“Djerba Cult”.. في اقتفاء أثر التراث في جربة

 يسرى الشيخاوي

 

تعيش جزيرة جربة في الفترة الممتدة من السادس عشر إلى الثامن عشر من شهر ماي الجاري على إيقاع تظاهرة يتماهى فيها الثقافي والسياحي ويتجلى فيها ثراء التراث في الجهة الشاهدة على تعاقب الحضارات والناطقة بحروف الاختلاف.

  الأيام الدولية للتراث بجربة أو "Djerba Cult"، لقاء يمتد على ثلاثة أيام يجمع بين أكاديميين وفاعلين  في المجتمع المدني ومواطنين للاحتفاء بتراث جزيرة جربة على هامش حج الغريبة  وفيه إحالات على الجوانب الثقافية والديني.

وفي اليوم الأول من اللقاء يدور النقاش بخصوص الإباضية أحد أعرق المدارس الإسلامية التي تشهد عليها عمارة الجوامع من علو مآذنهم  غير السائدة وصولا إلى الغرف تحت الأرض، لتتبدى أسرار التراث المعماري التي تجمع بين الجانبين النفعي والروحاني   وتروي الكثير عن هوية الجزيرة الموشحة بثقافات مختلفة.

كما يخوض اللقاء في مكان مفعم بالذاكرة يواجه العديد من المخاطر  وهو المقابر ليمتد الحديث عنها على قفصة ونابل وصفاقس لتحظى مقبرة بورجل بالتركيز ليطول الحديث مقار القرنة ومقابر التوانسة، وسيقدم فيه "مارك فلوس" مداخلة تتضن تفاصيل عن قبور الشيخ العفريت والزيارة السنوية لقبر الحاخام هاي طيب الراقد في بورجل بعد وقف الدفن في مقبرة شارع "رستن" المعروفة اليوم بحديقة الحبيب ثامر.

وفي جربة تطالعك كنيسة القديس جوزيف في حومة السوق والكنيس والكنيسة اليونانية للقديس نيكولاس التي تأسست عام 1890والتي كان يتردد عليها صائدو الاسفنج الارتودكس، وهذه الكنيسة أعادت فتح أبوابها عام 2021 ،  لاستقبال احتفالات القديس نيكولاس كل ديسمبر بعد 60 عام من هجرها.

لينتهي اليوم المحمل بتاريخ الجزيرة بعرض تأليفي لكل م "لوسيت فالينسي" و"أبراهام أودوفيتش" لكتاب "اليهود في أرض الإسلام" وهو يتتبع تاريخ جزء من الحاخامية في جربة، وتقاليد الطائفة اليهودية وتعلقها بالحارة وهو ما سيكتشفه  الحاضرين بالتفصيل في عرض فيلم عن الحارة  الكبيرة، بإمضاء "جايلز إيلي كوهين".

فأما اليوم الثاني من الأيام الدولية للتراث بجربة فيُعنى بالمساهمة الثقافية للأقليات في الجزيرة وإلقاء الضوء على المطربين اليهود وتأثيرهم في التراث التونسي اللامادي وذلك بالعود إلى كتاب فاخر الرويسي " مغنون ومغنيات يهودي في تونس" قبل السفر إلى عوالم أخرى عبر ترانيم من تأليف الفنات محمد غراب والحديث مع الفنانين زياد الزواري وعائدة النياطي عن الإلهام الذي أفضى بهم إلى رسم ملامح عرض " حبيبي الأول" الذي يدور في اليوم الثالث بعد حج الغريبة.

وللإشارة فإن الأيام الدولية للتراث بجربة ترتبط بالأهداف الشاملة لبرامج التنمية المستدامة، وهو يستهدف النمو والتنمية البشرية المستدامة ويختفي خطى اليهود في تاريخ تونس المعاصرة ويسعى إلى اكتشاف الموارد التراثية التي يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي، وفق ما ورد في الملف الصحفي للتظاهرة.

وهذه التظاهرة تأتي بمساهمة من مختبر التراث والأكاديمية البريطانية وجامعة الملكة ماري بلندن وجمعية حماية جزيرة جربة وغيرها من الجهات الفاعلة في اقتفاء أثر التراث والسعي إلى حفظه وحمايه من الاندثار أو التشويه.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.