العسكري بالتنظيم ذاته”.
ومحمد الخياري (21 عاما) “مسؤول عن الأرشيف” في جماعة أنصار الشريعة و”مكلف بعمليات الرصد الميدانية وتجميع المعلومات” بحسب مصطفى بن عمر مدير الأمن العمومي بوزارة الداخلية. ويوم 28 أوت كشف بن عمر أن محمد الخياري “كان ينوي اغتيال” مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) والشاعر الصغير أولاد احمد المعروف بكتاباته وتصريحاته الإعلامية شديدة الانتقاد للإسلاميين. وأضافت وزارة الداخلية في بيانها أن العوادي والخياري “من العناصر الإرهابية الخطيرة” في تونس وأنهما “متورطان” في إدخال أسلحة من ليبيا إلى تونس وفي اغتيال المعارضين العلمانيين شكري بلعيد في 6 فيفري 2013 ومحمد البراهمي في 25 جويلية2013.. وقالت “تبقى العمليات الأمنية متواصلة لتعقب العناصر الارهابية”. واعتقلت الشرطة التونسية في وقت سابق رئيس الجناح الامني لانصار الشريعة محمد العكاري. وسنة 2005 اعتقل الجيش الامريكي في العراق محمد العوادي وسجنه خمس سنوات في سجن أبو غريب ثم سلمه إلى تونس سنة 2010.
واعترف محمد العكاري بعد اعتقاله بان الجناح الامني لانصار الشريعة يقوم بـ“جمع المعلومات ورصد تحركات الشخصيات السياسية والإعلامية المؤثرة لدراستها من قبل الجناح العسكري (بهدف اغتيالها) وتحديد الأهداف حسب الوضع السياسي في البلاد”، حسب ما اعلن مصطفى بن عمر مدير الامن العمومي بوزارة الداخلية. وقال بن عمر ان العكاري “بايع” أيمن الظواهري وأقر عند التحقيق معه ان أبو عياض قام بـ “اداء البيعة لأبو مصعب عبد الودود” أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي..، وتابع نقلا عن العكاري ان من ينضم الى جماعة انصار الشريعة يقوم بمبايعة زعيمها ابو عياض وأن “كل من يرفض تطبيق أوامر ابو عياض تتم تصفيته” من قبل الجماعة. وذكرت وزارة الداخلية حينها ان جماعة انصار الشريعة بتونس تتكون من اربعة أجهزة هي الجهاز الدعوي، والأمني، والعسكري، والمالي وكلها تحت إشراف “الأمير العام” أبو عياض.
العابد