الفنان زهير ڨوجة: ما يهمني هو إبراز الأنماط الموسيقية التونسية المهمشة والمنسية

 يسرى الشيخاوي-

قال الفنان زهير ڨوجة إن هناك مفهوم رسمي للموسيقى التونسية وللموسيقي "الشعبية التونسية"، وذلك في معرض رده عن سؤال لحقائق أون لاين بخصوص حصر الموسيقى التونسية في خانات بعينها.

وأضاف " يقولون عن المألوف موسيقى كلاسيكية وهو مفهوم خاطئ فالكلاسيكي هو حقبة في تاريخ الفن الغربي لا علاقة لنا به، نحن نتحدث عن تقاليد موسيقية تونسية منها المالوف والسطمبالي والمزود والزكرة وغيرها.

وبين صاحب مشروع "مزيج" الذي عرض في مهرجان الحمامات الدولي أنه يسعى في كل مشروع إلى توليف  نماذج من أنماط موسيقية في عروضه لتبيان الترابط بينها وقواسمها المشتركة كموسيقى تونسية وإعطاء ثراء معين للعرض ومحاولة استقطاب التونسي لسماع هذه الموسيقى، على حد قوله.

وتابع محدثنا بالقول" لست مهتما بالتلحين رغم أنه يمكنني ذلك ولكن ما يهمني هو إبراز  الأنماط الموسيقية  التونسية المنسية والمهمشة والبعيدة، 
فالمزود القفصي مثلا غير معروف إلا في قفصة والأمر ينسحب على المزود الجربي والقابسي، في  كل مكان عنا مزاود وزكر وقصب وأشخاص يغنون ويعزفون ولكنهم غير موجودين إذ هناك تعتيم إعلامي كبير.".

وأضاف " ألوم الإعلام  التونسي كثيرا وأنا مقاطع لتسعين بالمائة منه لأنه يروج لمفاهيم خاطئة ومفاهيم استعمارية ضد البلاد ويحارب ويعادي الموروث الموسيقي والذين  يريدون الحفاظ عليه.

وفي رده عن سؤال حقائق أون لاين بخصوص الدور الأكاديمي والتعليمي، قال " يجب أن نحارب، المعاهد الموسيقية التابعة للدولة تتبع التوصيات الاستعمارية، حالة من التبعية الفكرية والفنية والاقتصادية والموسيقيون أنفسهم غير مستعدين للتصدي لذلك"، مؤكدا أنه يحارب السائد في المعهد الذي يدرس فيه.

وفيما يخص اختيار نمط "الالكترو" لمزجه بالأنماط الموسيقية التونسية، قال " الالكترو موسيقى جميلة، وأنا لدي استديو في المنزل وأستعمل الإعلامية الموسيقية منذ سنة 1988 وموسيقي الالكترو يجب أن يكون على دراية وفهم بالأنماط الموسيقية التونسية والا لا مكان له مع المجموعة".

وأضاف " في الإقامة الفنية كان الموسيقيون يتعلمون الأنماط الموسيقية ويتفاعلون مع بعضهم البعض فكريا وليس موسيقيا فحسب فالموسيقى فلسفة ما ورائية وليس من السهل أن تجمع موسيقيين من أنماط مختلفة وتجعلهم يتفاعلون مع بعضهم البعض ويتبادلون الأفكار".

وتابع بالقول " أنا منفتح على كل التجارب شرط احترام الاخلاقيات وعدم التقليل من قيمة الأنماط الموسيقية التونسية، وفي مشاريعي الموسيقي أتعاون مع أصدقائي الذين أشعر معهم بالراحة وأفرح عند رؤيتهم ونتقاسم حب العمل الذي ننجزه، وأنا لا أبحث عن الشهرة أنا أبحث عن الموجات الإيجابية على الركح وأبحث عن "الشيخة"".

للإشارة فإن عرض "مزيج" عبارة عن رحلة في ثنايا الموسيقى التونسية من الجنوب إلى الشمال تحضر فيها "البنقة" وأغاني السطمبالي وأغان من تراث الشمال الغربي ولوحات راقصة مع  عازفين وفنانين يجمعهم الإيمان بثراء المدونة الموسيقية التونسية.
في هذا العرض زين الفنانون زهير قوجة وسامي بن سعيد ومحمد الخشناوي وحسان مشايخي ووصال ناصر وعبد الرحمان الشيخاوي وشهد عواودة الركح بتلوينات موسيقية وغنائية ملهمة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.