يسرى الشيخاوي–
"عشاق الدنيا عقولهم مسلوبة .. والدنيا خضراء مزينة ومطلوبة.. والطبل يدوي والشطيح يدوخ.. والحفلة حمراء والزرد منصوبة ..بعيت مخير في خيوط راسي ودخلت معاهم هي نوبة نوبة.. والدنيا عزوزة شائبة وتشيب.. والناس سكارى عيونهم معصوبة.. بين بخورات وبنادر وحضاري"، كلمات جينيريك مسلسل "نوبة" لعبد الحميد بوشناق، كتبها الشاعر صلاح الدين بوزيان وغناها الفنانان الهادي حبوبة ولطفي بوشناق.
هذه الكلمات التي تختزل معنى أن تنتمي إلى عالم " النوب" و"المزود"، ومعنى أن تبعث الحياة في الجماد، فيتحرّر "البندير" و"الطبلة" و"الدربوكة" و"المزود" من ماديتهم ويرتقون إلى رتبة الرفيق والأنيس، استوحى منها بوشناق عنوان عرض افتتاح مهرجان قرطاج الدولي في دورته السادسة والخمسين.
وأعلن المهرجان عن هذا العرض عبر فيديو تشويقي يظهر فيه أحد أبطال مسلسل نوبة البحري الرحالي في دور "بابا الهادي" وهو يتحدث عن عرض "مزود" ضخم، وإن كان الحديث في المسلسل يحيل إلى عرض "النوبة" فإنه يحيل في صفحة مهرجان قرطاج إلى عرض عشاق الدنيا.
"اليوم خميس وغدوة خميس حاضر محمد وغايب إبليس"، هذه العبارات التي ألفها متابعو مسلسل النوبة رافقت فيديو الإعلان عن العرض، فيما كتب بوشناق
"أنتظر هذه اللحظة منذ وقت طويل .. شرف أن ننال هذه المسؤولية.. سنكون في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي.. عرفتهم(الممثلين) من المسرح وسنعود إلى المسرح".
""هيا نعاودوها…"
على قريب بش تشوفوهم من قريب … نستنى فيكم عندي عامين .. حاولت الحقيقة ننساهم ما نجمتش. كل كلمة كل نوتة متع موزيكا كل مشهد حطينا فيه كل ما ينجم القلب يتحمل .عمري ما حبيت شخصيات كيفهم … يا زينولي حياتي و صعبتوها عليا …
حبيت نكمل نعيش معاهم … و علي قريبا بش تعيشو معاهم . تو تفهموني …"، بهذه الكلمات نثر المخرج عبد الحميد بوشناق أولى بذرات التشويق.
لم تكن الفكرة في البدء واضحة تمام الوضوح إذ اعتقد البعض أن الأمر يتعلق بجزء آخر من مسلسل "نوبة" وتواترت التعليقات في هذا السياق، ولكن بوشناق كان قد أكد مرار ألا جزء آخر وأن المغامرة انتهت، فعلا المغامرة انتهت في شكلها القديم غير أن شخصياتها مازالت تسكن خياله فحملها إلى ركح قرطاج في تجربة جديدة.
التجربة الجديدة تتمثل في كوميديا موسيقية تنهل من فن المزود ويحضر فيها ممثلو النوبة الذين تركوا بصمتهم في ذاكرة المشاهد خاصة وأنهم قادمون من فترة زمنية حمالة حنين بالنسبة الكثيرين وهي تحد آخر يخوضه بوشناق الذي لا يرتوي من تأويل تلك الفترة فنيا.
