جدل بخصوص أداء الطفل عزيز زوبلي في مسلسل “براءة”

 يسرى الشيخاوي-

من بين الشخصيات التي لفتت إليها الأنظار في الحلقات الأولى لمسلسل "براءة" من إخراج سامي الفهري شخصية "إسلام" التي يؤديها الطفل محمد عزيز زوبلي.

طفل مازال يتحسس طريقه في هذه الحياة ولا يملك الأدوات التي تمكنه من التعامل مع مفاصل الشخصية كما يتعامل معها الكبار ولكنه أثبت قدرة على مجاراة الأحداث وعلى تصوير الشخصية دون مبالغة أو تصنع.

انفعالات كثيرة عكسها الطفل راوحت بين براءة الأطفال وشقاوتهم ولكن أكثرها لفتا للانتباه هي حالة البكاء التي انتابته في الحلقة أولى  إذ كان صادقا إلى درجة تدفع إلى التساؤل عما جعله بكل تلك الحرقة وهو الطفل الذي مازال غير قادر على تطويع مشاعره حسب الطلب.

بالتزامن مع حالة إعجاب الجمهور بأداء الطفل، ظهر فيديو مسرب يصور المخرج سامي الفهري وهو بصدد دفعه على باب، وذهبت بعض الآراء إلى أن الهدف من ذلك أن يخلف له ألما يكون دافعه للبكاء ويستدر دمعه وشهقاته التي ظهرت في الفيديو.

هذا الفيديو أثار العديد من التساؤلات عما إذا كان الطفل قد تعرض فعلا إلى العنف لغايات درامية، وإن صح الأمر فعلا فهو يصور مكيافيلية المخرج الذي يفعل أي شيء من أجل أن يظهر المشهد كما يريده، ولكن المعطيات التي تحصلت عليها حقائق أون لاين تفيد بأن والدة الطفل كانت ترافقه أثناء التصوير.

محمد عزيز الزوبلي، صور كل المشاهد بحضور والدته ولا أحد يمكن أن يعتقد، في وضع طبيعي، أن الأم سترضى بتعنيف ابنها مهما كان السبب ولو حصل الأمر فعلا لاحتجت حينها ولكن يبقى السؤال الملح "هل الطفل في مثل هذه السن يستوعب إدارة الممثل ويؤدي المطلوب منه كما هو دون هامش خطإ؟".

في حديث الفنان معز القديري، على ديوان أف أم، بخصوص تعرض الطفل إلى العنف لغايات درامية، نفى الأمر  على اعتبار علاقة الصداقة التي تجمعه ووالده ونظرا لاطلاعه على العلاقة التي تجمعه بسامي الفهري ومعاملته له معاملة خاصة.

وعن تمكن الطفل من أداء الدور وخاصة تبليغ مشهد البكاء بصدق، قال القديري ان عزيز زوبلي ذكي ويستوعب بسرعة ويعرف أنه يصور مسلسلا وهو يتصرف كما يحس، بالفطرة وهنا لا يمكننا الحديث عن إدارة ممثل، مشيرا إلى أن اختيار طفل في هذا العمر ليس المطلوب منه أن يمثل.

الممثلة كوثر الباردي نفت أيضا أن يكون الطفل عزيز قد تعرض إلى العنف، مرجعة صدق دموعه إلى حرفية سامي الفهري وقدرته على التأثير فيه، معتبرة في حديث مع موزاييك أف أم أن أي حديث عن تعنيفه عار عن الصحة.

أما رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف فيعتبر أن الطفل ليس ممثلا ويتساءل عن الآليات التي جعلت طفلا يصرخ ويبكي أمام الكاميرا، مشيرا إلى أنه شاهد أشياء لا تشرف تحصل في كاستينغ ممثلين أطفال.

في تعليقه على مشهد بكاء الطفل إسلام، على إذاعة موزاييك، قال، أيضا، " لسنا ضد حرية الإبداع والتعبير لكن الصورة السيئة للطفل التي ظهرت هذه السنة استفزتنا"، مضيفا" من حق الأطفال أن يشاركوا في الأعمال لكن هناك ضوابط وقد أشعرنا السلطات للتدخل".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.