اعترافات “مدويّة” للارهابي أسامة الخرزي حول قتل خالد الغزلاني وزرع الألغام والسطو على البنوك

وداد العابد-

جلبت يوم الجمعة 19 ماي 2023، الوحدات الأمنية إلى هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس وتحت حراسة مشددة، 12 متهما في ملف  الدعم اللوجستي والمؤونة للإرهابيين بالجبال التونسية، وقد  كشفت الأبحاث مع المتهمين أنهم خططوا  لاستهداف أرملة الشهيد محمد البراهمي مباركة عواينية بعملية ارهابية وتصفيتها خلال توجّهها إلى منزل عائلتها بسيدي بوزيد باستعمال سلاح رشاش من قبل عنصرين ارهابيين. 

استنطاق أسامة الخزري

وباستنطاق الإرهابي أسامة الخرزي الذي سلم نفسه للوحدات الأمنية بعد أن انشق على الإرهابيين بالجبال، أكد  انضمامه لكتيبة عقبة ابن نافع، ثم انشق عنها وانضمّ لارهابي كتيبة أجناد الخلافة وبايع تنظيم داعش الارهابي.

واشار إلى أن هذه المحاكمة تعتبر الأولى له وأنه علم بأحكام سجنية صدرت في حقه وقد تولى بواسطة محاميه الاعتراض عليها، إلا أنه لم يقع استدعاؤه لأي جلسة، إضافة الى انه موضوع تتبع في عدة قضايا ارهابية.

وأكد أنه انسلخ وعدة عناصر ارهابية عن كتيبة عقبة ابن نافع وانضم ونشط ضمن كتيبة أجناد الخلافة تحت لواء تنظيم داعش الارهابي، موضحا انه تلقى تدريبات عسكرية مع عناصر كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية في جبال الطويرف وأيضا تلقى تدريبات على استعمال سلاح رشاش وانه شارك في عدة عمليات ارهابية منها عملية سيدي يوسف، وأن دوره اقتصر على الاسناد وانه لم يشارك العناصر الارهابية التي تطلق النار وبقي مع عناصر الإسناد للتدخل في صورة المواجهة مع عناصر الأمن.

وتمسك اسامة الخزري بجميع تصريحاته لدى قاضي التحقيق بخصوص القضية المذكورة موضحا انه قبل صعوده للجبل  نشط في مجال الدعم اللوجستي بالمؤونة والمعدات لعناصر كتيبة عقبة ابن نافع بجبال "ورغة"بمعية العنصر الارهابي خير الدين البرهومي، مضيفا انه اثر الكشف عن خير الدين البرهومي من قبل الجهات الأمنية، طلب منه الإرهابيين الالتحاق بهم.

وبين أن البرهومي هو أول من التحق بالارهابيين وفي اليوم الموالي قرّر الصعود والالتحاق به، ولاحقا (في اليوم الثالث) التحق بهم الارهابي عاطف الحناشي.

واكد المهتم انه تم اسناده سلاح كلاشنكوف منذ 2013 وانه قادر على صنع المتفجرات والعبوات الناسفة، موضحا أنه كان يرغب في الخروج من البلاد التونسية والالتحاق بتنظيم داعش في ليبيا، وشدّد على أن ما صرّح به لدى التحقيق عين الصواب ولم يقتل أي عنصر من عناصر الجيش الوطني.

وأكد المتهم أنه لم يشارك ضمن مجموعة الهجوم التي كانت تتكون من 20 شخصا على غرار الجزائري طاهر الشيشني، وأحمد الجزائري، وطارق السليمي، ومعز محجوب، ومراد الجلاصي، وعبد الكريم الحزي، مشيرا الى انه لا يتذكر بقية العناصر.

وبين أنه ظل 5 أشخاص وجزائري يدعى عبد الرزاق وعيسى الجزائري وصلاح القاسمي وعاطف الحناشي، وابو الليث، موضحا ان الارهابي خير الدين البرهومي لم يشارك لا في الهجوم أو الاسناد.

وانكر المتهم اطلاق النار على آليتين تابعتين للجيش الوطني بعد رصدهما وتوليه قتل أحد العناصر العسكرية لمّا كان ضمن كتيبة عقبة ابن نافع.

