يسرى الشيخاوي–
هنا قليبية.. إلى هذه المدينة التي تحمل في تفاصيلها سحرا لا يعرفه إلا من زارها وملا رئتيه بنسماتها يحج أحباء المهرجان الدولي لأفلام الهواة..
رواد المهرجان ممن ألفوا حضور دورته وحرمتهم كورونا دورتين يشبهونه في تفاصيله الموشحة بالتمرد والحرية والحياة بكل تمظهراته، هم أحياء وأحرار بما يكفي لجعل فيفاك استثناء وسط خارطة المهرجانات.
في مقر إقامة حجاج المهرجان الوضع يحاكي خلية نحل، نقاشات وحكايات عن الدورة الحالية للمهرجان وعن الدورات الخوالي، ذكريات وترتيبات وتحضيرات وضحكات كثيرة.
كل الزوايا والأركان في قليبة تختزن ذكرى ما عن فيفاك هذا المهرجان الذي ولد مختلفا وسيظل دوما مختلفا متمايزا عن المهرجانات من حوله، هذا المهرجان الذي تحول إلى مصنع لصناعة السعادة والاحتفاء بالأفكار.
بعد سنتين من الغياب بسبب جائحة كورونا تعود الحياة إلى المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية في دورته الخامسة والثلاثين التي تمتد من الثالث عشر إلى العشرين من شهر أوت الجاري، وسط تعطش من جمهور المهرجان لقاءات والورشات والأفلام التي لا تعترف بحدود ولا قيود.
وفي افتتاح المهرجان ب"دار الشعب" غصت الكراسي بالجمهور الذي تربطه علاقة استثنائية مع هذا الحدث الثقافي والفني وصدح صوت الشيخ إمام ليراود ذاكرة الحضور ويغويهم بمشاركتك الغناء قبل أن يروي فيلم "بين الجزر" للمخرجة البرتغالية "آمايا سمبسي" قصصا عن الحياة بعيدا عن غول السرعة الذي اجتاح اليومي.
وبعيدا عن تفاصيل الفيلم الذي رصدت فيه المخرجة رحلات سكاو الجزر عبر القوارب وزادها في ذلك كاميرا تحاول أن تلتقط بها الأحداث، بحمل الافتتاح في تفاصيله الكثير من الحنين ومن الخصوصية التي تتجلى في جملة تتردد كثيرا في نهاية الفيلم "اجلسوا احتراما لمجهود المساهمين في الفيلم".
هذه الجملة وحدها كفيلة بأن تختزل فلسفة المهرجان الدولي لأفلام الهواة بقليبية الذي يترك في من مر على أنشطته ولقاءاته دروس كثيرة عن حب السينما وعن التحدي وعن احترام السينمائيين وأعمالهم.
وللإشارة فإن هذه الدورة من "فيفاك" تزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، وهي لا تخلو من مستجدات إذ تقرر إحداث مسابقتين جديدتين للسيناريو والصور الفوتوغرافية مع المحافظة على المسابقة الدولية والمسابقة الوطنية وجائزة أفضل معرض جماعي.
وأما فيما يخص البرمجة فترواح بين العروض السينمائية بما فيها أفلام موجهة للأطفال والندوات والورشات التكوينية في المجال السّينمائي بتأطير المختصين في المجال من تونس ومن العالم، إلى جانب لقاءات ودروس في السّينما.
وبالنسبة للورشات الموجهة للسينمائيين الهواة، فتضم ورشة التصوير الفوتوغرافي تأطير زكرياء الشايبي وورشة التدريب على الكتابة السينمائية تأطير عبيد العياري ووسام التليلي، إلى جانب ورشة من تأطير جمعية الفن والطبيعة المتوسطية بقليبية.
ولأعضاء نوادي الجامعة التونسية للسنمائيين الهواة نصيب من الورشات بورشة التصوير الفوتوغرافي من تأطير شاهين ضحاك، ولمجموعة من الشباب المؤطرين من مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقم ورشة سينما الواقع الافتراضي.
وفيما يخص لجان التحكيم، تضم لجنة تحكيم المسابقة الدولية جوائز "الصّقر الذّهبي" وجائزة لجنة التحكيم وأحسن فيلم روائي وأحسن فيلم وثائقي وأفضل فيلم تحريك أو تجريبي كل من "أمايا سومبسي" (البرتغال) و"إيرين إم بوريغو" (اسبانيا) ونجيب بلقاضي (تونس) ونجوى نجار (فلسطين) و"جون ماري تينو" (الكامرون).
وأما لجنة تحكيم بالمسابقة الوطنية فتضم كل من سيرين قنون وشاكرة رماح وعبد الله الشامخ وحبيب بلهادي وغسان عمامي فيما تضم لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الصورة الفوتوغرافية ومسابقة السيناريو، كل من سعاد بن سليمان وأمين بوفايد وعبد العزيز بوشمال.