أسدل الستار ليلة السبت 05 نوفمبر 2022، على فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، بالاعلان عن جوائز المسابقات الرسمية للأفلام المترشّحة، في حفل وُصف بـ"الرتيب جدّا"، والعبارة للناقد السينمائي خميس الخياطي.
ولاقت هذه الدورة انتقادات واسعة من النقاد والصحفيين والجمهور، الذين واكبوا فعالياتها، ممّن اعتبروا أنها أساءت لصورة المهرجان العريق ولمؤسسه السينمائي الراحل الطاهر شريعة، ولصورة الثقافة في تونس.
فقد أجمع جلّ المتابعين أنه ومنذ تأسيس المهرجان عام 1966، لم يشهد عبثا كالذي حدث في هذه الدورة، فمنذ يوم الافتتاح في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، تعالت الانتقادات المستنكرة في مجملها لسوء التنظيم والفوضى التي رافقت حضور نجوم السينما الوطنية والعربية والضيوف على السجاد الأحمر، زد عليها فوضى تمركز الصحفيين وتعالي الهتافات من هنا وهناك حتى يتمكنوا من الظفر بالصور والتصريحات، وبدا لوهلة وكأن الأمور التنظيمية خرجت عن السيطرة، في مهرجان هو الاوّل في تونس والأعرق في القارة الافريقية.
وجدّدت هذه الدورة طرح السؤال القديم الجديد وهو من يعدّ الدعوات لحضور حفلات الافتتاح والاختتام؟، وماهو المعيار الذي يتم أخذه بعين الاعتبار عند اخيتار الضيوف؟، ولماذا توجه الدعوات لأشخاص دون فاعلية تذكر في المشهد الثقافي السينمائي، في حين تغيّب شخصيات لها بصمتها في السينما التونسية..؟ أسئلة على وجاهتها تستدعي وقفة تأمّل من القائمين على المهرجان ومراجعات عميقة حتى لا تفقد أيام قرطاج السينمائية بريقها واشعاعها الدولي، وحتى لا تٌظلم الأفلام المشاركة التي أصبحت تمثل استثناء والضيوف الذين ليست لهم اية صلة بالسينما والثقافة، هُم الحدث.
فعلا فالجدل الذي يرافق ضيوف السجاد الأحمر في كلّ مرّة، يطغى عن الجدل الذي تحدثه الأفلام فتصبح هي الاستثناء والضيوف هم الحدث، في حين أن العكس هو المطلوب، فالأصل أن من يجب أن يحدث الجدل والنقاش الثري والتفاعل هي الافلام المشاركة على تنوعها الطويلة والقصيرة والوثائقية المشرقية والافريقية وسينما أمريكا اللاتينية، وليس الضيوف رغم مكانة البعض منهم وقيمتهم الفنية والانسانية الراقية.
وبغض النظر عن تعاليق نشطاء مواقع التواصل التي كان معظمها إن لم تقل جلها عن ضيوف السجاد الاحمر، فحتى النقاد تركوا الحديث عن الافلام ليعبروا عن حنقهم وألمهم في آن لما وصل إليه الاستهتار بأيام قرطاج السينمائية فقد دوّن الناقد خميس الخياطي على صفحته "ما كنت أتصور اختتام المهرجان على هذا النحو من الفقر الفرجوي".
الروائية والباحثة آمنة الرميلي، لم تخف بدورها استياءها من بعض ضيوف السجاد الأحمر واصفة بعض المشاهد بـ"العار على الثقافة التونسية"، في اشارة منها إلى أحد الضيوف الذي بدا في مظهر غير لائق.
الصحفي بالاذاعة الثقافية محمد سفينة، تساءل مالذي حدث للمهرجان، الذي كان فضاء للسينما المناضلة ومحملا مهما لتجارب السينما الافريقية والعربية رغم شح الامكانيات، منددا بـ "فوضى الافتتاحات والاختتامات".