صورة لأكثر الأماكن تلوّثا بميناء المرسى القديم
رواء حجي-
عوضا أن يصطاد سمكا كان نصيب ناجي بن عيسى في عملية غوص قام بها منذ فترة: بقايا مواد حديدية، إطارات مطاطية، قوارير، وغيرها من المواد التي وجدها مترسبة في قاع الميناء.
رغم رمزيته التاريخية ومكانته الجغرافية، أصبح الميناء الفينيقي شبيها ب"مصب للخردوات" ومصدرا لإنبثاق روائح كريهة تمثل مصدر قلق لدى أهالي بنزرت، وفق مستجوبي استبيان إلكتروني وزعناه على 75 متساكن ومتساكنة تتراوح أعمارهم بين 15 و65 سنة.
غالبا ما يلاحظ مرتادو الميناء ألوانا غريبة وروائح كريهة في منطقة ما يعرف ب"المجبد" (مكان يترذل الميناء كان يخصص لإصلاح القوراب وصيانتها)، يعتبرها الخبير في الشأن البيئي حمدي حشاد دليلا على تعفن المياه وارتفاع نسبة تلوثها.
ويؤكد الخبير في الشأن البيئي غياب حياة بحرية نشطة أو تنوع حيوي في ميناء المرسى القديم بإستثناء أنواع الكائنات البحرية القادرة على مقاومة هذا التلوث كسمك "البوري".
ويفسر محدثنا:"لا يوجد مخاطر مباشرة على الإنسان إلا في حالة السباحة والاستهلاك لأسماك ملوثة تم اصطيادها في ذلك المكان "
كانت المعطيات التي كشفها الإستبيان الإلكتروني منطلقا لجولة ميدانية قمنا بها في أنحاء المرسى القديم نشارككم إيّاها عبر هذا الفيديو:
فيديو لجولة ميدانية في ميناء المرسى القديم
تلوث برازي في المياه
بتاريخ 23 فيفيري 2022، أخضعنا عينة من مياه ميناء المرسى القديم لفحص بكتيريولوجي بمعهد باستور.
قبل تسعينات القرن التاسع عشر كان المرسى القديم يتمتع بقناتين مائيتين تصل إحداها إلى "ساحة 13 جانفي" الآن وتمر الأخرى من نهج تونس "باب الرمل" متجهة نحو "بحيرة بنزرت" أو ما يعرف حاليا بقنال بنزرت "البطاح".
يقول الأستاذ في التاريخ والجغرافيا عماد الدهماني إن "المستعمر الفرنسي بحفره للقنال العصري وردمه لأجزاء من الميناء (القناتين المائيتين) وإحداث بناءات جديدة، طمس طابع "بندقية الشرق" وساهم في تقليص حجم الميناء القديم".