رضا الشكندالي: تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا هي “الخطر الداهم” على تونس

مروى الدريدي-

تعدّ تونس من بين البلدان المستوردة للحبوب وللنفط، حيث تستورد أكثر من نصف حاجياتها من هاتين المادتين الحيويتين، وأمام اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا أجمع مراقبون على أنها ستنعكس سلبا على تونس خاصة وأن أوكرانيا وروسيا من بين أكبر البلدان المصدرة للحبوب لتونس.

وفي هذا الصدد أكّد الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي، في تصريح لحقائق أون لاين، أن حرب روسيا على أوكرانيا سيكون لها تداعيات سلبية مباشرة على تونس، من حيث أسعار النفط وأسعار المواد الأساسية وخاصة الحبوب، في فترة تعيش فيها تونس فترة اختناق مالي كبير، معتبرا أن تداعيات هذه الحرب هي "الخطر الداهم" على تونس.

ولفت إلى أن بداية الحرب خلقت نوعا من التخوف، وأضحى الطلب كبيرا ومتزايدا على النفط، وهو ما انعكس على الأسعار العالمية التي بلغت 105 دولارا للبرميل الواحد، وفي تونس بُنيت ميزانية الدولة لسنة 2022 على فرضية 75 دولارا للبرميل، علما وأن كل دولار زيادة في سعر البرميل يكلف صندوق الدعم وميزانية الدولة ما قيمته 129 مليون دينار، ما يعني أن الفاتورة المباشرة لذلك على الميزانية تفوق 3 مليون دينار، وهو الانعكاس المباشر الأول على تونس، وفق تصريحه.

أمّا الانعكاس المباشر الثاني، وفق مصدرنا، فهو على مستوى توريد الحبوب، حيث أن الحرب أدّت إلى ارتفاع كبير على مستوى الأسعار العالمية للمواد الأساسية وخاصة منها الحبوب، وصار هناك اشكالان يتعلقان بتونس، الأول هو التكلفة الكبيرة على مستوى الدعم التوريد، والثاني هو انعكاس ذلك على فقدان المواد التي يكون فيها الحبوب مكونا أساسيّا من السوق (السميد، الفارينة)، خاصة أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لا تسير كما يجب.

وشدد الشكندالي على أن هذا الوضع المتأزم، يتزامن مع وجود اشكال كبير وعلى غاية في الأهمية، يتمثل في غياب الاصلاحات وبرنامج للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، مرجحا أنه لن يكون أمام الحكومة من حل سوى الترفيع في الأسعار واعتماد آلية التعديل في أسعار المحروقات كل شهر عوضا عن 3 أشهر، مضيفا أن هذا الحل سيعقبه بالضرورة ارتفاع في أسعار المواد الأساسية المدعمة، ما سيؤثر من ناحية على المقدرة الشرائية للمواطن التونسي ومن ناحية ثانية على مستوى توفر المنتوجات الاساسية في السوق المحلية.

كما توقع الخبير الاقتصادي، أن تسبب حرب روسيا على اوكرانيا احتداما عالميّا على طلب المواد الاساسية، وستكون الأولوية بالضرورة للبلدان الكبرى والتي تدفع الأموال، في مقابل الترقيم السيادي السيء لتونس، وبذلك لن تكون من الدول التي لها الأولوية في التزوّد بالمواد الاساسية وخاصة الحبوب، ما قد يحدث ارتباكا مستقبلا من حيث توفر هذه المادة وكل ما ينتج من خلالها من خبز وفارينة وسميد، خاصة مع قرب شهر رمضان الذي يكثر فيه الطلب على هذه المواد.

وفي تعليقه على مدى استعداد رئيس الجمهورية والحكومة لهذه الأزمة، قال رضا الشكندالي: "رئيس الجمهورية لا يُعطي المسألة الاقتصادية الأهمية اللاّزمة، وهو يقدم المسألة السياسية والقانون الانتخابي على حساب الاقتصاد، وانعكاسات حرب روسيا على أوكرانيا هي الخطر الداهم على تونس وليس البرلمان"، مضيفا أنه في وقت الأزمات الكبرى يفترض أن تتكاثف جميع الجهود.

واعتبر محدثنا أن "همّ التونسي أجره الشهري المضمون والذي يجب أن يُعيله إلى اخر الشهر وتوفر المواد الأساسية.

وبشأن أهمية تعويل تونس على فلاحتها، بين الشكندالي أن أحلك فترة شهدتها الفلاحة التونسية منذ الثورة هي سنة 2021، حيث حققت فيها نسبة نمو سالبة، مضيفا أن الفلاحة طالما كانت المنقذ للاقتصاد.

يذكر أن المدير العام للمرصد الوطني الفلاحي حامد الدالي، قال لرويترز اليوم الخميس إن تونس التي تستورد حوالي نصف حاجاتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، أتمت طلبياتها الضرورية حتى الصيف من شراءات القمح قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا ولن تواجه أي نقص حتى موسم جني المحصول في الصيف.

وأضاف حامد الدالي أنه بهذه الشراءات سيكون مخزون تونس من الحبوب كافيا حتى شهر جوان 2022.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.