الهجوم على بنك بالقصرين

أما بخصوص هجومه وبقية الإرهابيين على بنك بالقصرين، وسرقة 90 ألف دينار بعد تهديد الموظفين بالسلاح، أكد انه شارك في عمليات ارهابية أخرى لما انظم إلى كتيبة أجناد الخلافة وهي عملية السطو المسلّح على بنك بالقصرين سنة 2018، موضحا أن العملية  المذكورة تم فيها افتكاك سيارة للقيام بالسطو على البنك المذكور رفقة 4 عناصر ارهابية في حين تولّت المجموعة الثانية احتجاز صاحب السيارة، وبعد انتهاء العلمية سلّموا المواطن سيارته وصعدوا الجبل.

كما كشف عن قيامه بعملية ثانية تم فيها السطو أيضا على أحد البنوك بسبيبة بنفس الطريقة وباستعمال سيارة ديماكس، وانه كان ضمن عناصر التنفيذ ولا علاقة له بالتخطيط أو اختيار الاهداف، وفق اعترافاته.

قتل المواطن خالد الغزلاني

 أما بخصوص قتل المواطن خالد الغزلاني، أكد أنه لم يشارك في قتل أو تصفية خالد الغزلاني على خلفية تعامله مع السلطات الأمنية، مبينا أن ابن عمه شارك في قتله رفقة الارهابي أسامة التليلي، وارهابي جزائري وقد تولوا تصفيته دون أن يكون علم مسبقا بذلك.

وأكد الارهابي أسامة الخزري أن الشاحنة التي كانوا على متنها توقفت ونزل منها 3 ارهابين، وقد شاهد عملية تصفية خالد الغزلاني، كاشفا أن صديقه وقريبه المدعو حسام هما من أطلقا عليه النار. 

وكشف الخزري أيضا أنهم حاولوا استهداف سيارة أمنية بحي السلامة بالقصرين حيث أطلوقوا عليها النار ثم لاذوا بالفرار.

استنطاق متهم بتوفير المؤونة

وباستنطاق، متهم بتوفير المؤونة للإرهابيين وتظليل السلطات الأمنية والعسكرية حول تنقلات واتصالات الإرهابيين به، وجلب السلع من مواد غذائية لهم مقابل تمكينه من مبلغ 50 دينار، أنكر ما نسب إليه، نافيا أن يكون اعتاد على مساعدة العناصر الارهابية المتحصنة بجبال وادي مليز وتحديدا جبل بوربيح  عمادة حكيمة الجنوبية أين يقطن وبقية أفراد عائلته.

وأوضح أنه لم يتسلم أي مبلغ مالي من الإرهابيين وانه سلمهما فعلا في ليلة حضورهما لمنزلهم بعض الخبز حين طلبا منه الأكل، وقد عرضا عليه تمكينه من مبلغ مالي بشراء الطعام لهم ووضعه بالطريق المحاذي للجبل وانه تسلم منهما 50 دينار، وفي صبيحة اليوم الموالي اشترى لهم ما طلبوه منه نافيا ان يكون اتفق معهما على توفير مؤونة مقابل عمولة قدرها 50 دينار.

وكشف المتهم انه يقطن وعائلته في الجبل وان ما يعرفه هو أن الإرهابيين متواجدين في الجبل، وداهموا في إحدى المرات أحد المنازل بالجهة إضافة إلى أن ابن عمه تعرض لاعتداء من الإرهابيين بالجبل، مؤكدا ان زيارة الإرهابيين لمنزله كانت في مناسبة واحدة وانه اقتنى لفائدتهما المؤونة مرة واحدة فقط.

وأكّد أن ما قام به كان نتيجة الخوف منهم خاصة وانهم اعتدوا على ابن عمه وخلفوا له أضرارا كبيرة خلال لقائهم بهم صدفة بالجبل، موضحا ان السلطات الأمنية لم تتصل بابن عمه الذي تعرض لاعتداء الا بعد 3 أيام.

وبيّن المتهم أن أحد الإرهابيين كان جزائري الجنسية، مشيرا إلى أنهما كانا ملثمين ومسلحين.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.