أسفرت موجة بيع الأبقار الحلوب وتخلّص مربي المواشي منها، التي تعيشها على وقعها ولاية الكاف منذ مدة، عن ظهور عديد الاشكاليات في منظومة الألبان، ما أثار عديد التخوفات من انهيار هذه المنظومة الفلاحية التي ساهمت لفترة طويلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد التونسية من الحليب واللحوم الحمراء، وفق رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالكاف منير لعبيدي.
وقال لعبيدي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الإثنين، إن « بوادر انهيار منظومة الألبان باتت ظاهرة للعيان في ظلّ تزايد عمليات التخلص من القطيع وبيع رؤوس الأبقار في الأسواق نتيجة ارتفاع كلفة الانتاج وعدم قدرة المربين على مسايرة نسق تزايد أسعار الاعلاف المصنّعة، وندرة الأعلاف الخشنة جراء الجفاف الذي ضرب البلاد لثلاث سنوات متتالية ».
وحذّر لعبيدي، في هذا السياق، من خطورة المنحى التصاعدي لبيع الأبقار في الأسواق، سيما وأن الدولة لم تقدّم الدعم اللازم للمربين، ولم ترفع في سعر الحليب عند الإنتاج، وذلك رغم الإرتفاع المشطّ لأسعار الأعلاف، مطالبا بتحديد سعر اللتر الواحد للحليب بما لايقل عن 1800 مليم.
وعبّر، من جهة أخرى، عن قلقه من عدم توفير أطباء بياطرة بالعدد الكافي في الجهة لضمان سلامة القطيع والتصدي للأمراض المعدية، داعيا الحكومة إلى الإسراع بإنقاذ هذا النشاط الفلاحي، وتشريك المهنيين في إيجاد حلول للمسائل العالقة والتي تشكل عقبة امام مواصلة المربين لنشاطهم الفلاحي، وفق تعبيره.