“مرة يمشي على اليمين.. مرة يمشي على اليسار” الوسطية على مذهب ألفة الحامدي

 يسرى الشيخاوي-

 "مرة يمشي على اليمين مرة يمشي على اليسار وفق السياسة الاقتصادية"، بهذه الكلمات عرفت رئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي التيار الوسطي الذي ينتمي له حزبها.

وقالت الحامدي، لدى حضورها في برنامج "كلوب اكسبرس" على إذاعة إكسبرس أف أم، وهي تجيب عن سؤال عن تعريفها للحزب الوسطية " في الطيف الايديولوجي التونسي لا هو يمين ولا هو يسار".

وبصرف النظر عن أسلوبها في الإجابة عن كل الأسئلة، والذي اتسم بكثير من التشنج المقنّع، وإصرار مزعج على تقديم أفكار لا تصب في الإجابات عن الاسئلة، ومحاولة لإظهار نفسها مالكة المعرفة من خلال محاولة ارباك المحاوِر عبر توجيه الاسئلة له، يحيل تعريف ألفة الحامدي لحزبها الوطني مباشرة إلى مطلع أغنية ميحي مع الأرياح ميحي" للفنان الشاذلي الحاجي.

وحوارات ألفة الحامدي لا تخلو، كما هو مألوف، من الطوباوية ومحاولة الظهور بمظهر المنقذة لتونس والعارفة بخفايا التغيير الجذري والمتمكنة من تفاصيل الاقتصاد وغيره من المجالات.

والمتمعن في النقاط العريضة لحزبها وحديثها عن مضاعفة عدد السياح، ومضاعفة صادرات تونس من زيت زيتون وبيترول وملابس، ومضاعة الزائرين إلى تونس من سياح وغيرهم من الأشخاص القادمين إليها لأغراض دراسية أو طبية ومضاعفة الانتاج الطاقي، يستشف طوباوية هذا الطرح ومجانبته للواقع.

وإن وصفت الأهداف الاقتصادية لكل الاحزاب في تونس بالواهية وهو ما جعلها كلها تفشل، فإنها  تمنح حزبها حصرية النجاح لما يوليه إلى هذا الجانب من أهمية، خاصة وأنه لا يتوانى عن تحقيق مصلحة التونسيين إن اقتضى الامر ان يميل يمينا او يسارا.

فحسب مذهب الوسطية الذي تنتهجه ألفة الحامدي وحزبها، حينما يتطلب الأمر أن تولي وجهها شطر اليمين لتحقق مصلحة الشعب ستفعل وان تتطلب الأمر ان تميل إلى اليسار ستفعل أيضا، المهم هو مصلحة التونسيين فالامر هنا قطعا لا يصنف من قبيل الإنتهازية والتأرجح بين الأطياف السياسية.

وحزب الجمهورية الثالثة الذي تقدمه رئيسته على أنه حزب الوحدة الوطنية الذي تضم هيئته السياسية أعضاء من اليمين واليسار والمستقلين وكل الشرائح بما يضمن الاختلاف، منفتح على كل الأحزاب السياسية والمستقلين بشرط الاعتراف بالثورة.

"عنا شرط واحد يستعرف بالثورة، ثورة جيلنا"، هذا شرط ألفة الحامدي الذي لا تتنازل عنه وهي تمد يدها لمن يريد أن ينضم لبرنامجها الاقتصادي بالأساس، ولكن يبدو أن ألفة الحامدي نسيت أوتناست حديثها عن بن علي الذي وصفته بالزعيم.

"من العار على التونسيين أن بن علي مدفون خارج تونس فهو زعيم أخطأ ونجح"، هكذا تحدثت عن بن علي في الندوة الصحفية للإعلان عن الخطوط العريضة لحزبها، أتراها لا تعلم أن بن علي لم يعترف بشرارة الثورة وعتّم على كل التحركات وأمر بالقمع أم أن شعارها "ميحي مع  الارياح ميحي".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.