أزمة كورونا.. الحرب الروسية والهجرة: خبراء يناقشون التغيرات الجيوسياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط في منتدى “رياليتاي”

ناقش عدد من الخبراء والدبلوماسيين المشاركين في الدورة 24 لمنتدى "رياليتاي" المنعقد بمدينة الحمامات التغيرات الجيوسياسية التي ستحدث على المستوى العالمي،وتأثيرها على منطقة البحر الأبيض المتوسط. 

وينتظم المنتدى تحت شعار "الاتفاق الاستراتيجي الجديد في البحر الأبيض المتوسط، التحديات الجيوسياسية ، الاقتصادية والطاقية والتكنولوجية والهجرة.
وقال رئيس المنتدى الطيب الزهار إن تم التركيز على هذا المحور خلال الدورة الحالية لمنتدى "رياليتاي" نظرا للتقلبات والتطورات الجيوسياسية التي يشهدها العالم وخاصة دول البحر الأبيض المتوسط.
وتطرق الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط سينان فلورنسا خلال فعاليات المنتدى إلى التطورات الدولية التي أفرزتها أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم، منوها إلى أن التأثير الاقتصادي كان كبيرا جدا بعد أن توقفت الحياة الاقتصادية.
واعتبر فلورنسا أن أزمة كورونا كان لها أثرا ايجابيا تجسد في تطوير العلم وإحياء التعاون الدولي في مجال البحوث الطبية والسياسة الصحية.
وتحدث فلورنسا عن مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على النظام العالمي، متسائلا " هل يمثل مسار أوكرانيا نقطة تحول نحو نظام عالمي جديد؟".
من جانبه، تحدث  مراد بلحسن، مدير التحاليل الأمنية والأزمات بالإدارة العامة للدبلوماسية الاقتصادية والثقافية والتخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية عن أهمية اعتماد الطاقات المتجددة في منطقة البحر الأبيض المتوسط كرابط استراتيجي بين دول المنطقة ، منوها إلى أن التعاون بين هذه الدول من شأنه أن يخلق الكثير من المشاريع الطاقية ذات الاستفادة المشتركة.
وقال إن تونس لديها قدرات لإنتاج الطاقة المتجددة على نطاق واسع لتزويد شبكات الكهرباء الأوروبية المختلفة، منوها إلى أن البنية التحتية للنقل والترابط لا تزال بحاجة إلى الإعداد.
وأضاف " البنية التحتية  تبدو مشكلة صعبة، لكن التعاون القائم على التكامل بين أوروبا وتونس يمكن أن يتغلب عليها".
وأشار مراد بلحسن إلى تفاقم التفاوتات التنموية بين الشواطئ الشمالية والجنوبية، قائلا إن الآثار المدمرة لوباء COVID-19 إلى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وغير القانونية.
وقال إن تونس أصبحت أكثر الدول تأثراً بالهجرة غير النظامية،  منذ عام 2011.
وشدد ذات المسؤول على أنه لا يمكن النظر إلى الهجرة على أنها تهديد دائم، بل كناقل للتنمية الاقتصادي، خاصة من خلال تنقل المهارات والعمال الموسميين. 
وأضاف "من شأن الهجرة الضخمة للعقول التونسية في سياق التعاون الخارجي أن تتسبب، على المدى القصير والمتوسط، في نقص المديرين والموظفين المؤهلين، ويمكن أن تكون ضارة بالاقتصاد التونسي". 
ونوه إلى أنه قد تم تنفيذ إطار قانوني لوضع تدابير لبناء الثقة مع البلدان المعنية بمكافحة الهجرة غير النظامية.
وأبرز أن تونس عملت على تنفيذ استراتيجية عالمية بهدف احتواء هذه الظاهرة تدريجيًا، ولا سيما من خلال دراسة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، لا سيما الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز القدرات اللوجستية والتشغيلية لقوات الأمن. تعزيز قنوات التعاون مع الدول المجاورة.
وأبرز أن تونس تعول على التنمية المشتركة المستدامة، التي ينبغي أن تمكن العمال المهاجرين من المشاركة في الجهود الاقتصادية للبلدان المضيفة، وكذلك في تطوير اقتصاد الوطن. 
وفي مداخلة له خلال فعاليات المنتدى استعرض وزير التربية الأسبق، حاتم بن سالم، الكثير  من التطورات الدولية ونتائجها في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتحدث بن سالم عن التأثيرات التاريخية لاعادة تقاسم القوى بين الكثير من الدول.
وقال إن العالم يعيش على حافة أزمة نووية، ويمكن لهذه الأزمة النووية، أن تكون لها عواقب لا تحصى على مستقبل البشرية. 
وتحدث عن امتلاك مصر للكثير من الموارد المالية في مصر واعتبرها واحدة من الأسباب الرئيسية للتنمية الاقتصادية المصرية.
وأضاف " أصبحت ليبيا، القوة المالية والنفطية الإقليمية، مصدر إزعاج حقيقي للجميع. بلد يوجد فيه أسلحة أكثر من عدد السكان، بلد في حالة من عدم الاستقرار التام".
وقال " على الرغم من تحفظات ليبيا حول سياسة البحر الأبيض المتوسط، لعبت ليبيا، دورًا في تثبيت الاستقرار في المنطقة قبل عام 2011. 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.