إعتبر الوزير المفوض خارج الرتبة والكاتب والإعلامي خليل بن عبدالله ,أن الديبلوماسية التونسية بدأت تخرج مما وصفه بالنفق الديبلوماسي المظلم الذي وضعها فيه وزير الخارجية المقال عثمان الجرندي.
ولاحظ بن عبدالله ,في تدوينة نشرها على صفحته بموقع الفايسبوك ,أن الديبلوماسية التونسية كانت في عهد الجرندي صامتة وباردة وبلا لون ولا طعم.
وفيما يلي نص التدوينة:
بداية خلاص دبلوماسي؟
لاشك وأن الضوء الذي في آخر النفق الدبلوماسي المظلم الذي وضعنا فيه عثمان الجرندي قصدا منذ ما يقارب الثلاث سنوات قد بدأ يلوح في الأفق. نعم ولاشك وأنكم جميعا لاحظتم التغير الجذري في الأداء الدبلوماسي التونسي منذ أسبوعين فقط لا غير.
فمنذ تعيين الوزير نبيل عمار وزيرا للخارجية صارت بلاغات وزارة الخارجية ومضمونها ومواقفها من القضايا الوطنية الداخلية وكذلك الإقليمية والدولية أكثر تناغما مع توجهات رئيس ومؤسسات الدولة في هذا المجال وتحسن مناخ العمل وروح ومعنويات الدبلوماسيين بعد ما عانت تونس طيلة ما يقرب من الثلاث سنوات من سلك دبلوماسي أبكم باهت سلبي يكتفي وزيره كلما ضغطنا عليه بورقات خشبية قصيرة ينشرها على صفحة الوزارة التي لم يكن يتابعها إلا نزر قليل من أنصاره. فالتونسيون لا يتذكرون للوزير السابق بلاتو تلفزة أو راديو أو وسيلة إعلام أجنبية تولى فيها شرح الخيارات الدبلوماسية التونسية للرئيس قيس سعيد أو الدفاع عنها وتقريبها للراي العام الوطني والدولي والدفاع عن مواقف تونس من مختلف المسائل والقضايا وإكتفى بتكرار تنزيل البيانات الخشبية والصور المرتبة مع اي مسؤول يعترضه في الأروقة جلوسا ووقوفا لتوجيه رسائل مغلوطة في حين إن الدبلوماسية مواقف ومبادرات ونسج صداقات وحضور مؤثر.
دبلوماسية صامتة باردة دون لون او طعم وهذا ما احدث فراغا على الساحتين الدولية والداخلية وفسح المجال للمزايدات والمغالطات وتراجع حتى مركز الوزارة، بما هي قاطرة من قاطرات العمل الحكومي، داخل منظومة الحكم لان أداء الوزير وشخصيته انعكست على الأداء العام للدبلوماسية وعلى موقع الوزارة وصلاحياتها واقتصر همه على تجميع مصاريف المهمات في الخارج وزيادة الشحن والضغائن بين أفراد السلك الواحد لا غير.
وإذا صح في تقديري، قياسا على ما نقل في برنامج تلفزي أحد أصدقاء رئيس الدولة عنه من أنه وجد نفسه سنة 2019 في مستنقع، فإن الوزير الجديد للخارجية نبيل عمار قد يكون وجد نفسه هو الآخر في مستنقع وهو نتاج طبيعي لسلك دبلوماسي أريد له التغييب عن الشأن الدولي وخصوصا الإنفصال عن الشأن الوطني ومشاغل المجموعة الوطنية. فلا وجود لدبلوماسية إذا كانت لا تستمد جذورها من عمقها الوطني المحلي ومن عمق واقع البلاد الداخلي ومشاكله وتناقضاته. فهي بالضرورة الحتمية استمرار وتمدد للشأن الوطني وللخيارات الوطنية خارج حدود بلادنا الجغرافية كما لا وجود لها في ظل مناخ عمل وعلاقات عمل صممت قصدا وعن سابق تصور وتخطيط لتكون غير سليمة.
غير أن هذا الأداء السلبي الذي اتسم به السلك الدبلوماسي عموما وأداء وزارة الخارجية بالتحديد في عهد عثمان الجرندي والذي لا يتردد بعضنا في اعتباره لم يكن في مصلحة البلاد بل كان عبئا عليها وعلى الدولة وعلى الرئيس قيس سعيد ومشروعه الإصلاحي تحديدا يقتضي منا توضيح بعض الأفكار وبعض الظروف وبعض الإستهدافات لهذا السلك مباشرة منذ انتخاب الرئيس قيس سعيد:
(يتبع)