الحناشي: اتحاد الشغل ليس مثاليا.. وما حدث خلال المؤتمر خلافات وليست انشقاقات

مروى الدريدي-

قال المختص في التاريخ السياسي المعاصر والراّهن، الأستاذ عبد اللطيف الحناشي، إن هناك توافقات وروحا تضامنية كبيرة من رموز سابقين في الاتحاد العام التونسي للشغل، لعبت دورا في عملية انتخاب المكتب التنفيذي الجديد، معتبرا أن أغلب أعضائه، ليسوا طارئين على الاتحاد بل لديهم تجربة وزادا معرفيّا نقابيّا كبيرا.

واعتبر عبد اللطيف الحناشي (تحمّل عدة مسؤوليات نقابية في الاتحاد العام التونسي للشغل)، أن ما حدث خلال أشغال المؤتمر الـ25 للاتحاد لا يمكن وصفه بالانشقاقات فهي كلمة مبالغ فيها، إنما هي تبانيات في الاراء وخلافات حول مسألة رئيسية وهي الفصل 20 من النظام الأساسي للاتحاد، لكنه لم يكن خلافا أفقيّا بل محدودا، وفق تعبيره.

وقال الحناشي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم السبت، إن هناك نوعان ممّن لم يقدّموا ترشحاتهم، النوع الأول يمثلهم الوجه البارز محمد علي البوغديري، الذي خيّر الاصداح بمواقفه، ونوع ثان خيروا الخروج في صمت ولم يعلنوا عن مواقفهم خارج الاتحاد.

ولفت الحناشي إلى أنه من يغادر الاتحاد ينتهي عمليّا، على غرار الامين العام المساعد سابقا قاسم عيفة، والحبيب قيزة، واسماعيل السحباني الذي أسس اتحاد عمال تونس لكن لم يكن له اشعاع أو تأثير كبير، وفق تقديره.

اقرأ/ي أيضا: بالأسماء: أعضاء المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد الشغل

وأكّد الحناشي أن ما جدّ في المؤتمر هي نقاشات واحتجاجات وليست انشقاقات وظلت داخل الاتحاد، وهو ما يذكر بمقولة الحبيب عاشور عندما قال "نحافظ على الشقف" أي في إطار الاتحاد.

وبشأن الأسماء القيادية التي غادرت، قال عبد اللطيف الحناشي، بالنسبة لعضوة المكتب التنفيذي السابقة نعيمة الهمامي، فقد خيرت المغادرة لأنها ليست ضمن القائمة التوافقية لنور الدين الطبوبي، كما أنه لا وجود لقائمة أخرى منافسة، لذلك خيرت الانسحاب.

وبالنسبة لعبد الكريم جراء، فقد كان ضد بعض الخيارات داخل الاتحاد لكن بشكل صامت ولم يفصح عن ذلك شأن البوغديري، وخير عدم الترشح والمغادرة. أمّا بالنسبة لكمال سعد الذي يعتبر أقدم شخصية في المكتب التنفيذي ورجلا توافقيّا فقد خير الانسحاب وذلك لسببين الأول يبدو أنه صحّي، والثاني تعبير عن نوع من الامتعاض من بعض الشخصيّات التي لم يُردها أن تكون موجودة، أما محمد المسلمي فلم يقدم ترشحه ذلك أنه ليس له نشاط كبير وله مواقف عبر عنها داخل الاتحاد وليس خارجه.

اقرأ/ي أيضا: البوغديري يخرج عن صمته: تدخّل سافر لمسؤولين نقابيين دُوليين في الشأن الداخلي التونسي

وشدد عبد اللطيف الحناشي على أن اتحاد الشغل ليس مثاليّا بل فيه من التناقضات والخلافات شأنه شأن الأحزاب والمجتمع التونسي لكن لا يمكن الحديث عن انشقاقات داخله.

وأنهى المؤتمر الوطني الـ25 للاتحاد العام التونسي للشغل، أشغاله فجر اليوم السبت 19 نوفمبر 2022، بانتخاب 15 عضوا، وقد تم تجديد الثقة في نور الدين الطبوبي أمينا عامّا للمنظمة الشغيلة.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.