يسرى الشيخاوي–
نشر المخرج سامي الفهري "ستوري" على صفحته بانستغرام تتضمن صورة تجمعه بالكاتب حسنين بن عمو وبينهما ثنائية "الموريسكية" و"الأندلسية"، آخر إصدارت بن عمو الذي ما كتب إلا ولفت إليه الأنظار بأسلوبه المختلف والمتفرد.
ويبدو أن اللقاء بين بن عمو والفهري وبينها الثنائية التي تروي حكاية تحمل القارئ إلى ملاحم المورسكيين تؤشر إلى تعاون بينهما ومن الوارد أن تكون الثنائية انطلاقة سيناريو لعمل جديد لسامي الفهري مقتبس عنهما.
ومن الضروري الإشارة إلى أن سامي الفهري خاض تجربة للاخراج في الدراما التاريخية من خلال مسلسل "تاج الحاضرة" ويبدو أنه سيخوض التجربة مرة أخرى استنادا إلى قاعدة أكثر متانة عنوانها أسلوب حسنين بن عمو.
و ثنائية "الاندلسية/ الموريسكية" تروي معاناة الموريسكين إبان حكم القشتاليين حينما سقطت الاندلس سنة 1492 وقسوة تهجيرهم قسرا الى العديد من بقاع العالم.
والمميز في كتابات حسنين بن عمو أنه يروي وقائع تاريخية بأسلوب مشوق ومغر يعتمد فيه بناء دراميا غير خطي وشخصيات مختلفة ينقل عبر مساراتها بعضا من فترة انهيار الحكم الاسلامي في الأندلس وتغول الحكم القشتالي.
ألوان كثيرة من الاضطهاد رصدها بن عمو من سياسة التنصير القسري إلى حرق الكتب ومنع اللغة العربية ومحاولة طمس كل ما له علاقة بالدين الإسلامي بحكي متدفق ومنساب في ثنايا التاريخ بعيدا عن التأريخ والتوثيق الذي يبدو في أحيان كثيرة مفرغ من أي روح.
وحسنين بن عمو هو كاتب تونسي من مواليد 1948 بدار شعبان الفهري وهو روائي ورسام اهتم بتاريخ تونس القديم والوسيط، جذبته الرواية إلى عالمها واتخذ منها محملا ليروي التاريخ على طريقته.
من مؤلفاته "المملوك" و"باب العلوج"( 1988) و"رحمانة" ( 2002) و"باب الفلة" ( 2005) و"الخلخال" (2010) و" حجام سوق البلاط" (1997) و"عام الفزوع " ( 2018).