يسرى الشيخاوي-
فيما يرقب الكل مآلات غرق سفينة محملة بأطنان من الوقود في قابس التي ترزح تحت عبء التلوث، يتبدى الأمل من الفن، من السينما تحديدا بالإعلان عن معلقة مهرجان قابس سينما فن وهويته المرئية الرسمية في دورته الرابعة.
الدورة الرابعة للمهرجان الذي استلهم قسما من واقع قابس بعنوان سينما الارض ليكون عينا على الأعمال السينمائية التي تعالج ظاهرة التلوث خاصة وان قابس تعاني منها تلتئم من السادس إلى الثاني عشر من شهر ماي المقبل.
وهذه السنة تأتي الهوية المرئية للمهرجان بسيطة محملة بالعاني وموشحة برؤية فنية تنهل من فلسفة الثالوث قابس والسينما والفن وهي من تصميم المصورة الشابة وفنانة الفيديو أصيلة قابس آية الشريكي.
آية الشريكي التي تقضي أيامها بين تونس وفرنسا تحمل في داخلها تفاصيل كثيرة من قابس حاولت أن تكون حاضرة في المعلقة التي تجمع بين بساطة التصميم وعمق المعاني وتروح بين المشهد في المدينة المقاومة والفن المعاصر.
البناء المعماري لمدينة قابس يحضر في المعلقة ويعانق شاطئ هذه المدينة التي تقارع التلوث وصمت الدولة عنه منذ عقود، شاطئ ممتد لا أول له من آخر تمضي فوقه أجساد زرقاء شفافة ينبعث منها نور وأمل وكثير من الحياة.
هذه الأجساد الزرقاء ليست إلا إحالة على التقنيات الحديثة التي يوظفها المهرجان في فعالياته من ذلك قسم الواقع الافتراضي ليجعل حضورها المعلقة تترجم رؤية مهرجان قابس سينما فن دون تعقيدات أو تراكم للعناصر البصرية.
وفي المهرجان الذي يقوض فكرة المركزية الثقافية ويحمل شعار " تعالا شوف" تنتظم إلى جانب الأفلام، إقامة فنية وورشات تفكير ونقد فني، ليتجاوز المهرجان العروض السينمائية من افلام قصيرة وطويلة ووثائقية وتسجيلية الى نقاش عميق بخصوص الفكر والفن وإلى تشكيل رؤية أخرى للسينما، السينما التي تتخطى حدود السجن وتحمل في ثناياها قضايا الإنسان والأرض.
وفيما يلي معلقة المهرجان:
