هل مازال حفتر الشخصية الأقوى في ليبيا؟

شذى العياري-

تعيش ليبيا أزمة سياسية منذ سقوط حكم الرئيس معمر القذافي عام 2011 على يد حلف الناتو، هذه الأزمة بدورها خلقة مشاكل عديدة من بينها مشاكل أمنية كما هو الحال في المنطقة الغربية والتي أصبحت واقعة تحت سيطرة الميليشيات والمرتزقة الذين جاءت بهم حكومة الوفاق الوطني السابق وفق إتفاقية أمنية مع تركيا، فضلا عن مشاكل إقتصادية بسبب إنتشار الفساد داخل مؤسسات الدولة وأهمها مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، ناهيك عن الإشتباكات المسلحة بين الميليشيات بشكل دوري ما أدى في العديد من المرات إلى إغلاق حقول النفط وبالتالي إنقطاع مورد المال الرئيسي في ليبيا.

وعلى مدار السنين ظل الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر هو صمام الامان في المنطقة الشرقية والجنوبية، ورغم الصعاب تمكن من بسط الامن والإستقرار في المنطقتين وإنهاء حالة الفوضى الأمنية التي أصابت البلاد، وقضى على التنظيمات الإرهابية التي إتخذت من الجنوب الليبي مقراً لها بعد أحداث 2011.
 
وبعد فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية في ليبيا والتي كان من المقرر أن تنعقد في 24 ديسمبر الماضي والتي كان فيها خليفة حفتر المرشح الأول لرئاسة ليبيا، بدأت الأطراف السياسية المدعومة من الخارج تسعى لإقصاء حفتر من المشهد السياسي الليبي، والسبب وراء هذا السعي هو معرفة الدول المُستفيدة من حالة الفوضى في البلاد، أنه فور وصول خليفة حفتر لرئاسة البلاد سيفقدون مصدر دخلهم الغير شرعي في ليبيا فإتخذوا مبدأ تلفيق التهم وإلصاق الجرائم بخليفة حفتر من أجل تشويه صورته أمام الشعب الليبي وأمام أبناء وضباط الجيش الوطني الليبي ككل، ليفقد شعبيته ويُصبح مُهمش وبعيد كل البعد عن الساحة السياسية الليبية، بل وحاولوا أن يُضيقو الخناق عليه عن طريق وقف مصرف ليبيا المركزي لصرف رواتب منتسبي الجيش الوطني الليبي، وإتهام خليفة حفتر بالفساد وأن المصرف يُرسل الرواتب وحفتر يقوم بتحويلها لحساباته الشخصية خارج البلاد، وتبين لاحقاً أن كل هذه مجرد أكاذيب وأن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير هو من يتلاعب بالحسابات ويقوم بتحويلها لحسباته الشخصية.
 
وقد أثبتت عديد التطورات في المشهد الليبي أن  الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر قادر على مجابهة الإرهاب رغم التشكيك في عمله و إنقطاع الدعم المادي عنه.
ونفذت قوات الجيش الوطني الليبي مؤخرا عدد من عمليات المداهمة العسكرية لمناطق تواجدت بها خلايا تابعة لتنظيم القاعدة وداعش جنوب البلاد.
 
ويرى عديد الليبيين أن حفتر يعتبر أحد أبرز الشخصيات التي يمكن لها أن تستجيب لمطالبهم وتحقق الأمن في البلاد لما تتوفر فيه من خصال كثيرة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.