“فريغة كامب” ينهي سنوات من الهدوء الحذر.. ويعيد الحياة إلى جبال جدليان (صور)

نورة الشنيتي-

اختتمت اليوم الثلاثاء 21 مارس 2023,  تظاهرة سياحية ثقافية من تنظيم جمعية جذور بالشراكة مع دار الشباب بجدليان بعنوان "فريغة كامب" وامتدت التظاهرة على 3 أيام.

ومثلت التظاهرة فرصة لضيوف جدليان لإكتشاف ما تتميز به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة وما تزخر به من موروث ثقافي متنوع.

وكان الهدف الاساسي من تنظيم هذه الرحلة البيئية والسياحية والثقافية هو "نزع جبّة الارهاب و التخويف عن جبال الولاية وتسليط الضوء على أهمية المخزون النباتي والغابي وامكانية الاستثمار في السياحه الايكولوجية والسياحة الداخلية.. 

كما كانت فرصة اجتمع فيها أكثر من 30 مشاركا من ولايات مختلفة ( صفاقس_تونس_بنزرت_سليانة_قفصة_القصرين) مكنتهم من اكتشاف الوجه الاخر لجبال القصرين بعيدا عما تم ترويجه طيلة سنوات، وفق ما صرح به سيف الدين كريبي منسق تظاهرة جذور (فريغة Camp)  لحقائق أون لاين.

وقد انطلقت التظاهرة من أمام دار الشباب في اتجاه جبل فريغة ليقطع المشاركون 4 كيلومترات مشيا على الأقدام, ومع كل خطوة يخطوها المشاركون في التظاهرة تدب الحياة في طريقهم عبر ترديد أغاني تراثية وأهازيج حماسية إشتاق جبل فريغة الى سماع صداها يتردد في أنحائه. 
سنوات من السكينة الإجبارية والهدوء الحذر, سنوات حرمت فيها جبال القصرين من زوارها.

 4 كيلومترات قطعها شباب جدليان وضيوفهم للقطع مع الصورة النمطية التي التصقت بجبال الولاية من ألغام وتفجيرات، فكانت ضحكاتهم المدوية عوضت أصوات المدافع.

"فريغة كامب" هو خطوة أولى تحدى فيها زوار جدليان الخوف الذي زرع في القلوب.

اراده المنظمون تجربة واقعية للعودة الى الجذور والتمسك بالأصول والتاريخ، وجبل فريغة هو جزء من تاريخ المنطقة وموروثها، تاريخ تشهد عليه المنطقة الأثرية غير المصنفة والمتمثلة في حنايا كانت تستخدم قديما  لنقل المياه من المناطق المرتفعة بالجهة الى وسط المدينة. 

ليواصل أحباء الطبيعة رحلتهم في اتجاه جبل فريغة مرورا بعين ماء طبيعي ترافقهم طيلة الطريق مناظر طبيعية خلابة تؤثثها أشجار الصنوبر الحلبي والإكليل والبلوط..

رحلة أصر منظموها على  الوقوف عند  "الدير" وهو منطقة تعود تسميتها تاريخيا الى دير مسيحي تم تشييده بعيدا عن زحمة المدن للتأمل والتعبد تجاوره مقبرة مسيحية وأقواس أثرية أهملها أهل الإختصاص وحفظت تاريخها ذاكرة الأهالي.

فكانت إستراحة من عبء الحاضر في أحضان التاريخ لإحياء رسالة التسامح الديني الذي كان يميز هذه الجنة الضائعة ونبذ التعصب والتطرف، فتاريخ جدليان تاريخ تسامح وأرض القصرين أرض سلام ارادوها ساحة حرب وإرهاب وأرادها من نظم ومن شارك ومن دعم "فريغة كامب" أرض حب وسلام.

 وقبل غروب الشمس يصل "أبناء الحياة" الى وجهتهم على سفح جبل فريغة أين ينصبون خيامهم ويعود الشباب الى جذورهم بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخب الحياة اليومية، 3 أيام قضاها ضيوف فريغة بين الإستمتاع بالطبيعة والإستفادة من ورشات الرسم والرقص العصري و"الصلام"

 3 أيام لإزالة ما ارتبط بجبال القصرين طيلة سنوات من إرهاب و مسح أثار الظلاميين الذين مروا ذات يوما من هنا. فتحول ظلام ليل جبال القصرين الطويل نورا ينطلق إشعاعه من جبل فريغة. وما التغيير الا خطوة اولى تليها خطوات أخرى..

و"فريغة كامب" هي أولى الخطوات التي خطتها أقدام مشاركون من أعمار متباينة ومناطق مختلفة يجمعهم حلم استرداد جبال القصرين وإعادة شريان الحياة فيها. يثبتون أقدامهم على جبل فريغة وقلوبهم ترنوا الى جبل الشعانبي ولسان حالهم يقول "ستعود كما كنت يا الشعانبي وجهة لأحباء الطبيعة فجذورنا تمتد الى أعماقك".

تلتقي عيون كل من عاش تجربة "فريغة كامب" وقلوبهم عند نقطة واحدة  شعارها "نحن صناع حياة" نزرع وردا في كل طريق مررنا منه نروي جبالنا فنا وموسيقى فتنبت حبا وسلاما..

رحلة 3 أيام رسمت جسر أمل يمتد من جبل فريغة الى الشعانبي مرورا بسمامة ومغيلة.

هنا عند مرتفعات فريغة تعلمنا كيف نربي الأمل فيحضرنا قول "باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، باقون في أرض القصرين الحرشة, كما يطلق عليها سكانها نسبة الى صعوبة تضاريسها وقسوة مناخها, مابقي في القلب حياة.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.