سمعا وطاعة لـ”مفتي العنف السياسي”: سيلجوؤن حتما للمزيد من القتل!

فلا عاش في تونس من خانها…

ثابت ومؤكد أن العنف السياسي الذي يُمارس في تونس ليس عملا انفراديا معزولا، بل هو عمل إرهابي مُحكم التخطيط ومدروس التوقيت ينسجم مع خطاب مفتي العنف السياسي، ويراه الداعون له نضالا وجهادا يلجؤون إليه لحظة تستبد بهم العزلة السياسية ويحتلهم الخوف من الابتعاد نهائيا عن السلطة وكلما ازداد الخناق عليهم، سيلجؤون إلى المزيد من العمليات الإرهابية خاصة وإلى عدم السماحة والرمي بالحجارة استجابة لدعوة المفتي.

والواقع في تونس أثبت أن من حرّضوا سابقا على السحل ونفذوه، ومن دعوا إلى سفك الدماء في المنابر الإعلامية والمساجد وسفكوها، يلجؤون إلى العنف في كل مرة يضيق عليهم الخناق السياسي، سواء كانوا في السلطة أو خارجها.

يقول المناضل اليساري شكري بلعيد"سيَلْجَؤُون إلى العنف كلما زاد اختناقهم، كلما زادت عزلتهم السياسية وكلما تقلصت شعبيتهم".. وحتما ستبقى كلماته حكمة تنبهنا إلى خطورة من يعايشوننا اليوم، بيد بها أوراق انتخابية وأخرى حاملة لسلاح وحزام ناسف، يبتسمون لنا لحظة النشوة بالسلطة ويطلقون علينا النار يوم الشعور بالضيق.

وهذه المقولة التي سُفكت بسببها دماء الشهيد شكري بلعيد تنطبق على الكثيرين في تونس ممن يريدون البقاء في السلطة بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان بقوة السلاح والنار.

والسؤال المطروح، من هم الذين نتحدث عنهم كونهم سيلجؤون إلى العنف؟ والإجابة واضحة، دعاة العنف والتحريض على سفك الدماء والتشجيع على جهاد النكاح، وكذلك من يتذكر أيام شبابه برؤيته للشباب المتطرف، فالارهاب والقتل في تونس وإن لم يكن له حاضنة اجتماعية وشعبية فإنه كان سليل خطاب وتهاون سياسي ووليد تواطُؤ من السلطة التي حكمت البلاد ما بعد الثورة بأشهر قليلة.

لماذا اللجوء إلى العنف؟ وأي عنف يمارس في تونس الجريحة.. هو بلا شك عنف سياسي مرتبط بالحصول على السلطة أو الاحتفاظ بها، والدراسات عديدة وأجمعت على أن العنف السياسي باعتباره وسيلة للتعبير عن الرأي السياسي والحصول على الشرعية أو كونه وسيلة للانتصار السياسي على الخصم، هو الذي يقوم به فاعله لتحقيق هدف سياسي أو للتعبير عن موقف سياسي، أو يقوم به فاعله ردا على موقف أو حالة أو عنف سياسي مسلح.

وثمة شبة اتفاق بين أغلب الدارسين لظاهرة العنف السياسي على أن العنف يصبح سياسيا عندما تكون أهدافه أو دوافعه سياسية رغم الاختلاف بينهم في تحديد طبيعة هذه الأهداف ونوعيتها وطبيعة القوى المرتبطة بها، ومن هنا عُرفَ العنف السياسي بأنه "استخدام القوة أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين لتحقيق أهداف سياسية".

 لم يعد الأمر يتطلب اجتهادات كبيرة ولا تخمينات، والشبح الغامض المنظّر للفكر المتطرف بات واضحا للعلن وكشفته أساليب العنف الذي يمارسه ويدعو لممارسته، في خطابه السياسي.. وما الخطاب الداعي لعدم السماحة والرمي بالحجارة والذي ينذر بحرب أهلية إلا دليلا واضحا لعدم الإيمان بمدنية الدولة وسلمية الحياة السياسية، ورغم اختلاف الرؤى بين شيوخ الارهاب، بين من يدعو إلى ممارسة العنف الدائم وافتكاك السلطة بقوة السلاح والنار لتطبيق الشريعة ومن يدعو إلى ممارسة السياسة واللجوء إلى العنف والقتل لحظة الضعف فقط، يبقى سفك الدماء قاسما مشتركا بينهم وتبقى دموية خياراتهم بوصلة لهم تسري وفقها كل خياراتهم وتوجهاتهم.

ومن نفس المنطق الذي انطلقنا به، ثابت وأؤكد أن من خان تونس لن يعيش فيها ولن يدوم اجرامه طويلا وشمس تونس تخفيها الغيوم أحيانا لكنها تظل مشرقة بفكر تقدمي تحرري يؤمن بالعمل المدني السلمي وينشد الديمقراطية الحقيقية، ديمقراطية تنموية واقتصادية اجتماعية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.