نور الدين الطبوبي يُثني على موقف صادر عن رئيس الجمهورية

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، إن استمرار غياب الحوار لن يزيد سوى من حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع وهو ما يؤدّي إلى اتساع الأزمة الاقتصادية والاجتماعية واتساع رقعة الفقر وتآكل المقدرة الشرائية لعموم المواطنين وتآكل الطبقة الوسطى، مضيفا أن الاصرار على تجاهل أسباب الأزمة وأبعادها هو شكل من اشكال الهروب الى الامام وسيضعف موقف تونس تجاه الشركاء الدولييين والمانحين التي تتعامل معهم.

وأشار نور الدين الطبوبي خلال تجمع عمالي بمناسبة إحياء ذكرى عيد الشغل اليوم الاثنين غرة ماي 2023، إلى كلمة رئيس الجمهورية التي عرّج فيها على مسألة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتي أكّد فيها "رفضه الاملاءات التي من شأنها تفقير الشعب التونسي".

ونوّه الطبوبي بموقف رئيس الجمهورية، قائلا: "لا يسعني إلا أن أنوّه بهذا الموقف المنسجم مع المواقف التي عبر عنها اتحاد الشغل منذ سنوات طويلة في خصوص ما سمّي بالاصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي مقابل تقديم قروض ميسرة لبلادنا، والتي تتركز أساسا على رفع الدعم على المواد الاساسية والطاقة والتقليص في الأجور  والتفويت في المؤسسات العمومية والضغط على الانفاق العمومي ووقف الانتدابات ومزيد تحرير المبادلات وفتح الأسواق وهي اجراءات ستؤدي الى تحجيم دور الدولة وزيادة نسب التضخم والتهاب الأسعار ووضع المؤسسات التونسية تحت ضغوطات لا طاقة لها بها". 

وقال الطبوبي: "إن تأكيدنا في الاتحاد على ايجابية الموقف الصادر عن رئيس الجمهورية يجرنا إلى التساؤل عن جدوى تفاوض الحكومة مع صندوق النقد الدولي طيلة سنة ونصف وهنا الحيرة الحقيقية".

وتساءل الطبوبي: "كيف تم التفاوض بين حكومتنا والصندوق الدولي وماهو البرنامج المتفق عليه؟"، واضاف في ذات السياق أنه "تم اعداد الملف التفاوضي في تعتيم تام وقدمت الحكومة التعهدات دون تشاور وإشراك للاطراف الاجتماعية والقوى الوطنية الأخرى و مازلنا إلى اليوم نجهل ما تفاوضت الحكومة حوله مع الصندوق ومازال الكتمان والتعتيم يلفان الوثيقة الأولية الموقعة بين الطرفين ومازال شعبنا يجهل طبيعة الوعود والالتزامات التي قدمت إلى الصندوق".

وقال: "لقد تخلت الحكومة في تمشيها على سند الشعب في هذا الملف ووضعت نفسها في موقف ضعيف".

ولفت الطبوبي إلى أن الازمة مع صندوق النقد الدولي تعطي الدروس المتمثلة في أن عصر الانبياء المعصومين القادرين على الاتيان بالمعجزات قد ولّى وانتهى وأن عهد سخاء الأشقاء والأصدقاء قد ولّى ايضا وأن انقاذ القادرة بلادنا يأتي من خلال التعويل اولا على قدراتنا الوطنية وتوحيدها في مجتمع تسودة الحريات الفردية والعامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتطبيق القانون على الجميع.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.