ماذا تحمل الدورة التأسيسية لأيام مسرح المدينة المتوسطي في طياتها؟

 يسرى الشيخاوي-

في دورة تأسيسة تحمل بين طياتها أبعادا جديدة من بينها الانفتاح على المحيط المتوسطي، تنطلق غدا الخميس فعاليات أيام مسرح المدينة المتوسطي الذي ينظمه "قطب المسرح والفنون الركحية" لتمتد إلى الثلاثين من مارس الجاري.

فلسفة "أيام المدينة المتوسطي"..

وعن هذه للتظاهرة التي تحتفي بالمسرح على نطاق أوسع  يقول مدير عام  مسرح الأوبرا محمد الهادي الجويني إن البعد المتوسطي للمهرجان سيكون ضمانا للإشعاع الثقافي ومزيد تشبيك العلاقات المتميزة مع دول البحر المتوسط.

ولم يفوت الجويني المناسبة للإشادة بمجهود قطب المسرح والفنون الركحية في التكوين وخاصة الموجه للأطفال وبتعامله  مع المؤسسات الأكاديمية التونسية.

وأما مدير قطب المسرح والفنون الركحية سامي الناصري فقد أكد أن   تأسيس أيام مسرح المدينة المتوسطي مطمح مشروع للمسرح التونسي في علاقة بدوره ومكانته في جنوب المتوسط.

ولا تخلو فلسفة المهرجان من الاهتمام لجمهور المسرح وتشريكه في العملية الإبداعية من خلال الاهتمام بمجال التكوين ، إذ اشار الناصري إلى أنه يولي اهتماما إلى هذه المسألة المفصلية من خلال ورشات موجهة لليافعين والشباب، هدفها بناء أرضية لجمهور مسرحي مدرك لقيمة الابداع الفنية والجمالية.

وفي سياق متصل اعتبر أن الهاجس الأساسي لقطب المسرح والفنون الركحية  الرهان على أعمال تونسية ودولية ذات جودة والانفتاح على تجارب الجهات واستيعاب أعمالها وذلك الى جانب اهتمامه

وفي حديثها عن المهرجان الذي يبرهن على ثراء وثبات التجربة المسرحية التونسية وريادتها في المنطقة العربية والإفريقية والمتوسطية، قالت المكلفة بالتظاهرات الفنية الكبرى في قطب المسرح جميلة الشيحي "في أيام مسرح المدينة المتوسطي أحلامنا كبيرة وطموحتنا أكبر".

وأيام مسرح  المدينة المتوسطي هي الشكل الجديد لأيام مسرح المدينة الذي رأى النور لأول مرة سنة ثمانية عشر وألفين لتقف جائزة كورونا في وجه تطلعاته، وفق الشيحي التي أكدت ان عودة الروح إلى الحياة الثقافية كانت فرصة للتفكير في آفاق مغايرة وأوسع طموحا.

ومن المنتظر أن تشارك فيه عروض تونسية وعربية وأوروبية بالتزامن مع  الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في السابع والعشرين من مارس الجاري على أن المخرج الأمريكي بيتر سيلرز بيانه هذه السنة.

وأيام مسرح المدينة المتوسطي فضاء للتجريب والمقاومة والانفتاح على التجارب المسرحية بين دول ضفتي المتوسط وترسيخا للمسرح بما هو نقطة جمع وتوحيد وتعليم ودافع للتغيير، وعلى هذا الأساس تقوم البرمجة التي تعتمد مقاييسها على الجودة والبحث والتجديد والتجريب، حسبما أفاد به المكلف بالبرمجة في قطب المسرح الشاذلي العرفاوي.

وهذه البرمجة تأتي لتحقق حلما بعرض أعمال مسرحية أجنبية مهمة على المستوى الفني وتعكس فرادة عدد من التجارب العالمية على غرار المسرح الياباني أو الأميركي وغيرهما، حلم بدأ يتحسس طريقه إلى الواقع  من خلال تأسيس أيام مسرح المدينة المتوسطي، وفق قول العرفاوي.

من جهته اعتبر  مدير الندوة الفكرية للمهرجان عبد الحليم المسعودي أن أيام مسرح المدينة المتوسطي سيكون "المرادف" الأساسي لأيام قرطاج المسرحية، مؤكدا  وهذه التظاهرة الجديدة ترسخ لتقليد ثقافي وفكري يدرب على المواطنة ويسمو بالكائن التونسي.

في سياق متصل قال "نحن ننتمي لجزيرة كبيرة هي البحر الأبيض المتوسط والمسرح ولد في المدينة في معناها العميق وليس في الجبال والصحراء
والمعركة الأساسية  اليوم هي معركة  شرق المتوسط وكل القضايا والأفكار والجدل حولها تحدث في المتوسط وندوة "المسرح والمتوسط الغيرية والآخر ناظرا ومنظورا إليه" ستكون التفكير في الاخر وكيف ننظر نحن للمسرح في الضفة الاخرى.".

التكريمات والبرمجة..

في دورته التأسيسية لم يغفل المهرجان الجانب التوثيقي عبر إصدار كتيب يوثق للندوات الفكرية والعلمية للمهرجانات المنجزة  في قطب المسرح والفنون الركحية منها "المسرح في مواجهة الأزمات" في السنة الماضية وندوة "المسرح والمتوسط الغيرية والآخر ناظرا ومنظورا إليه" في الدورة الأولى لأيام مسرح المدينة المتوسطي الذي ينظم كذلك تربص مهم للمخرج الاسباني بابلو ريبولييرو بعنوان "الحركة تتكلم" وهو مزيج من الرقص، السيرك وفن المهرج. 

ولن تمر هذه الدورة دون تكريم أسماء خلصت أسماءها في عوالم الفن على طريقتها، إذ سيتم تكريم الكاتب والشاعر والرسام البشير القهواجي والمخرج والممثل المنصف الصايم والممثلة ناجية الورغي والمخرج أنوار الشعافي.

وسيكون جمهور المسرح على موعد مع عروض مسرحية، يوميا، انطلاقا من الساعة السابعة مساء، وفيما يلي المسرحيات المبرمجة:
 

الخميس 24 مارس : "جنة هنا" للمخرج محمد صابر صابر  (مصر)
الجمعة 25 مارس : "روميو وجوليت" كوريغرافيا لوكا بروني (تونس)
السبت 26 مارس "لخرين" للمخرجة آنا سيرلينغا / إيطاليا
الأحد 27 مارس:  "كابوس اينشتاين" للمخرج أنور الشعافي (تونس)
الاثنين 28 مارس: "في مديح الموت" للمخرج علي اليحياوي (تونس)
الثلاثاء 29 مارس: "آخر مرة" للمخرجة وفاء الطبوبي (تونس)
الاربعاء 30 مارس: " أوركسترا دي مالاباريس " للمخرج بابلو ريبولييرو / (اسبانيا)

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.