مونولوغ “لست ذات شأن” لأنور الحرزالي يحصد جائزة أفضل عمل متكامل في المهرجان الوطني “مختبر الهواة”

مروى الدريدي-

تحصّل مونولوغ "لست ذات شأن" تأليف وإخراج أنور الحرزالي، على جائزة أفضل عمل متكامل في المهرجان الوطني "مختبر الهواة" في دورته الأولى، المنتظم بالفضاء الثقافي مدق الحلفاء من 18 إلى 21 جويلية 2022.

مونولوغ لست ذات شأن أداء "دلال الغندوري"، وسينوغرافيا "البشير القماطي" وتوضيب ركحي "اسكندر المدنيني" وتصميم المعلقة "دينا السويسي".
 
أمّا لجنة تحكيم المهرجان فتتكون من فاطمة الفالحي ونزار الكشو وياسين العوني.
 
وضع كاتب العمل ومخرجه أنور الحرزالي اصبعه على الداء في هذا العمل المميز بطريقة احترافية، تدفعك للتفكير والتوصل لحقيقة مؤلمة مفادها أن "شريحة واسعة من المبدعين المضطهدين اجتماعيا رغم كل ما يبذلونه من طاقة ووقت وألم لكن في المقابل هم محرومون من الاعتراف بالحق الأدبي والحق المعنوي  بل من أبسط حقوق الكائن الحي" وفقا للمخرج. 
 
وأنور الحرزلي هو صحفي بالاساس حاصل على الإجازة التطبيقية في الصحافة وعلوم الاتصال سنة 2011، وممثل مسرحي ومؤلف ومخرج، من أعماله إخراج  مسرحية "انت شمسي" المتحصلة على جائزة العمل المتكامل في المهرجان الجهوي لنوادي المسرح بدور الثقافة ودور الشباب بسيدي بوزيد وجائزة العمل المتكامل في المهرجان الإقليمي بتوزر، ومسرحية "مازال ثمة روميو" المتحصلة على ملاحظة حسن من قبل لجنة الشراءات بوزارة الثقافة، ومسرحية "أخر ليلة" ومونودرام "جرد كور"، كما تحصل على جائزة أحسن إخراج بالمهرجان الوطني  لنوادي المسرح لدور الثقافة والشباب عن مسرحية "رقصة المطر" انتاج دار الثقافة بن عروس، وغيرها من الأعمال الاخرى التي شارك فيها..
 
حقائق أون لاين اتصلت بالمؤلف والمخرج أنور الحرزلي الذي كان لنا معه الحوار التالي:
لو تحدثنا عن فكرة العمل المونودرامي "لست ذات شأن":
الفكرة تتلخص في كاتبة ثلاثينية محبوسة في خندق جدرانه ورقية، ورغم تميزها فنيا فهي محرومة من الشغل من الحب من الرفاهية الاجتماعية.
ساعدتها مأساتها على بلوغ الأقصى الفني في الكتابة والإبداع، لكن ماعمق أزمتها هو أن الكيان الذي يحتجزها يسرق ابداعاتها وينشر كتاباتها دون ذكر اسمها، لذلك تنطق الشخصية كالآتي: ألن تكتب اسمي هذه المرة؟، لن أطالبك بشيء في المقابل.. أريد فقط أن يبقى مني شيء إن انتهيت… 
 
لماذا لم تحدد اسما للشخصية؟ 
الشخصية تتجاوز الفردانية هي أقرب لأن تعبر عن شريحة واسعة من المبدعين المضطهدين اجتماعيا رغم كل ما يبذلونه من طاقة ووقت وألم لكن في المقابل هم محرومون من أبسط حقوق الكائن الحي.
 
الأزمة تتجاوز الاجتماعي والنفسي حين نصل الى نقطة الحرمان من الاعتراف بالحق الأدبي والاعتراف المعنوي، فتتحول الأزمة للبعد الوجودي الأعمق خاصة حين تفقد الشخصية الأمل في الاعتراف بإنتاجاتها الفنية حتى بعد وفاتها. الأمر الذي جعلها تحلم حلما متكررا بأنها تلقي خطابا في حفل التوقيع لكن اثر كل محاولة تعود للنقطة الصفر ألا وهي مشهد الكتابة بنسق هستيري والقلم يتحكم في جسدها ويقودها عنوة للكتابة.
 
أشرفت على النوادي في أكثر من مؤسسة ثقافية وتحصلت على عديد الجوائز ألم يحن الوقت للمرور من تجربة الهواية الى الاحتراف؟ 
صدقا أعتبر نفسي أحد رواد المؤسسات الثقافية، أقوم بأدواري في إطار التطوع دون أي عقد أحاول تنويع تجاربي خاصة في الكتابة المسرحية سواء على الورق أو على الركح. 
لي بعض الأعمال المحترفة ككاتب وممثل لكن لم أسع الى نيل بطاقة احتراف لان المسرح ليس مصدر رزق أساسي بالنسبة لي بقدر ماهو متنفس يريح خيالي النهم.
انا خريج صحافة وعلوم أخبار لكن تعلمت الكثير من المسرحيين الأكاديميين واصحاب التجربة حتى ممن يصغرونني سنا، وما يثلج صدري حقا هو أن عددا من أبنائي تحصلوا مؤخرا على الإجازة من المعهد العالي للفن المسرحي، وهم مطالبون الآن بتكويني وتوسيع دائرة معرفتي بعد أن شاركتهم بكل حب الشيء القليل الذي تعلمته.
سأظل أتعلم ماحييت لأنه من الحكمة أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون..
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.