يسرى الشيخاوي–
في حديثه عن عرض "ربوخ"، قال الفنان حاتم اللجمي إن "هذا العمل في الأصل مشروع توثيق بالتعاون مع مركز الموسيقى العربية والمتوسطة النجمة الزهراء ولم يكن موضوع العرض مطروحا، وبين سنتي 2015 و 2016 عملنا على توثيق مجموعة من النوب لرصيد موسيقى المزود وجمعنا 8 نوب تم تسجيله مع الفنان الراحل عبد الرزاق قليو، قبل أن يتغير شكل المشروع ويصبح عرضا بالتعاون مع مسرح أوبرا تونس".
و"ربوخ" عرض موسيقي شعبي يحتفي برصيد النوبات الصوفية لنمط "المزود"، تابعه جمهور الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي في سهرة مزجت بين التابعين الاحتفالي والروحي وخلبت نقطة التقاء بين الموسيقى الصوفية والموسيقى العصرية.
وعلى إيقاع التماعي بين الأغاني الصوفية والإيقاعات التي تنهل من موسيقات العالم، خلق العرض مشهدية عنوانها الفرقة والاحتفال واستلمت أجساد الجمهور في المدرجات إلى الرقص على نسق الحناجر التي صدحت ب"سيدي علي عزوز" و"سيدي عبد القادر" و"المنوبية" و"سيدي علي بن سالم"، وغيرها من الأغاني التي تنهل من جذور التاريخ الصوفي التونسي.
وفي هذا العرض حضر الممثل جمال الدين المداني الذي أضفى حركية على العرض حملته إلى مساحات موشحة بالفن الرابع، وعن اختياره قال حاتم اللجمي إن الأمر شخصي ذاتي وإنه يحب جمال مداني كما بقية فريق العرض الذي تربطه بهم علاقة صداقة أو زمالة أو أنهم طلبته في المعهد العالي للموسيقى.
في السياق ذاته، أشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تجمعه بجمال المداني إذ التقينا سابقا في عرض "المغروم يجدد" للأسعد بن عبد الله حبيب بالهادي، مضيفا أن "وجوده مهم وأنه كان حاضرا منذ بداية التفكير في عرض ربوخ بأفكاره وصوته وتعابيره الجسدية وحركاته، ونحن التقينا وتحدثنا قبل انطلاق التمارين وكان معنا صديقنا المخرج الأسعد بن عبد الله ورغم انه غير موجود فعليا مع الفريق لصعوبات في الإنتاج إلا أن أفكاره موجودة على الركح".
وعما بعد العرض على ركح الحمامات، قال " الأكيد أن العرض سيتغير، نحافظ على بعض النوب ونغير بعضها على ضوء تفاعل الجمهور، نحن نشعر بالموسيقى ونغني ونرقص ونشعر بذبذبات الجمهور وعلى نسق التفاعل نغير في العرض".