على مساحة أكثر من 500 هكتار.. واحات حامة قابس يجتاحها الجفاف

بقلم حنان عدوني-

تعيش واحات الحامة من ولاية قابس الممتدة على مساحة 505 هكتار، حالة من الجفاف والنقص الكبير والحاد في مياه الري رغم ما تتميز به هذه المنطقة من غزارة المياه المعدنية الحارة، علما وأن حوالي 405 هكتار مصنفة أراض مروية.

ومن بين أهم أسباب عطش واحات الحامة طول مدة الدورة المائية للري التي تصل إلى 6 أشهر في أغلب الأحيان.  
ويشتكي العديد من الفلاحين العاملين بالواحات في الحامة من الوضعية الكارثية التي آلت إليها الواحة بعد تيبس الكثير من أشجار النخيل والرمان والزياتين التي تمثل مورد رزق لعدد كبير من العائلات. 
واحات الحامة تشتكي الجفاف

انقطاع مياه الري عن واحات الحامة

قال رئيس قسم المياه والتجهيز بالمندوبية الجوية للتنمية الفلاحية بولاية قابس، الطاهر السميعي، إن نسق تزود واحات الحامة بمياه الري في بداية ابرام الاتفاقية مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في سنة 1987 ولحدود بداية سنوات الألفاينات، شهد استقرارا وانتظاما، لكن اختلال الموازنة المائية ليبلغ العجز المائي أكثر من 220 لتر في الثانية ليصل حاليا إلى 250 لتر في الثانية، مضيفا أن تفاقم هذا العجز المائي سنويا أدى إلى الاضطراب المتواصل في تزود واحات الحامة بمياه الري خاصة في فصل الصيف لتبلغ أحيانا فترة انقطاع مياه الري على الواحات شهرا كاملا، ويصل طول مدة الدورة المائية للري 6 أشهر في أغلب الأحيان وهو ما انعكس سلبا على مردودها الفلاحي بعد أن أصبحت تعيش عطشا متواصلا نظرا لاقتصارها فقط على الري من بئر الزغابنة الذي لا يلبي حاجيات كامل الواحة بل يقتصر فقط على المساحات الفلاحية المجاورة له المقدرة بحوالي 100 هكتار. 
وأوضح الطاهر السميعي أن مصدر ري واحات الحامة هو من بئر الزغابنة بسرعة تدفق تقدر بـ40 لتر في الثانية بالإضافة إلى 150 لتر في الثانية من قناة الجلب بمياه شط الفجيج بالحامة التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وهي موضوع اتفاقية مبرمة سنة 1987 بين "الصوناد" من جهة ومجمع الواحة والمجلس الجهوي باعتماد تعريفة تقدر ب20 مليم للمتر المكعب من المياه تتوزع كالتالي 5 مليمات على كاهل المجمع و15 مليم على كاهل المجلس الجهوي.

وأضاف السميعي أن المجلس الجهوي تلقى في سنة 1994 تعليمات بالتوقف عن دفع مساهمته المالية في خلاص معلوم مياه الري وتولى مجمع الواحة ذات الفعل، ومنذ ذلك التاريخ أي 1994 إلى اليوم تراكمت ديون مياه الري لتبلغ حوالي مليار ونصف.

حلول جذرية لمشكل نقص مياه الري 

أكد الطاهر السميعي أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقابس سعت لإيجاد حلول جذرية لمشكل نقص مياه الري بواحات الحامة من خلال إصدار طلب عروض لانجاز بئر عميقة لتدعيم الواحة لكن هذا الحل شهد تعطيلات تعمل المندوبية على تذليلها لينطلق قريبا الانجاز الفعلي للبئر.
وأفاد أن المندوبية انطلقت منذ سنة في دراسة لاستغلال مياه الحمامات الاستشفائية بالحامة وصلت مراحلها الاخيرة ليقع قريبا الاعلان عن طلبات العروض.
وكشف السميعي أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية زودت حاليا مساحة حوالي 30 هكتار من واحة الحامة بـ15 لترا في الثانية من مياه حمام السيدة الشعلية وذلك بطلب ملح من فلاحي الحامة.
وشدد على أن مندوبية الفلاحة تعمل أيضا على انجاز دراسة لإعادة تهيئة واحات الحامة بلغت نسبة تقدمها حوالي 30 بالمائة تعتمد على تشخيص وضعية الواحة والموارد المائية والجانب العقاري وشبكة المياه وكل النواقص المتعلقة بري الواحة بهدف ايجاد حلول لنقص المياه.

وقال الطاهر السميعي أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقابس طالبت وزارة الفلاحة بايجاد حل جذري وناجع لمشكل نقص مياه الري على واحات الحامة وقدمت المندوبية اقتراح للوزارة لفك ارتباط ري الواحة مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.

يذكر أن ولاية قابس تمر بوضع مائي دقيق وأزمة خانقة في مياه الشرب تفاقمت بعديد المناطق وتسببت في العديد من الاحتجاجات، وفسر رئيس اقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بقابس نزار الصرخي في تصريح سابق لوكالة تونس افرقيا للانباء الاضطراب المسجل في التزود بمياه الشرب وخاصة بالمناطق العليا بجهة قابس بالعجز الهيكلي الذي تشهده موازنة مياه الشرب والمقدر ب220 لترا في الثانية.
كما أعلنت الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه في بلاغ يوم الأربعاء 18 أوت 2021 أنها قامت برفع عديد القضايا ضد ما اعتبرته "عمل إجرامي" يتمثل في تخريب قناة جلب مياه شط الفجيج الموجودة على مستوى الحامة قطر 1000 مم باتجاه مدينة قابس ليلا من قبل مجموعة من فلاحي الجهة لغاية الري مما انجر عنه تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع المياه الصالح للشرب يوميا بمدينة قابس والمناطق المجاورة،وفي انتظار بت القضاء لوضع حد لهذه التعديات على شبكات الشركة وفق نص البلاغ.

ويرى نشطاء بالمجتمع المدني بقابس أن أزمة مياه الشرب تعود خاصة لاستغلال المفرط للموارد المائية الجوفية في المجال الصناعي وهو ما ينذر بحدوث أزمة مائية فى المستقبل القريب بالجهة تتطلب ايجاد موارد مائية بديلة للمياه الجوفية من بينها بالخصوص تحلية مياه البحر.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.